قال المحلل السياسي الإيراني المقيم في أميركا، رضا برتشي زادة، في مقابلة مع "العربية.نت" إن سياسة أميركا لتغيير سلوك إيران تعني تغيير النظام بأكمله، لأنه في النهاية لن يقبل بالشروط الأميركية حول وقف دعم الإرهاب في المنطقة والعالم وإيقاف برامجه الصاروخية والنووية.
ورأى برتشي زادة، الذي يكتب عن شؤون إيران والشرق الأوسط في مراكز أبحاث أميركية، أن عدم طرح موضوع إسقاط النظام الإيراني من قبل كبار المسؤولين الأميركيين بشكل علني، يأتي في سياق احترام مبادئ العلاقات الدولية، فحسب. وفيما يلي نص المقابلة:
1- هل ستؤثر العقوبات الجديدة المفروضة على الحرس الثوري والمؤسسات الإيرانية الأخرى، مثل البنك المركزي، من قبل وزارة الخزانة على السياسات الخارجية والداخلية للنظام الإيراني؟
نعم، على المدى القصير سوف تؤدي العقوبات إلى اتخاذ النظام سياسة أكثر هجومية تجاه القضايا الداخلية والخارجية، لكنها سوف تضعف بنية النظام على المدى الطويل. في الأساس، الفرق بين العقوبات والحرب هو أن العقوبات لا تترك تأثيراً مباشراً في البداية، لكن تدريجياً يبدأ النظام بفقدان قدراته وإمكانياته، بينما في الحرب تظهر نقاط الضعف منذ البداية.
2- هل تعتقد أن الاستراتيجية الأميركية الجديدة حيال إيران، والتي أعلنها وزير الخارجية، مايك بومبيو، تتضمن خطة لتغيير النظام، أم أن هذه الاستراتيجية تركز على تغيير سلوك النظام الإيراني في المنطقة والعالم؟
كما قال مسؤولو إدارة دونالد ترمب مراراً، فإن السياسة الأميركية الرسمية المعلنة هي "تغيير سلوك" النظام الإيراني. لكن مع ذلك، فإن الإدارة تدرك تماماً أن التغيير في سلوك النظام غير ممكن، لأن هذا النظام يعتمد على أيديولوجية تؤمن بفكرة "آخر الزمان" أو نهاية العالم، ولا يلتزم بأية مبادئ. لذا، فإن المقاربة التي اتخذتها حكومة الولايات المتحدة والشروط التي وضعتها أمام النظام الإيراني وحلفائه في أوروبا تهدف بوضوح إلى "تغيير النظام". ولكن احتراماً لمبادئ العلاقات الدولية، فلا أحد هنا يتحدث علانية عن الإطاحة بالنظام. لكن هذا الهدف يبدو واضحاً في الاستراتيجية المعلنة إذا تم تطبيقها.
3- يستمر النظام الإيراني بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ويواصل دعم الإرهاب والجماعات المتشددة كميليشيات الحوثي في اليمن ونظام بشار الأسد في سوريا، وميليشيات في العراق وحزب الله اللبناني، بينما تتواصل الاحتجاجات الشعبية في إيران بسبب الأزمات الاقتصادية والمعيشية في إيران، هل سيؤدي استمرار هذه السياسة إلى أزمة داخل النظام؟
استمرار النظام الإيراني بتبديد أموال الشعب الإيراني من أجل تعزيز الدكتاتورية ودعم الإرهاب في المنطقة، تسبب فعلياً في تصاعد الصراعات داخل النظام. لقد بدأت الأزمات تتفاقم في البلاد، حيث نرى أنه في جميع أنحاء إيران هناك احتجاجات ومظاهرات لمختلف فئات الشعب ولقد بلغ الغضب الشعبي مداه. للأسف، هذه التطورات لا تغطيها وسائل الإعلام في الغرب.
4- مع استمرار الاحتجاجات والإضرابات العمالية وحراك الأقليات العرقية والدينية والنساء وسائر فئات المجتمع الإيراني، كيف ترى مستقبل مثل هذه الاحتجاجات وتعامل النظام معها؟
سوف تستمر هذه الحركات والاحتجاجات من أجل التغيير في إيران، لأن البلاد وصلت إلى نقطة الانفجار ولن تكون هناك عودة إلى الوراء.
ومع ذلك، إن لم تلتحم هذه الاحتجاجات المتقطعة مع بعضها البعض، فسوف يقمعها النظام واحدة تلو الأخرى. فيجب أن تتوحد جميع الحركات معاً للإطاحة بهذا النظام وإقامة نظام ديمقراطي في إيران، وهذا لا يمكن حدوثه إلا إذا ساندت القوى الدولية الشعب الإيراني. في رأيي، يجب على التحالف المناهض للنظام الإيراني وسلوكه المخرب في المنطقة، بما في ذلك الولايات المتحدة وحلفاؤها الإقليميون، وضع برنامج لدعم الاحتجاجات المناهضة للنظام في إيران وتخصيص ميزانيات لدعم الديمقراطية في إيران.
5- هل تعتقد أن النظام الإيراني سيستجيب لمطالب الولايات المتحدة الـ 12، أم أنه يتجه نحو المواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها والمجتمع الدولي؟
لا أعتقد أنه ستكون هناك "مرونة بطولية" أخرى من قبل المرشد علي خامنئي، كما حدث بالنسبة للاتفاق النووي، لأن النظام أبدى مرونة بقدر ما يستطيع ولو انحنى أكثر من هذا سينكسر.. أنا أعتقد أن الشروط الأميركية الـ 12 تستهدف في الواقع وجود نظام الجمهورية الإسلامية ولو قبل بتنفيذها فمعناه أنه يقبل بالتخلي عن أهدافه وطموحاته المبنية على تصدير الثورة وخلق إمبراطورية شيعية تمهد لمجيء إمام الزمان (المهدي). ولذا لن يكون هناك بعدها معنى لوجود النظام الثوري. ولذا لا أعتقد أن النظام سيتنازل على المدى المنظور. لكنني أرى أن نظام الملالي سينهار في نهاية المطاف، من خلال المواجهة الحازمة من قبل المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة.