حذر تقرير حديث في بريطانيا من أن زوجات مقاتلي تنظيم داعش يشكلن تهديداً إرهابيا حقيقياً للبلاد، لاسيما أن عدداً من المتطرفين يحاولون العودة إلى أوروبا، بعدما وضعت الحرب على التنظيم المتطرف أوزارها في عدد من البؤر المتوترة بسوريا والعراق.

وقالت الخبيرتان في مركز مكافحة التطرف والعنف السياسي، جوانا كوك وجينا فالي، إن بريطانيا قد تكون معرضة بشدة لهجمات إرهابية قاتلة في ظل غياب بيانات رسمية عن خطورة نساء داعش، وتقول كوك إن ثمة عدة عوامل ترجح إقدام النساء العائدات على هجمات إرهابية مثل خضوعهن للتدريب في معسكرات داعش بالعراق وسوريا، وبالتالي فمن الوارد أن يحاولن تطبيقها لدى العودة إلى بريطانيا أو العمل على نقلها إلى الأطفال.

وتتضارب تقديرات الخبراء بشأن دور النساء في تنظيم داعش المتطرف، ففي الوقت الذي تتولى كثيرات أدواراً عائلية مثل أعمال البيت والطبخ، استفادت أخريات من تدريب على استخدام السلاح لاسيما أن داعش عانت نقصاً في عدد مقاتليها الرجال خلال السنتين الأخيرتين جراء حملة التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.

وينصح التقرير السلطات البريطانية بعدم الاستهانة بخطر النساء واعتبارهن مجرد زوجات غادرن للالتحاق بشركائهم في الخارج، ويوضح أن النساء قمن أيضا بترويج دعاية داعش عبر الحديث عما يسمى "الخلافة"، والدليل على هذا أن نساء كثيرات تورطن في مخططات إرهابية بكل من إندونيسيا وكينيا وفرنسا.وبحسب ما نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن السلطات تواجه اتهامات بعدم التحرك على النحو المطلوب للتصدي لخطر الإرهاب، الذي تمثله زوجات وأرامل متطرفي داعش، بالرغم من قضائهم سنوات في كنف تنظيم دموي.

وأوضح التقرير، الذي أصدره المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي في جامعة لندن، أن 145 امرأة و50 قاصراً كانوا بين 850 شخصاً سافروا من بريطانيا لأجل الالتحاق بالتنظيم المتطرف في كل من سوريا والعراق، ومن بين 425 شخصاً عادوا من بؤر داعش في الشرق الأوسط إلى بريطانيا، لم يكن ثمة سوى امرأتين فقط، إلى جانب أربعة قاصرين، أي أن أغلب الزوجات ما زلن في أرض المعركة، ويوضح التقرير أن النساء يشكلن 13% من 41 ألفا و490 انتموا إلى داعش في سوريا والعراق، بين 2013 و2018، أما القاصرون فتبلغ نسبتهم 12%، وتفيد الوثيقة أن بعض نساء داعش تورطن في مخططات إرهابية سعت إلى ترويع أوروبا، وهو ما يثير المخاوف من مواصلتهن النهج نفسه في المستقبل.