شهدت فرنسا غضبا كبيرا إثر نشر فتاة مقطعا مصورا لشاب تحرش بها وصفعها أمام أعين الجالسين في مقهى بالعاصمة الفرنسية باريس.
وتحدثت طالبة فرنسية عن ملابسات تعرضها إلى تحرش في أحد شوارع باريس من رجل قام بصفعها على وجهها عندما طلبت منه الكف عن مضايقتها.
ونشرت ماري لاغير مقطع فيديو صورته كاميرات المراقبة لرجل يصفعها أمام مقهى في منطقة في شمال غربي العاصمة الفرنسية.
وانتشر الفيديو في وسائل التواصل الاجتماعي بالتزامن مع توجه الحكومة لفرض غرامة آنية في موقع الحدث على حوادث التحرش في الشوارع.
وقالت الناشطة الفرنسية في مجال حقوق المرأة، يولين فينيو لـ"الوطن" إنه " لايمكن النظر إلى هذه الحادثة كحدث عارض أو خارج السياق، لان خطورة تنامي ظاهرة التحرش بشكل ملحوظ في كل مكان بفرنسا باتت مقلقة حقا والغرامات فقط والحبس القصير لن تجدي نفعا"، موضحة أن "التحرش بات في كل مكان حتى في المدارس".
وتشير معلومات حصلت عليها "الوطن" من مصدر في تيار "إلى الأمام" الذي يترأسه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن "هناك اقتراح حكومي بتعيين "ممثلين عن الحكومة" في الشركات والمؤسسات لمجابهة "التهديدات الجنسية" التي تتعرض لها بعض النساء في أماكن عملهن".
وقال المصدر إن "هناك مقترحا بإدراج جريمة جديدة في قانون العقوبات تحت اسم "الغضب الجنسي""، موضحا أن "مفهوم التحرش لا يكفي لوصف حالة الغضب الجنسي الناتج عند الضحية بعد التحرش".
وأضاف"التحرش حاليا لا يقتصر على الشارع بل يمتد إلى كل فضاء العامة في وسائل النقل العام والشواطئ والمقاهي والمطاعم والإدارات والمدارس والمستشفيات".
ووفقا للمصدر فإن "المتحرش سيعاقب وفقا للتعديل الجديد من دون الحاجة للمثول أمام القاضي ومن دون الحاجة لتقديم الضحية أي شكوى"، مشيرا إلى أنه "سيتم إضافة 10 آلاف شرطي في كل أنحاء البلاد من أجل مكافحة ظاهرة التحرش".
وكانت "الوطن" حصلت على إحصاءات صادمة تتعلق بحالات الاغتصاب والتحرش الجنسي في فرنسا بينها حدوث حالة اعتداء جنسي كل 55 ثانية، ووقوع 48 ألف امرأة ضحايا للاغتصاب خلال عام واحد، إضافة إلى أن فرنسية من بين كل 5 يتعرضن للتحرش أثناء العمل، إضافة إلى أن 80% من طلاب المدارس بفرنسا تعرضوا للتحرش.
وقالت وزيرة المساواة الفرنسية مارلين شيابا "سيبدأ العمل في فرض غرامات كبيرة على المتحرش هذا الخريف".
وسيدفع المعتدون غرامة تتراوح قيمتها بين 90 إلى 750 يورو، ضمن حزمة من الإجراءات دعمها برلمانيون في مايو ، ومن المتوقع أن تمرر في البرلمان خلال هذا الأسبوع.
وكانت الفتاة "لاغير" التي تعرضت للتحرش والضرب ، 22 عاما،قد قالت إنها كانت في طريق عودتها إلى المنزل من العمل الثلاثاء في الضاحية 19 من باريس، عندما بدأ رجل بإطلاق تعليقات بذيئة" فاحشة ومهينة" وبحركات ذات دلالات جنسية.
وقالت للتلفزيون الفرنسي "لم تكن تلك المرة الأولى - في ذلك اليوم وذلك الأسبوع وذلك الشهر- لقد تراكمت، فغضبت وقلت له ’صه’، اعتقدت أنه لم يسمعني، لكنه سمع".
وأضافت : "في هذه اللحظة غضب الرجل ورمى منفضة سجائر عليّ اخطأتني ببضع بوصات
وبعد تبادل الإهانات، تقدم الرجل نحوها والتقطته كاميرات المراقبة في المقهى المجاور يقوم بصفعها.
وبدا أن الرجل صفعها بقوة على خدها وواصل الصراخ عليها.
وعندما احتج الجالسون في المقهى على الرجل واعترضو سبيله، غادرت هي المكان إلى منزلها، لكنها قررت بسرعة العودة إلى المقهى لأخذ شهادة الجالسين وتقديم شكوى إلى الشرطة.
وقالت إن جميع من كانوا في المقهى وصفوا استجابتها بالطبيعية، وأعطاها صاحب المقهى شريط الفيديو لمساعدتها في تحديد المهاجم والقبض عليه.
وقد شوهد مقطع الفيديو بعد نشره في وسائل التواصل الاجتماعي 900 ألف مرة.