* البنتاغون "مستعد للرد" على أي استفزاز من كوريا الشمالية
* بيونغ يانغ تفكك موقع التجارب النووية قبل إلغاء القمة
واشنطن - نشأت الإمام، وكالات
في تحول مفاجىء ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس القمة التاريخية التي كانت مقررة خلال اقل من 3 أسابيع مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون منددا بـ "عدائية" نظام بيونغ يانغ، وتعهد بمواصلة حملة العقوبات على بيونغ يانغ ما لم تغير من موقفها، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون " أنها "مستعدة للرد" على أي "أفعال استفزازية" من قبل كوريا الشمالية بعد إلغاء ترامب القمة المرتقبة.
بدوره، أعرب الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي أن عن أسفه إزاء قرار الرئيس الأمريكي، وحض الرجلين على إجراء محادثات مباشرة.
وفي رسالة مقتضبة من 20 سطرا وجهها الرئيس الأمريكي إلى كيم، أعلن قراره إلغاء القمة بينهما في سنغافورة في 12 يونيو والتي كانت موضع ترقب شديد في آسيا والعالم، ووافق ترامب شخصيا عليها.
وقال ترامب في الرسالة التي نشر البيت الأبيض نصها في اليوم الذي أعلنت فيه بيونغ يانغ تفكيك موقعها للتجارب النووية شمال شرق البلاد "للأسف ونظرا إلى الغضب الهائل والعدائية الصريحة التي ظهرت في تصريحاتكم الأخيرة، أشعر أنه من غير المناسب في هذا الوقت عقد هذه القمة المقررة".
وتطالب واشنطن بتفكيك "كامل لا يمكن العودة عنه ويمكن التحقق منه" من قبل كوريا الشمالية.
وبعد أسابيع من التصريحات المتفائلة جدا حول عقد أول قمة بين الرئيس الأمريكي وزعيم كوريا الشمالية، بدل ترامب لهجته في الأيام الأخيرة.
وتابع "في حال غيرتم رأيكم بخصوص هذه القمة المهمة للغاية، الرجاء عدم التردد في الاتصال بي أو الكتابة لي".
من جهته اعتبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن سبب إلغاء القمة هو عدم إمكانية التوصل إلى "نتيجة ناجحة".
وكتب ترامب في رسالة إلى زعيم كوريا الشمالية أنه "لا يريد المضي قدما في الاجتماع بسبب الغضب الهائل والعداء المفتوح الذي رأيته في آخر بيان لك".
وكان ترامب يأمل في استخدام الاجتماع ، المقرر في 12 يونيو في سنغافورة ، لإنهاء برنامج كوريا الشمالية النووي مقابل فرض عقوبات متتالية.
وفي الفترة التي سبقت القمة المقترحة، قال ترامب إنه "إذا تعاونت كوريا الشمالية وتنازلت عن أسلحتها النووية، فإن كيم جونغ أون، قد يظل نظامه على حاله وأن البلد ستكون على موعد مع نهضة اقتصادية كبيرة".
لكن التصريحات النارية المتزايدة من قيادة كوريا الشمالية في الأيام الأخيرة قللت من احتمالات انعقاد القمة، حيث قال مساعدو البيت الأبيض إنهم منحوا هذا الأسبوع ما نسبته 50 % إلى 50 % بين انعقاد القمة وانهيارها.
ويري الخبير الاستراتيجي مايكل لوهان أن ترامب ثابر من أجل الاتفاق، وكان يتوق إلى التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يخلص شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، على أمل إنقاذ القمة. وقال لوهان لـ "الوطن" ينظر بعض حلفاء ترامب بإعجاب لتقاربه الأخير مع كيم، كان كثيرون يعتقدون أنه إذا نجح، فإنه يستحق جائزة نوبل للسلام، لكن أعتقد أن هذا بات بعيداً الآن.
ويرى المراقبون أن لغة كوريا الشمالية بشكل مطرد أكثر تهديدًا، هذا الأسبوع، فقد هدد كبير مبعوثي كوريا الشمالية لشؤون الولايات المتحدة بإلغاء القمة وحذر من أن كوريا قد تلحق بأمريكا "مأساة مروعة لم تشهدها ولم تتخيلها".
