ما زالت تداعيات انهيار الريال الإيراني وسقوطه بنسبة 20% تلقي بظلالها على الحكومة الإيرانية، حيث تمت إقالة أحمد عراقجي، معاون البنك المركزي الإيراني لشؤون العملات الأجنبية صباح السبت.
وذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية، أن الرئيس الجديد للبنك المركزي عبد الناصر همتي، الذي تم تعيينه قبل أيام بدلاً عن ولي الله سيف الذي أقيل من منصبه عقب انهيار الريال التاريخي، قد تخلي بدوره عن معاونه لشؤون العملات الأجنبية أحمد عراقجي.
وأضافت الوكالة أن وجود أحمد عراقجي الذي تنقصه الخبرة في مثل هذا المنصب الحساس كان موضع انتقادات عديدة من قبل النواب والمسؤولين مراراً وتكراراً.
وتأتي هذه التغييرات في محاولة من الحكومة لوقف مسلسل انهيار الريال مقابل الدولار، حيث خسر 20% من قيمته منذ الشهر الماضي، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار والتضخم ووقف عمليات البيع والشراء.
وبينما تستمر الاحتجاجات الشعبية في مختلف أنحاء إيران منذ 5 أيام، صادق المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي، السبت في اجتماع عقد برئاسة الرئيس الإيراني حسن روحاني وحضور رؤساء السلطات الثلاث.
ووفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية؛ فقد اتفق المجلس على ما أسماه الخطوط العريضة للسياسات الجديدة للمصرف المركزي بشأن العملة الصعبة، وسبل الإسراع في مواجهة المفسدين والمخلين بالشؤون الاقتصادية.
من جهته، أعلن إسحاق جهانغيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، في تصريحات على هامش اجتماع المجلس، عن مراجعة شاملة للسياسات الاقتصادية للبلاد أعقبت المشاكل والظروف الجديدة، ونظراً إلى إعلان الرئيس الأميركي بفرض عقوبات جديدة خلال الأيام المقبلة.
وفي محاولة لتهدئة غضب المواطنين المحتجين ضد الغلاء والتضخم وانهيار الريال وتدهور الأوضاع المعيشية؛ قال جهانغيري إن السلع الأساسية التي يحتاجها الشعب سيتم توفيرها حسب السعر المعلن رسمياً من قبل البنك المركزي، وإن الأجهزة التنفيذية سيكون لها إشراف كافٍ في مختلف المراحل".
وأضاف أنه "سيتم تعيين تسهيلات للناشطين الاقتصاديين في مجال الصادرات والواردات، وجميع الذين يحتاجون إلى العملة الأجنبية للقيام بالأعمال الضرورية، ليتمكنوا من الحصول على احتياجاتهم من السوق، والقيام بعملهم بسهولة أكبر والعمل بسرعة أكبر".
يأتي هذا بينما خرجت مساء السبت حشود من المواطنين في مختلف المدن في خامس أيام الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام، حيث امتدت المظاهرات إلى ساعات متأخرة من الليل خلال الأيام الماضية وسط اشتباكات مع الشرطة والأمن وتعالي الهتافات التي تطالب برحيل النظام ومرشده علي خامنئي.