لندن - كميل البوشوكة، واشنطن - (وكالات)

قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الأربعاء أن "الاتفاق الذي أبرم بين إيران والقوى الكبرى في 2015 لا يزال أفضل طريقة لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية رغم انسحاب واشنطن منه.

وذكرت في اجتماع لمجلس الأمن الدولي ترأسه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "لا يزال "الاتفاق" افضل طريقة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، ونحن ملتزمون الحفاظ على الاتفاق ما دامت إيران تواصل احترام التزاماته".

من ناحية أخرى، ذكرت قناة "سكاي نيوز" البريطانية أن "رئيسة الوزراء البريطانية ستلتقي الرئيس الإيراني حسن روحاني عندما تحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وستثير مخاوف جدية بشأن اعتقال نازنين زاغاري راتكليف، البريطانية الإيرانية التي اعتقلت في مطار الخميني في طهران في عام 2016 عندما أرادت مغادرة إيران نحو بريطانيا".

وقال مسؤول حكومي كبير في بريطانيا "ستعبر رئيسة الوزراء البريطانية عن قلقها الشديد إزاء احتجاز نازانين راتكليف التي قضت أكثر من عامين في السجن في إيران بتهمة التجسس، وتطالب ماي بإطلاق سراح نازنين من إيران لأسباب إنسانية".

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن "الدعوة إلى حملة أسلحة كيميائية هي واحدة من جدول أعمال تيريزا ماي خلال الزيارة إلى نيويورك، وستطالب بمزيد من الضغوط على الأسلحة الكيميائية بعد استخدام مادة نوفيشوك "novichok" ضد الجاسوس الروسي سيرغي سكريبال في مدينة ساليسبري في إنجلترا، وستخاطب مجلس الأمن الدولي الأربعاء، لاتخاذ إجراءات يجب اتخاذها لمنع استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى والتعامل مع الحوادث الماضية".

وقالت رئيسة الوزراء تيريزا ماي قبل سفرها إلى نيويورك إن "الخطوط الحمراء تتآكل بسبب استخدام الأسلحة الكيميائية". وأضافت أن "النظام السوري استخدم هذه الأسلحة المروعة ضد شعبه بشكل متكرر بينما قامت الدولة الروسية بنشرها في شوارع المملكة المتحدة، لذلك، فإن الهجمات مثل ساليسبري والغوطة خبيثة في حد ذاتها، لكنها تشكل أيضًا تهديدًا للنظام الدولي الأوسع".

وأضافت تيريزا ماي أنه "في كل مرة نفشل في تحدي استخدام أو تطوير أسلحة الدمار الشامل "WMD"، فإنه يقوض إطار المعاهدات التي حققناها بشق الأنفس على مدى العقود القليلة الماضية". وأشارت إلى أننا "عملنا بشكل وثيق مع حلفائنا على استجابة منسقة لاستخدام روسيا للأسلحة الكيميائية في سالزبوري، مما أدى إلى قيام 28 دولة بالإضافة إلى حلف الناتو بطرد أكثر من 150 من ضباط المخابرات الروسية، وهو أكبر طرد جماعي على الإطلاق ولكن نفت روسيا أي تورط في الهجمات التي وقعت في ساليسبري".

في غضون ذلك، من المتوقع أن قضية التجارة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستهيمن علي المحادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بينما تسعى ماي إلى التوصل إلى صفقة قوية مع الولايات المتحدة، وذلك بعد أن اعتذر ترامب علنا لماي لقوله إن "خطط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستقتل الصفقة التجارية مع أمريكا، ومع ذلك، قالت رئيسة الوزراء البريطانية إنها على ثقة في ترامب".

من جهته، قال الخبير في الشأن الإيراني، والمحلل السياسي، أحمد العبيات، إن "لقاء رئيسة وزراء بريطانيا والرئيس الإيراني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه المرة سوف يتضمن ملفات بالغة الأهمية وأبرزها "هجوم الأحواز""، متوقعاً أن يطالب روحاني ماي بأن "تشدد بريطانيا إجراءاتها ضد الناشطين والتنظيمات التحررية الأحوازية على أراضيها".

وأضاف العبيات في تصريح لـ "الوطن" أن "هذا الأمر سيكون له أثر إعلامي وسياسي، ولن يكون له أثر أمني، حيث إن بريطانيا سوف تطالب بنفس العنوان من إيران أن تكف الدعم عن جماعاتها وميليشياتها في العراق وسوريا واليمن ولبنان وهذا ليس بالأمر القليل على إيران". وذكر أن "الورقة الحساسة للرئيس الإيراني التي بالتأكيد سوف يناور بها، هي قضية السجينة الإيرانية البريطانية نازانين راتكليف التي لا تزال تقبع في سجون إيران، ومن هذا الجانب سوف يقايض روحاني تيريزا ماي بورقة نازانين راتكليف بأمور أخرى أبرزها، الاتفاق النووي، وتوقف بريطانيا عن دعم وإيواء التنظيمات التحررية الأحوازية على أراضيها".