أبلغت فرنسا دبلوماسييها ومسؤولي وزارة الخارجية، تأجيل السفر غير الضروري إلى إيران إلى أجل غير مسمى، في ظل توتر دبلوماسي بين البلدين، لعدم تعاون طهران مع تحقيقات حول محاولة تفجير مؤتمر المعارضة الإيرانية الذي أحبطته أجهزة فرنسا وبلجيكا وألمانيا، في عملية مشتركة أواخر يونيو الماضي.

وحسب مذكرة لوزارة الداخلية الفرنسية اطلعت عليها "رويترز" فإن موقف الحكومة الفرنسية بتقييد سفر دبلوماسييها إلى إيران، يأتي رداً على موقف طهران المتصلب من فرنسا وعدم تعاونها في قضية التحقيق ومحاكمة المتورطين،على رأسهم مدبر الهجوم الإرهابي الفاشل وهو الدبلوماسي بالسفارة الإيرانية بالنمسا أسد الله أسدي.

وحذرت فرنسا من تداعيات تصلب الموقف الإيراني، رغم أن باريس من أقوى المدافعين عن إنقاذ الاتفاق النووي الموقع سنة 2015 بين إيران والقوى العالمية، والذي انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مايو الماضي.

وانسحبت شركات فرنسية كبرى مثل توتال العملاقة للنفط والغاز، وشركة صناعة السيارات التابعة لها PSA ورينو، ضمن هجرة جماعية لشركات أوروبية من إيران خوفا من العقوبات الأميركية.

وتستشهد مذكرة الداخلية الفرنسية بمحاولة فاشلة لتفجير مؤتمر للمعارضة الإيرانية بالقرب من باريس حضره محامي الرئيس الأميركي دونالد ترمب، رودي جولياني، كعلامة على موقف طهران الأكثر عدوانية تجاه فرنسا.

وكتب الأمين العام للوزارة، موريس غوردو مونتاني، في المذكرة المؤرخة في 20 أغسطس أن "سلوك السلطات الإيرانية يوحي بتصلب موقفها تجاه بلدنا، وكذلك بعض حلفائنا".

وأضاف: "بالنظر إلى المخاطر الأمنية المعروفة.. يجب على جميع الموظفين الإداريين، سواء من المقر أو في الخارج، أن يؤجلوا حتى إشعار آخر، باستثناء الأمر العاجل، أي خطط سفر إلى إيران".

وتؤكد المذكرة كيف تآكلت الثقة في حكومة طهران في باريس حيث أدت إلى توتر العلاقات بين البلدين على نحو متزايد، حتى أثناء محادثات الرئيس إيمانويل ماكرون حول الحفاظ على الاتفاق النووي.

وقالت إيران إنها لا علاقة لها بمحاولة تفجير مؤتمر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية "NCRI" بقيادة منظمة "مجاهدي خلق" في 30 يونيو.

غير أن ألمانيا اعتقلت الدبلوماسي الإيراني أسدي، بتهمة تسليم قنبلة لمنفذي الاعتداء الفاشل وهما إيرانيان يحملان الجنسية البلجيكية وهما أمير سعدوني "38 عامًا" وامرأة معه تدعى نسيمة نومني "33 عامًا"اللذين اعترفا أنهما استلما القنبلة من أسدي في لوكسمبورغ، قبل يوم واحد من تنفيذ العملية، حسب ما نقلت وسائل إعلام أوروبية عن القضاء البلجيكي.