وفي رسالته إلى كيم، كتب ترامب "شعرت أن حوارًا رائعًا يترابط بيني وبينك، وفي نهاية المطاف، يكون الحوار هو المهم فقط. في يوم من الأيام، أتطلع قدمًا لمقابلتك".
وأضاف أنه "إذا غير كيم رأيه فيما يتعلق بالقمة لا تتردد في الاتصال بي أو الكتابة".
وقال مسؤولو البيت الأبيض الخميس إن القمة يمكن أن تقام في وقت ما، مما يشير إلى أن خطاب ترامب كان فقط آخر منعطف في المفاوضات المستمرة.
وقال أحد المسؤولين إنه كان من "الحكمة" من ترامب "أن يبتعد في الوقت الحاضر".
وقال مسؤول بارز آخر في البيت الأبيض إن الرئيس يريد عقد قمة ولكن فقط في ظل الظروف المناسبة. وأضاف انه حتى بعد رؤية تطورات مشجعة عقب زيارات بومبيو لبيونغ يانغ، فقد حدث الكثير أيضا لجعل الاجتماع غير عملي في الوقت الحالي. وقال المسؤول -الذي فضل حجب اسمه- ان قرار الرئيس وحده هو إلغاء الاجتماع الذي فعله صباح الخميس.
من ناحيته، قال رئيس مجلس النواب الأمريكي بول ريان إن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع حلفائها من أجل التوصل إلى حل سلمي للتوترات في شبه الجزيرة الكورية، لكن ذلك يتطلب "درجة كبيرة من الجدية من نظام كيم". وحث ريان الولايات المتحدة على عدم التركيز فقط على حملة الضغط القصوى من العقوبات ضد بيونغ يانغ.
وحتى بعد موافقة الولايات المتحدة وكوريا الشمالية على موعد ومكان انعقاد القمة، كان من الواضح أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة. فيوم الثلاثاء، اعترف وزير الخارجية مايك بومبيو بأن الولايات المتحدة لا تزال تحاول ضمان أن يكون لدى الجانبين "فهم مشترك" لـ "محتويات ما سيتم مناقشته".
وبدا واضحاً أن هناك فجوة كبيرة، حسب الخبراء، حول ما إذا كانت الولايات المتحدة وكوريا الشمالية تتقاسمان نفس الفهم حول "نزع الأسلحة النووية".
كانت إدارة ترامب تتصور عملية سريعة - ربما تستغرق أقل من عام - والتي لن يأتي فيها التخفيف من العقوبات المهمة إلا في نهاية المطاف. وتحدث كيم عن عملية مطولة سيأتي فيها تخفيف العقوبات في وقت مبكر.
وكان كلا الجانبين في الأسابيع الأخيرة يسعيان إلى صياغة أجندة القمة.
ويقول الخبراء إن النقطة الرئيسية في أي محادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية هي أن بيونغ يانغ تريد الاعتراف الرسمي بها كدولة تمتلك أسلحة نووية - وهو احتمال لا ترغب الولايات المتحدة في استصحابه - في حين تسعى واشنطن إلى التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى أن تتخلى بيونغ يانغ عن الترسانة النووية. وقالت كوريا الشمالية مرارًا إنها تعتبر رادعها النووي "سيفًا يحميها".
وقال جانج سونج مين أحد كبار مساعدي الزعيم الكوري الجنوبي السابق كيم داي جونج والرئيس الحالي لمنتدى السلام العالمي في شمال وشرق آسيا في سيؤول "لا يمكن أن يتنازلوا عن أسلحتهم النووية، انهم يعتقدون أنها تحمي وجودهم.
من جهته، وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن "قلقه الشديد" إثر إلغاء القمة التاريخية. وقال خلال عرض برنامجه لنزع الأسلحة في جنيف "أنا قلق جدا، وأحض كل الأطراف على مواصلة حوارهم لإيجاد سبيل نحو نزع الأسلحة النووية بشكل سلمي ويمكن التحقق منه في شبه الجزيرة الكورية".
كما أعرب غوتيريس في بيان عن أسفه لعدم دعوة خبراء دوليين إلى موقع القيام بعملية التفكيك التي أجرتها بيونغ يانغ.
وأضاف في بيان "من المؤسف عدم دعوة خبراء دوليين ليشهدوا على عملية إغلاق هذا الموقع".
وبعد أشهر من التقارب والتهدئة الدبلوماسية، عادت كوريا الشمالية الأسبوع الماضي لتستخدم لهجتها التقليدية وألغت لقاء بين الكوريتين وأشارت إلى إمكانية إلغاء القمة المرتقبة.
وصدرت آخر الانتقادات الخميس من كوريا الشمالية حيث وصفت نائبة وزير الشؤون الخارجية تشوي سون هوي تصريحات نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس خلال مقابلة تلفزيونية معه تطرقت إلى مفاوضات نزع سلاح كوريا الشمالية النووي، بأنها "غبية وتنم عن جهل".
وكان بنس حذّر الإثنين خلال مقابلة مع قناة فوكس الزعيم الكوري الشمالي من المراوغة مع واشنطن والتلاعب قبل القمة المقررة بين زعيمي البلدين في سنغافورة، معتبرا أن ذلك سيكون "خطأ كبيرا".
وقال أيضا إن كوريا الشمالية قد ينتهي بها الأمر مثل ليبيا "إذا لم يبرم كيم جونغ أون صفقة" بشأن برنامجه النووي.
وفي بيان نشرته وكالة الأنباء الكورية المركزية قالت تشوي "لا يمكنني ان اكتم مفاجأتي تجاه تصريحات غبية وتنم عن جهل تصدر عن نائب رئيس الولايات المتحدة".
وأضافت "لن نتوسل إلى الولايات المتحدة من أجل الحوار أو نتعب أنفسنا باللجوء إلى إقناعهم إذا كانوا لا يريدون الجلوس معنا".
وتابعت "في حال أساءت الولايات المتحدة إلى نوايانا الحسنة وتمسكت بتصرفات غير قانونية ومشينة، سأتقدم باقتراح لقيادتنا العليا لإعادة النظر بالقمة بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولايات المتحدة".
وفي رسالته أشار الرئيس الأمريكي إلى الترسانة النووية الأمريكية في تحذير مبطن لبيونغ يانغ.
وكتب ترامب قائلا "انتم تتحدثون عن قدراتكم النووية، ولكن قدراتنا هائلة وقوية لدرجة أنني اصلي لكي لا نضطر أبدا إلى استخدامها".
لكنه حرص على أن يترك المجال مفتوحا للقاء في موعد يحدد لاحقا.
وقال ترامب "لقد شعرت بأن حواراً بدأ يجري بينكم وبيني، وذلك في النهاية هو ما يهم. وأتطلع بحق إلى لقائكم يوما ما".
وأضاف "ولكن في الوقت الحالي أود أن أشكركم على الإفراج عن الرهائن الذين أصبحوا الآن مع عائلاتهم. لقد كانت تلك بادرة جميلة نقدرها بشدة".
وختم رسالته بالقول "لقد خسر العالم، وكوريا الشمالية بشكل خاص، فرصة عظيمة للسلام الدائم والازدهار والثروة العظيمين. إن هذه الفرصة الضائعة هي بحق لحظة حزينة في التاريخ".
وكانت كوريا الشمالية وفي بادرة حسن نية أعلنت في وقت سابق الخميس أنها فككت بالكامل موقعها للتجارب النووية.
وكانت بيونغ يانغ أعلنت أنها ستدمر بالكامل منشأة بونغي-ري في أقصى شمال شرق البلاد، ودعت عددا من الصحافيين لمشاهدة عملية تدمير الموقع.
وقال عدد من الصحافيين انهم سمعوا أصوات سلسلة من الانفجارات خلال النهار ثلاثة منها عند مداخل أنفاق تؤدي إلى المنشأة، تلته انفجارات لتدمير ثكنات وهياكل أخرى مجاورة.
وكتب توم شيشير الصحافي في سكاي نيوز الذي حضر عملية التفكيك، على موقع القناة البريطانية "حدث انفجار هائل شعرنا به. وغطانا الغبار وشعرنا بالحرارة. كان الانفجار مدويا جدا".
وتقع المنشأة تحت الأرض داخل جبل في مقاطعة هامغيونغ الشمالية بالقرب من الحدود مع الصين. وهو موقع التجارب الوحيد في كوريا الشمالية.
وأجريت في يونغي ري جميع تجارب كوريا الشمالية النووية الستة ومن بينها احدث تجربة وأقواها على الإطلاق في سبتمبر العام الماضي والتي قالت بيونغ يانغ إنه تم خلالها تجربة قنبلة هيدروجينية.
* بيونغ يانغ تفكك موقع التجارب النووية قبل إلغاء القمة
واشنطن - نشأت الإمام، وكالات
في تحول مفاجىء ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس القمة التاريخية التي كانت مقررة خلال اقل من 3 أسابيع مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون منددا بـ "عدائية" نظام بيونغ يانغ، وتعهد بمواصلة حملة العقوبات على بيونغ يانغ ما لم تغير من موقفها، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون " أنها "مستعدة للرد" على أي "أفعال استفزازية" من قبل كوريا الشمالية بعد إلغاء ترامب القمة المرتقبة.
بدوره، أعرب الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي أن عن أسفه إزاء قرار الرئيس الأمريكي، وحض الرجلين على إجراء محادثات مباشرة.
وفي رسالة مقتضبة من 20 سطرا وجهها الرئيس الأمريكي إلى كيم، أعلن قراره إلغاء القمة بينهما في سنغافورة في 12 يونيو والتي كانت موضع ترقب شديد في آسيا والعالم، ووافق ترامب شخصيا عليها.
وقال ترامب في الرسالة التي نشر البيت الأبيض نصها في اليوم الذي أعلنت فيه بيونغ يانغ تفكيك موقعها للتجارب النووية شمال شرق البلاد "للأسف ونظرا إلى الغضب الهائل والعدائية الصريحة التي ظهرت في تصريحاتكم الأخيرة، أشعر أنه من غير المناسب في هذا الوقت عقد هذه القمة المقررة".
وتطالب واشنطن بتفكيك "كامل لا يمكن العودة عنه ويمكن التحقق منه" من قبل كوريا الشمالية.
وبعد أسابيع من التصريحات المتفائلة جدا حول عقد أول قمة بين الرئيس الأمريكي وزعيم كوريا الشمالية، بدل ترامب لهجته في الأيام الأخيرة.
وتابع "في حال غيرتم رأيكم بخصوص هذه القمة المهمة للغاية، الرجاء عدم التردد في الاتصال بي أو الكتابة لي".
من جهته اعتبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن سبب إلغاء القمة هو عدم إمكانية التوصل إلى "نتيجة ناجحة".
وكتب ترامب في رسالة إلى زعيم كوريا الشمالية أنه "لا يريد المضي قدما في الاجتماع بسبب الغضب الهائل والعداء المفتوح الذي رأيته في آخر بيان لك".
وكان ترامب يأمل في استخدام الاجتماع ، المقرر في 12 يونيو في سنغافورة ، لإنهاء برنامج كوريا الشمالية النووي مقابل فرض عقوبات متتالية.
وفي الفترة التي سبقت القمة المقترحة، قال ترامب إنه "إذا تعاونت كوريا الشمالية وتنازلت عن أسلحتها النووية، فإن كيم جونغ أون، قد يظل نظامه على حاله وأن البلد ستكون على موعد مع نهضة اقتصادية كبيرة".
لكن التصريحات النارية المتزايدة من قيادة كوريا الشمالية في الأيام الأخيرة قللت من احتمالات انعقاد القمة، حيث قال مساعدو البيت الأبيض إنهم منحوا هذا الأسبوع ما نسبته 50 % إلى 50 % بين انعقاد القمة وانهيارها.
ويري الخبير الاستراتيجي مايكل لوهان أن ترامب ثابر من أجل الاتفاق، وكان يتوق إلى التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يخلص شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، على أمل إنقاذ القمة. وقال لوهان لـ "الوطن" ينظر بعض حلفاء ترامب بإعجاب لتقاربه الأخير مع كيم، كان كثيرون يعتقدون أنه إذا نجح، فإنه يستحق جائزة نوبل للسلام، لكن أعتقد أن هذا بات بعيداً الآن.
ويرى المراقبون أن لغة كوريا الشمالية بشكل مطرد أكثر تهديدًا، هذا الأسبوع، فقد هدد كبير مبعوثي كوريا الشمالية لشؤون الولايات المتحدة بإلغاء القمة وحذر من أن كوريا قد تلحق بأمريكا "مأساة مروعة لم تشهدها ولم تتخيلها".
وفي رسالته إلى كيم، كتب ترامب "شعرت أن حوارًا رائعًا يترابط بيني وبينك، وفي نهاية المطاف، يكون الحوار هو المهم فقط. في يوم من الأيام، أتطلع قدمًا لمقابلتك".
