* مواطنون وتجار بالأحواز يستخدمون العملات الأجنبية بعد انهيار الريال الإيراني
* العملة تتكبد أكبر خسارة والدولار يعادل 192 ألف ريال
* إيران تلجأ للبنك المركزي لوقف نزيف الريال
* وفاة 22 شخصاً في إيران إثر استهلاك خمر مغشوش
الأحواز - نهال محمد، (وكالات)
لجأت إيران، السبت، إلى البنك المركزي وفوضته بالتدخل في سوق النقد الأجنبي لحماية الريال، بعدما هوت العملة المحلية إلى مستوى قياسي في الأسابيع القليلة الماضية، عقب إعادة فرض عقوبات أمريكية على طهران. وتواجه العملة الإيرانية انهيارا غير مسبوق في قيمتها حيث وصل سعر الدولار إلى نحو 192 ألف ريال، فيما تحدثت تقارير عن أن العملة الإيرانية خسرت نحو 75% من قيمتها منذ بداية العام الجاري.
وقال التلفزيون الإيراني إن هيئة حكومية عليا يرأسها الرئيس حسن روحاني وتضم رئيسي البرلمان والسلطة القضائية "منحت محافظ البنك المركزي السلطة الضرورية للتدخل في سوق النقد الأجنبي وإدارتها"، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".
ونقل التلفزيون عن الهيئة قولها "سيتدخل البنك المركزي في سوق النقد الأجنبي عبر البنوك ومكاتب الصرافة المعتمدة وسيتخذ الإجراءات اللازمة للتحكم في سعر صرف العملة الصعبة".
وهبط الريال الإيراني إلى مستوى قياسي مقابل الدولار في السوق غير الرسمية، قبل 3 أيام، في ظل تدهور الوضع الاقتصادي بإيران وإعادة فرض عقوبات أمريكية.
ووفقاً لمواقع إلكترونية متخصصة في النقد الأجنبي، جرى تداول الدولار مقابل 186 ألف ريال إيراني الأربعاء الماضي. وفقد الريال نحو 75% من قيمته منذ بداية 2018.
وذكر موقعان للنقد الأجنبي يرصدان السوق غير الرسمية، أن السبت، أول أيام التداول في الأسبوع، شهد استرداد الريال بعض خسائره، حيث جرى تداول الدولار مقابل ما يتراوح بين 173 و178.5 ألف ريال إيراني.
وكان الدولار قبل عام 2012 يعادل 15 ألف ريال إيراني، ثم أصبح 20 ألفاً وقت وصول حسن روحاني إلى سدة الرئاسة في 2013. وواصلت العملة انخفاضها حيث بلغت قيمة الدولار نحو 30 ألف ريال في عام 2016، ثم ارتفع سعر الدولار إلى 37 ألف ريال في عام 2017. وفي ديسمبر 2017، وصل سعر الدولار إلى نحو 45 ألف ريال قبل أن يعادل في مايو 2018 نحو 80 ألف ريال إيراني. وواصلت العملة الإيرانية انهيارها غير المسبوق حيث وصل سعر الدولار نحو 192 ألف ريال.
ويؤثر انهيار العملة على الشعب الإيراني، لا سيما في إقليم الأحواز العربي نتيجة تصدير واستيراد البضائع مع دول مختلفة. لذلك، تم تغيير سعر الدولار بشكل يومي بسبب فوضى في السوق الإيراني، حيث تسبب هذا الوضع في لجوء مواطنين في الأحواز وتجار، إلى استخدام عملات أجنبية بديلة عن العملة الإيرانية في تعاملاتهم التجارية.
ووفقاً لمصادر موثوقة في الأحواز، فإن المواطنين، خاصة التجار المحليين في الساحل الأحوازي مثل منطقة أبوشهر وجمبرون "بندرعباس" لجؤوا إلى استخدام العملة الإماراتية "درهم" في صفقاتهم التجارية بدلا من الريال الإيراني، ويستخدم المواطنون في مدينة عبادان والمحمرة الدينار العراقي لتعاملاتهم التجارية في الأسواق، فيما يستخدم مواطنو الأحواز العاصمة وميناء معشور الدولار الأمريكي واليورو وبالأخص العملة العراقية في السوق بسبب انهيار الريال الإيراني في الأسواق الدولية.
وقال رجل أعمال في منطقة بوشهر في تصريحات لـ"الوطن"، "إنني عادة أشتري بضاعتي من الإمارات العربية المتحدة، لذا يجب أن أدفع بالدولار أو الدرهم في الأسواق الإماراتية، لكن بسبب انهيار العملة الإيرانية، أجد صعوبة في الاستمرار بالعملة الإيرانية في منطقة بوشهر، لذلك، قررت أن أبيع بضاعتي بالعملة الإماراتية الدرهم لأنني لا أريد أن أفلس في تجارتي".
وأضاف أن "الريال فقد أكثر من 75% من قيمته الحقيقية منذ بداية العام الجاري بسبب الانهيار الاقتصادي والعقوبات الدولية، والمشاكل المالية في البنوك المحلية والطلب المفرط على الدولار داخل إيران بسبب المخاوف من تأثير العقوبات بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي المبرم مع إيران، لذلك، ارتفع سعر الاستيراد بنسبة 75% وفقاً للدخل الإيراني، لكننا نبيع بنفس السعر السابق في السوق الإيراني. وهكذا، قررت أن أشتري بالعملة الأجنبية وتحديداً الدرهم وأبيع أيضاً بالعملة الأجنبية مثل الدرهم والدولار بدلاً من الريال الإيراني".
من جهة ثانية، توفي 22 شخصاً في الأيام العشرة الأخيرة في إيران وأدخل عشرات المستشفيات في عدة محافظات بعد استهلاكهم خمراً مغشوشاً، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء إيسنا السبت.
واستهلاك الخمر المهرب شائع في إيران رغم العقوبات التي باتت سارية منذ ثورة 1979 حيث يعاقب شارب الخمر بالجلد والغرامة وحتى السجن.
ويمكن أن يكون الخمر المهرب أحياناً مغشوشاً بسبب استخدام الميثانول "السام" بديلاً عن الإيثانول.
وقالت فاطمة نوروزيان المسؤولة المحلية في مدينة بندر عباس "إن 168 شخصاً أودعوا المستشفى بسبب تسمم ناجم عن الخمر" مضيفة "للأسف توفي 16 منهم وهناك 8 آخرون بحالة حرجة".
وتم توقيف زوجين مسؤولين عن تصنيع هذه الخمرة وكذلك مروجها، بحسب قائد شرطة بندر عباس إسماعيل مشيخ.
وفي مدينة البورز شمال البلاد، توفي ثلاثة أشخاص إثر التسمم بخمر مغشوش.
وأكد مهرداد بابايي رئيس أجهزة الطوارئ في المدينة "تسمم 25 شخصاً في الساعات الـ72 الأخيرة وتوفي ثلاثة" مشيراً إلى إمكانية ارتفاع الحصيلة.
وفي منطقة خراسان شمال شرق البلاد، قال رئيس الشرطة علي رضا مظاهري لوكالة إيرنا إن 3 من الأشخاص الـ25 الذين تسمموا في الأيام العشرة الأخيرة، قد توفوا.
وداهمت شرطة خراسان موقع تقطير غير قانوني وأوقفت 31 شخصاً.
والخمر الذي يستهلك في إيران يتم تصنيعه خلسة في البلاد أو يجلبه مهربون من تركيا أو كردستان العراق. وكثيراً ما تعلن الصحف عن وفيات ناجمة عن تناوله.
* العملة تتكبد أكبر خسارة والدولار يعادل 192 ألف ريال
* إيران تلجأ للبنك المركزي لوقف نزيف الريال
* وفاة 22 شخصاً في إيران إثر استهلاك خمر مغشوش
الأحواز - نهال محمد، (وكالات)
لجأت إيران، السبت، إلى البنك المركزي وفوضته بالتدخل في سوق النقد الأجنبي لحماية الريال، بعدما هوت العملة المحلية إلى مستوى قياسي في الأسابيع القليلة الماضية، عقب إعادة فرض عقوبات أمريكية على طهران. وتواجه العملة الإيرانية انهيارا غير مسبوق في قيمتها حيث وصل سعر الدولار إلى نحو 192 ألف ريال، فيما تحدثت تقارير عن أن العملة الإيرانية خسرت نحو 75% من قيمتها منذ بداية العام الجاري.
