أدت مواجهات بين المزارعين المحتجين والشرطة، الخميس، في إحدى القرى التابعة لمدينة كازرون بمحافظة فارس جنوب إيران، إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى، على خلفية أزمة العطش والجفاف وشح المياه بالمنطقة.
وصرح مساعد الشؤون الاجتماعية لقائد الشرطة بمحافظة فارس، أن شخصا واحدا قتل وجرح آخرون إثر تدخل قوات الشرطة بمدينة كازرون لمواجهة المزارعين المحتجین في قرية "كمارج" على خلفية أزمة شح المياه هناك.
وتصدت قوات الشرطة للمتظاهرين المحتجين بإطلاقها العيارات النارية لتفريقهم، ما أدى إلى مقتل أحد المحتجين وسقوط جرحى آخرين.
ومن جهته، أكد العقيد محمد عبادي نجاد، قائد قوات الشرطة بمدينة كازرون، إصابة عدد من عناصر الشرطة بجروح خلال المواجهات مع سكان المنطقة المحتجين.
هذا وقد شهد قضاء كازرون في مايو الماضي مظاهرات عارمة وغاضبة أطلقت فيها هتافات ضد النظام على خلفية محاولات الحكومة قطع أجزاء من المنطقة لضمها إلى مناطق أخرى ضمن التقسيمات الإدارية والمناطقية للبلاد، وقد سقط ما لا يقل عن 4 قتلى، وجرح العشرات خلال الاحتجاجات التي عمت أرجاء المدينة آنذاك.
وشهدت في وقت سابق مدن وقرى في محافظتي فارس وبوشهر، منها برازجان بجنوب إيران، احتجاجات طالب فيها المتظاهرون الحكومة والمسؤولين بالتدخل لإيجاد حلول لأزمة شح المياه الناجمة عن موجة الجفاف وسوء الإدارة الحكومية للمصادر المائية.
أما مدن المحمرة وعبادان والأهواز التي يقطنها العرب في جنوب غرب إيران، فقد شهدت خلال الأسابيع الأخيرة الماضية احتجاجات واسعة استمرت عدة أيام على خلفية أزمة شح المياه الصالحة للشرب نتيجة الانخفاض الشديد في منسوب مياه الأنهر بسبب السياسات الحكومية الخاطئة في إنشاء السدود .
وقد توزعت المظاهرات في عدة مناطق احتجاجا على أداء الحكومة السيئ في تعاطيها مع أزمة شح المياه وتجاهلها وإهمالها لمطالب المواطنين هناك. وهتف المتظاهرون خلالها بـ"الموت للدكتاتور".
وحسب منظمة حقوق الإنسان الأهوازية، فقد تصدت قوى الأمن والشرطة بشكل عنيف لتلك المظاهرات بإطلاقها الرصاص الحي على المتظاهرين العرب، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا بين قتيل وجريح خلال الاضطرابات التي تلتها موجة من الاعتقالات العشوائية طالت أكثر من 125 ناشطا أهوازيا بعضهم كانوا من الجرحى خلال المظاهرات.