وأضاف أنه "إذا غير كيم رأيه فيما يتعلق بالقمة لا تتردد في الاتصال بي أو الكتابة".
وقال مسؤولو البيت الأبيض الخميس إن القمة يمكن أن تقام في وقت ما، مما يشير إلى أن خطاب ترامب كان فقط آخر منعطف في المفاوضات المستمرة.
وقال أحد المسؤولين إنه كان من "الحكمة" من ترامب "أن يبتعد في الوقت الحاضر".
وقال مسؤول بارز آخر في البيت الأبيض إن الرئيس يريد عقد قمة ولكن فقط في ظل الظروف المناسبة. وأضاف انه حتى بعد رؤية تطورات مشجعة عقب زيارات بومبيو لبيونغ يانغ، فقد حدث الكثير أيضا لجعل الاجتماع غير عملي في الوقت الحالي. وقال المسؤول -الذي فضل حجب اسمه- ان قرار الرئيس وحده هو إلغاء الاجتماع الذي فعله صباح الخميس.
من ناحيته، قال رئيس مجلس النواب الأمريكي بول ريان إن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع حلفائها من أجل التوصل إلى حل سلمي للتوترات في شبه الجزيرة الكورية، لكن ذلك يتطلب "درجة كبيرة من الجدية من نظام كيم". وحث ريان الولايات المتحدة على عدم التركيز فقط على حملة الضغط القصوى من العقوبات ضد بيونغ يانغ.
وحتى بعد موافقة الولايات المتحدة وكوريا الشمالية على موعد ومكان انعقاد القمة، كان من الواضح أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة. فيوم الثلاثاء، اعترف وزير الخارجية مايك بومبيو بأن الولايات المتحدة لا تزال تحاول ضمان أن يكون لدى الجانبين "فهم مشترك" لـ "محتويات ما سيتم مناقشته".
وبدا واضحاً أن هناك فجوة كبيرة، حسب الخبراء، حول ما إذا كانت الولايات المتحدة وكوريا الشمالية تتقاسمان نفس الفهم حول "نزع الأسلحة النووية".
كانت إدارة ترامب تتصور عملية سريعة - ربما تستغرق أقل من عام - والتي لن يأتي فيها التخفيف من العقوبات المهمة إلا في نهاية المطاف. وتحدث كيم عن عملية مطولة سيأتي فيها تخفيف العقوبات في وقت مبكر.
وكان كلا الجانبين في الأسابيع الأخيرة يسعيان إلى صياغة أجندة القمة.
ويقول الخبراء إن النقطة الرئيسية في أي محادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية هي أن بيونغ يانغ تريد الاعتراف الرسمي بها كدولة تمتلك أسلحة نووية - وهو احتمال لا ترغب الولايات المتحدة في استصحابه - في حين تسعى واشنطن إلى التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى أن تتخلى بيونغ يانغ عن الترسانة النووية. وقالت كوريا الشمالية مرارًا إنها تعتبر رادعها النووي "سيفًا يحميها".
وقال جانج سونج مين أحد كبار مساعدي الزعيم الكوري الجنوبي السابق كيم داي جونج والرئيس الحالي لمنتدى السلام العالمي في شمال وشرق آسيا في سيؤول "لا يمكن أن يتنازلوا عن أسلحتهم النووية، انهم يعتقدون أنها تحمي وجودهم.
من جهته، وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن "قلقه الشديد" إثر إلغاء القمة التاريخية. وقال خلال عرض برنامجه لنزع الأسلحة في جنيف "أنا قلق جدا، وأحض كل الأطراف على مواصلة حوارهم لإيجاد سبيل نحو نزع الأسلحة النووية بشكل سلمي ويمكن التحقق منه في شبه الجزيرة الكورية".
كما أعرب غوتيريس في بيان عن أسفه لعدم دعوة خبراء دوليين إلى موقع القيام بعملية التفكيك التي أجرتها بيونغ يانغ.
وأضاف في بيان "من المؤسف عدم دعوة خبراء دوليين ليشهدوا على عملية إغلاق هذا الموقع".
