واشنطن - نشأت الإمام

مصافحة تاريخية استمرت لوقت من الزمن جمعت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون الثلاثاء في سنغافورة.

وأشاد ترامب ببدء "علاقة رائعة" مع الزعيم الكوري الشمالية، وهي خطوة بالغة الأهمية في حلحلة القضايا العالقة منذ سنوات بين البلدين وأبرزها السلاح النووي الذي ظلت تطوره كوريا الشمالية في الآونة الأخيرة وشكلت به صداعاً للعالم.

الزعيمان اللذان كانا قبل بضعة أشهر يسخران من بعض عبر التصريحات والتغريدات، قاما بوضع تهديداتهما جانباً بعد مصافحة وصفت بالتاريخية، مما يجعل للدبلوماسية الشخصية حضوراً قوياً يمكن أن تتصدى من خلاله لعقود من العداوة وعدم الثقة.

في لقاء مصمّم بعناية، اجتمع ترامب وكيم جونغ أون في منطقة الاستقبال ذات السجاد الأحمر في أحد الفنادق بسنغافورة التي بنيت في موقع استعماري بريطاني - وهي المرة الأولى التي يجلس فيها رئيس أمريكي في السلطة مع زعيم كوري شمالي.

وظهر ترامب أمام جدار من الأعلام الأمريكية والكورية الشمالية ووضع يده على كتف كيم. ثم دخل الاثنان، وحدهما -باستثناء مترجميهما- للاجتماع الخاص والمغلق في محاولة لحل الأزمة بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية.

وقال ترامب "أشعر أني عظيم حقاً، ستكون مناقشة رائعة وأعتقد أن نجاحاً هائلاً سيتحقق، أعتقد أنه سيكون ناجحاً حقاً وأعتقد أنه سيكون لدينا علاقة رائعة، ليس لدي شك في ذلك".

وقال كيم "لم يكن من السهل الوصول إلى هنا، كانت التحيزات والممارسات القديمة عقبات في طريقنا إلى الأمام. لكننا تغلبنا عليهم جميعا، ونحن هنا اليوم".

وفي وقت لاحق، عندما استأنف الزعيمان مع كبار المساعدين لقاءهما، أشار ترامب للمأزق النووي، وقال "نعمل معاً، سنحظى برعاية جيدة".

وأجاب كيم "ستكون هناك تحديات أمامنا، لكننا سنعمل معاً".

ويبقى السؤال فيما إذا كانا سينجحان، وهو أمر مشكوك فيه للغاية. فقد فشل المفاوضون في إحراز تقدم كبير في الاجتماعات على مستوى العمل قبيل انعقاد القمة، تاركين ترامب وكيم يقفان في مساحة محدودة من الأرضية المشتركة، والتي يُعتقد أن مباحثاتها ستستمر شهوراً أو حتى سنوات من المحادثات.

وقال ترامب الإثنين قبيل انعقاد القمة "أعتقد أن الأمر سينجح بشكل جيد".

وفي الوقت الذي كان يتحدث فيه، كان الدبلوماسيون الأمريكيون والكوريون الشماليون يناضلون في مفاوضات في اللحظة الأخيرة لسد الثغرات في بعض القضايا الأساسية التي تفرق بين الجانبين، بما في ذلك الشروط والتوقيت الذي بموجبه ستسلم كوريا ترسانتها النووية.

وكان هدف المفاوضين هو التوصل لصيغة نهائية متفق عليها للبيان المشترك الذي سيصدره ترامب وكيم في نهاية اجتماعهما. وإذا كان هذا البيان قوياً ومفصلاً، فقد يكون بمثابة خارطة طريق للمفاوضات المستقبلية بين الجانبين ودليلاً على أن الاجتماع كان أكثر من مجرد فرصة لالتقاط الصور.