* بعد هجوم الأحواز.. إيران تستدعي سفراء أوروبيين

* 31 قتيلاً وعشرات الجرحى في هجوم المنصة بالأحواز

* واشنطن ترفض "نغمة إيران" بعد هجوم الأحواز

الأحواز - نهال محمد، (وكالات)

كشفت مصادر أحوازية عن مقتل 31 عنصراً من الحرس الثوري الإيراني، وإصابة العشرات، في الهجوم الذي استهدف السبت عرضاً عسكرياً لقوات الحرس الثوري في الأحواز جنوب غرب ايران، وأعلنت المقاومة الأحوازية مسؤوليتها عنه، فيما ترجح طهران فرضية مسؤولية انفصاليين عرب في الهجوم، في حين أكدت مصادر أحوازية لـ "الوطن" أن منفذي هجوم المنصة هم 4 عناصر من المقاومة الإيرانية داخل الإقليم العربي حيث يعانون من الاضطهاد نتيجة انتماءاتهم السياسية، وعلى الرغم من أنهم من حملة البكالورويوس إلا أنهم يعانون من البطالة في حين يرزح ثلثي حي مندلي في الأحواز، الذي يقطنون تحت فقر مدقع، نتيجة القمع الذي يمارسه النظام الإيراني ضد عرب الأحواز".

واستدعت السلطات الإيرانية سفراء هولندا، والدنمارك، وبريطانيا بشأن هجوم الأحواز، واتهمت بلدانهم بإيواء جماعات إيرانية معارضة.

في الوقت ذاته، رفضت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، الأحد، اتهام إيران لواشنطن في هجوم على عرض عسكري في الأحواز، جنوب غرب البلاد، قائلة إن على الزعماء الإيرانيين النظر بشكل أكبر إلى الداخل.

وبحسب مصادر موثوقة من الأحواز، بلغ عدد القتلى في صفوف قوات الحرس الثوري الإيراني 31 قتيلاً، حيث أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية في حصيلة اولية أن 8 أشخاص قتلوا بينما أكدت المعارضة الايرانية مقتل 25 عنصرا من القوات الايرانية.

واستهدف مقاتلون أحواز قوات الحرس الثوري الإيراني في استعراض عسكري للقوات المسلحة الايرانية في مدينة الأحواز العاصمة، مما تسبب في مقتل عدد كبير من قوات الحرس الثوري الايراني والباسيج وجرح العشرات.

وقال المتحدث باسم القوات الإيرانية في الأحواز إن اثنين من المهاجمين قتلا خلال اشتباكات مع القوات الإيرانية وقتل الثالث في المستشفى متأثراً بجراحه، لكن الشخص الرابع اعتقل دون إعطاء تفاصيل كاملة عن المهاجمين. في الوقت ذاته، فرضت القوات الإيرانية تشديدًا أمنيًا على مدينة الأحواز العاصمة.

وقال ناشط احوازي رفض ذكر اسمه في تصريح لـ "الوطن"، "نُفِّذت عملية عسكرية أحوازية ضدّ قوات الحرس الثوري المحتل الإيراني الذي كان يقوم باستعراض عسكري في "معسكر 92 مدرع" الواقع في منطقة اللشكر في مركز الأحواز العاصمة. وقد امتدّت الإشتباكات بين المهاجمين والقوات الايرانية إلى محيط المعسكر المذكور ومكتبة باهنر وحديقة اللشكر العامة، مما تسبب في مقتل عدد كبير من القوات الإيرانية وقتل 4 مهاجمين احواز".

وكشفت مصادر موثوقة في تصريحات لـ "الوطن" هوية المهاجمين الذين قتلوا في الهجوم وهم، محمود المنصوري "30 عامًا"، حاصل على درجة البكالوريوس، والأخ الأصغر أحمد المنصوري المهندس، وجواد الساري "30 عامًا"، وحاصل على درجة البكالوريوس، وعادل بدوي - كل هؤلاء من سكان حي مندلي، الذي يقع بالقرب من حي الثورة الأحوازية، أحد أكبر الأحياء المنتفضة في الأحواز.

وتقع منطقة مندلي شمال العاصمة الأحوازية ويسكنها العرب الذين يعانون بشكل رئيس من الفقر والتشرد والعزلة والبطالة، حيث يعاني نصف سكان الحي من البطالة فيما يعاني ثلثي السكان من فقر مدقع. وذكرت المصادر أن المهاجمين الأربعة عاطلون عن العمل على الرغم من حصولهم على شهادات عليا، بسبب ما يتعرضون له من اضطهاد من الحكوم الايرانية بسبب فكرهم السياسي وانتمائهم للأحواز ودفاعهم عن القضية الاحوازية.

واثر وقوع الهجوم، نفذت قوات الأمن الإيرانية حملة اعتقالات واسعة بأمر المرشد الايراني علي خامنئي، وطالت الاعتقالات نشطاء الأحواز وعائلات الشهداء الأربعة، حيث تم اعتقال الإخوة والوالدين وعدد من اقاربهم، وفقا لمصادر احوازية.

وذكرت المصادر أن "السلطات الإيرانية قامت بضرب وتعذيب المعتقلين في الشوارع العامة أمام المواطنين الأحوازيين وتم نقل المعتقلين الي المعتقلات السرية التابعة للأجهزة الأمنية الايرانية".

ورجحت طهران فرضية مسؤولية منظمات احوازية في الهجوم. ووجهت طهران كذلك لوما الى ثلاث دول أوروبية هي الدنمارك وبريطانيا وهولندا، بسبب إيوائها أعضاء من "الجبهة الشعبية الديمقراطية الأحوازية"، الحركة الانفصالية التي تتهمها طهران بالاعتداء.