وبعد أشهر من التقارب والتهدئة الدبلوماسية، عادت كوريا الشمالية الأسبوع الماضي لتستخدم لهجتها التقليدية وألغت لقاء بين الكوريتين وأشارت إلى إمكانية إلغاء القمة المرتقبة.
وصدرت آخر الانتقادات الخميس من كوريا الشمالية حيث وصفت نائبة وزير الشؤون الخارجية تشوي سون هوي تصريحات نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس خلال مقابلة تلفزيونية معه تطرقت إلى مفاوضات نزع سلاح كوريا الشمالية النووي، بأنها "غبية وتنم عن جهل".
وكان بنس حذّر الإثنين خلال مقابلة مع قناة فوكس الزعيم الكوري الشمالي من المراوغة مع واشنطن والتلاعب قبل القمة المقررة بين زعيمي البلدين في سنغافورة، معتبرا أن ذلك سيكون "خطأ كبيرا".
وقال أيضا إن كوريا الشمالية قد ينتهي بها الأمر مثل ليبيا "إذا لم يبرم كيم جونغ أون صفقة" بشأن برنامجه النووي.
وفي بيان نشرته وكالة الأنباء الكورية المركزية قالت تشوي "لا يمكنني ان اكتم مفاجأتي تجاه تصريحات غبية وتنم عن جهل تصدر عن نائب رئيس الولايات المتحدة".
وأضافت "لن نتوسل إلى الولايات المتحدة من أجل الحوار أو نتعب أنفسنا باللجوء إلى إقناعهم إذا كانوا لا يريدون الجلوس معنا".
وتابعت "في حال أساءت الولايات المتحدة إلى نوايانا الحسنة وتمسكت بتصرفات غير قانونية ومشينة، سأتقدم باقتراح لقيادتنا العليا لإعادة النظر بالقمة بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولايات المتحدة".
وفي رسالته أشار الرئيس الأمريكي إلى الترسانة النووية الأمريكية في تحذير مبطن لبيونغ يانغ.
وكتب ترامب قائلا "انتم تتحدثون عن قدراتكم النووية، ولكن قدراتنا هائلة وقوية لدرجة أنني اصلي لكي لا نضطر أبدا إلى استخدامها".
لكنه حرص على أن يترك المجال مفتوحا للقاء في موعد يحدد لاحقا.
وقال ترامب "لقد شعرت بأن حواراً بدأ يجري بينكم وبيني، وذلك في النهاية هو ما يهم. وأتطلع بحق إلى لقائكم يوما ما".
وأضاف "ولكن في الوقت الحالي أود أن أشكركم على الإفراج عن الرهائن الذين أصبحوا الآن مع عائلاتهم. لقد كانت تلك بادرة جميلة نقدرها بشدة".
وختم رسالته بالقول "لقد خسر العالم، وكوريا الشمالية بشكل خاص، فرصة عظيمة للسلام الدائم والازدهار والثروة العظيمين. إن هذه الفرصة الضائعة هي بحق لحظة حزينة في التاريخ".
وكانت كوريا الشمالية وفي بادرة حسن نية أعلنت في وقت سابق الخميس أنها فككت بالكامل موقعها للتجارب النووية.
وكانت بيونغ يانغ أعلنت أنها ستدمر بالكامل منشأة بونغي-ري في أقصى شمال شرق البلاد، ودعت عددا من الصحافيين لمشاهدة عملية تدمير الموقع.
وقال عدد من الصحافيين انهم سمعوا أصوات سلسلة من الانفجارات خلال النهار ثلاثة منها عند مداخل أنفاق تؤدي إلى المنشأة، تلته انفجارات لتدمير ثكنات وهياكل أخرى مجاورة.
وكتب توم شيشير الصحافي في سكاي نيوز الذي حضر عملية التفكيك، على موقع القناة البريطانية "حدث انفجار هائل شعرنا به. وغطانا الغبار وشعرنا بالحرارة. كان الانفجار مدويا جدا".
وتقع المنشأة تحت الأرض داخل جبل في مقاطعة هامغيونغ الشمالية بالقرب من الحدود مع الصين. وهو موقع التجارب الوحيد في كوريا الشمالية.
وأجريت في يونغي ري جميع تجارب كوريا الشمالية النووية الستة ومن بينها احدث تجربة وأقواها على الإطلاق في سبتمبر العام الماضي والتي قالت بيونغ يانغ إنه تم خلالها تجربة قنبلة هيدروجينية.