وأفادت حصيلة رسمية بأن 29 شخصا قتلوا في الأحواز، عاصمة محافظة خوزستان التي يشكل العرب غالبية سكانها، عندما فتحت مجموعة مسلحة من 4 رجال النار صباح السبت على حشد كان يحضر العرض العسكري في اليوم الوطني للقوات المسلحة.

وتحيي إيران في هذا اليوم ذكرى اندلاع الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت 8 سنوات "1980-1988".

وكان هجوم الأحواز موضوع العناوين الرئيسية للصحف الإيرانية الأحد. وقال التلفزيون الحكومي إن تشييع الضحايا سيتم الاثنين.

وصرح الرئيس الإيراني حسن روحاني للتلفزيون الرسمي الإيراني قبل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة "ليس لدينا أدنى شك حول هوية من ارتكبوا هذا الأمر ولا حول مجموعتهم وانتمائهم".

وتبنى تنظيم الدولة "داعش"، الهجوم، لكن السلطات الإيرانية لا تأخذ هذا الإعلان على محمل الجد، على ما يبدو.

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها استدعت سفيري الدنمارك وهولندا والقائم بالأعمال البريطاني لإبلاغهم "احتجاج إيران الشديد على إيواء دولهم لبعض أعضاء المجموعة الإرهابية التي ارتكبت الهجوم الإرهابي" في الأحواز.

وكانت قناة "إيران انترناشونال" الفضائية بثت السبت إعلان تبنٍ باسم "الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية".

لكن المجموعة الانفصالية التي تطالب "بحق تقرير المصير والحرية والاستقلال"، نفت في بيان على موقعها الالكتروني أي تورط في الهجوم، واتهمت سلطات طهران بالسعي إلى شغل الناس عن الدعم الذي تقدمه إلى "ميليشيات في المنطقة".

وقالت إن "السلطات الإيرانية الإرهابية "تقف" خلف عملية الهجوم على الاستعراض العسكري في الأحواز لتبرئة نفسها من الإرهاب وتمويل الإرهابيين من دواعش وميليشيات في الاقليم والعالم ولتتباكى أمام الرأي العالم الدولي في الوضع الحساس الراهن".

وتجاهلت الجمهورية الإسلامية هذا النفي. وأبلغت الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال البريطاني أنه "من غير المقبول السماح لمتحدث باسم "هذه المجموعة الانفصالية" تبني هذا العمل الإرهابي عبر محطة تلفزيونية مقرها لندن".

كما طلبت إيران من الدنمارك وهولندا تسليمها أعضاء هذه المجموعة متهمة البلدين باستقبالهم على أراضيهما.

وقال وزير الخارجية الدنماركي اندرس سامويلسن لشبكة التلفزيون الدنماركية "إذا ثبتت أي علاقات مع الدنمارك فسيكون لذلك عواقب بالتأكيد".

أما وزارة الخارجية الهولندية فقد ذكرت أنها "استمعت إلى رواية إيران وقدمت تعازيها بعد الاعتداء".

وفي لندن، قال ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية إن الوزارة أخذت علما "بالقلق" الذي عبرت عنه إيران وقدمت أيضا "تعازيها".

ورأى مرشد الجمهورية علي خامنئي في الهجوم "استمرارا لتآمر حكومات المنطقة لحساب الولايات المتحدة".

أما الولايات المتحدة التي تخوض مواجهة مع إيران، فقد أكدت بلسان سفيرتها في الأمم المتحدة نيكي هايلي أنها "تدين كل هجوم إرهابي في اي مكان".

من جانبها، رفضت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، الأحد، اتهام إيران لواشنطن في هجوم على عرض عسكري في الأحواز، جنوب غرب البلاد، قائلة إن على الزعماء الإيرانيين النظر بشكل أكبر إلى الداخل.

وأضافت لشبكة "سي إن إن" التلفزيونية ردا على سؤال عن تصريحات الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في وقت سابق اليوم "إنه بحاجة إلى النظر إلى قاعدته لمعرفة من أي يأتي هذا. يمكنه أن يلقي باللوم علينا كما يريد. الشيء الذي يتحتم عليه أن يفعله هو أن ينظر إلى المرآة".

يذكر أن التوترات آخذة في التفاقم منذ إعلان إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران في وقت سابق من العام الجاري وبدء إعادة فرض العقوبات التي كانت قد رفعت بموجب الاتفاق.

كما زادت الإدارة الأمريكية الضغوط بشكل مطرد على إيران في محاولة لجعلها توقف "أنشطتها الخبيثة" في المنطقة.

بيد أن واشنطن دانت الهجوم بشدة، قائلة إنها "تدين جميع أعمال الإرهاب وفقدان الأرواح البريئة".

وكان متحدث باسم حركة النضال العربي لتحرير الأحواز قد أعلن، عبر تصريحات صحافية، أن "المقاومة الوطنية الأحوازية" وهي تسمية عامة وليست عنوان تنظيم بعينه، بأنها هي المسؤولة عن الهجوم.

وبينما لم تصدر حركة النضال الأحوازية بياناً حول تبني هذا الهجوم كما كانت تفعل سابقاً عند تبنيها شن هجمات ضد النظام الإيراني، نفى الفرع الثاني للحركة عبر موقعه الرسمي، أي صلة للتنظيم بهذا الهجوم.

ويقول ناشطون أحوازيون إن النظام كما في السابق يريد من خلال تدبير هذا الهجوم عسكرة الإقليم والبدء بتنفيذ إعدامات سياسية ضد السجناء السياسيين وقمع الحراك السلمي والمظاهرات، التي تخرج بين الفينة والأخرى ضد النظام وسياسات الحكومة.