وقال التلفزيون الإيراني إن هيئة حكومية عليا يرأسها الرئيس حسن روحاني وتضم رئيسي البرلمان والسلطة القضائية "منحت محافظ البنك المركزي السلطة الضرورية للتدخل في سوق النقد الأجنبي وإدارتها"، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".
ونقل التلفزيون عن الهيئة قولها "سيتدخل البنك المركزي في سوق النقد الأجنبي عبر البنوك ومكاتب الصرافة المعتمدة وسيتخذ الإجراءات اللازمة للتحكم في سعر صرف العملة الصعبة".
وهبط الريال الإيراني إلى مستوى قياسي مقابل الدولار في السوق غير الرسمية، قبل 3 أيام، في ظل تدهور الوضع الاقتصادي بإيران وإعادة فرض عقوبات أمريكية.
ووفقاً لمواقع إلكترونية متخصصة في النقد الأجنبي، جرى تداول الدولار مقابل 186 ألف ريال إيراني الأربعاء الماضي. وفقد الريال نحو 75% من قيمته منذ بداية 2018.
وذكر موقعان للنقد الأجنبي يرصدان السوق غير الرسمية، أن السبت، أول أيام التداول في الأسبوع، شهد استرداد الريال بعض خسائره، حيث جرى تداول الدولار مقابل ما يتراوح بين 173 و178.5 ألف ريال إيراني.
وكان الدولار قبل عام 2012 يعادل 15 ألف ريال إيراني، ثم أصبح 20 ألفاً وقت وصول حسن روحاني إلى سدة الرئاسة في 2013. وواصلت العملة انخفاضها حيث بلغت قيمة الدولار نحو 30 ألف ريال في عام 2016، ثم ارتفع سعر الدولار إلى 37 ألف ريال في عام 2017. وفي ديسمبر 2017، وصل سعر الدولار إلى نحو 45 ألف ريال قبل أن يعادل في مايو 2018 نحو 80 ألف ريال إيراني. وواصلت العملة الإيرانية انهيارها غير المسبوق حيث وصل سعر الدولار نحو 192 ألف ريال.
ويؤثر انهيار العملة على الشعب الإيراني، لا سيما في إقليم الأحواز العربي نتيجة تصدير واستيراد البضائع مع دول مختلفة. لذلك، تم تغيير سعر الدولار بشكل يومي بسبب فوضى في السوق الإيراني، حيث تسبب هذا الوضع في لجوء مواطنين في الأحواز وتجار، إلى استخدام عملات أجنبية بديلة عن العملة الإيرانية في تعاملاتهم التجارية.
ووفقاً لمصادر موثوقة في الأحواز، فإن المواطنين، خاصة التجار المحليين في الساحل الأحوازي مثل منطقة أبوشهر وجمبرون "بندرعباس" لجؤوا إلى استخدام العملة الإماراتية "درهم" في صفقاتهم التجارية بدلا من الريال الإيراني، ويستخدم المواطنون في مدينة عبادان والمحمرة الدينار العراقي لتعاملاتهم التجارية في الأسواق، فيما يستخدم مواطنو الأحواز العاصمة وميناء معشور الدولار الأمريكي واليورو وبالأخص العملة العراقية في السوق بسبب انهيار الريال الإيراني في الأسواق الدولية.
وقال رجل أعمال في منطقة بوشهر في تصريحات لـ"الوطن"، "إنني عادة أشتري بضاعتي من الإمارات العربية المتحدة، لذا يجب أن أدفع بالدولار أو الدرهم في الأسواق الإماراتية، لكن بسبب انهيار العملة الإيرانية، أجد صعوبة في الاستمرار بالعملة الإيرانية في منطقة بوشهر، لذلك، قررت أن أبيع بضاعتي بالعملة الإماراتية الدرهم لأنني لا أريد أن أفلس في تجارتي".
وأضاف أن "الريال فقد أكثر من 75% من قيمته الحقيقية منذ بداية العام الجاري بسبب الانهيار الاقتصادي والعقوبات الدولية، والمشاكل المالية في البنوك المحلية والطلب المفرط على الدولار داخل إيران بسبب المخاوف من تأثير العقوبات بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي المبرم مع إيران، لذلك، ارتفع سعر الاستيراد بنسبة 75% وفقاً للدخل الإيراني، لكننا نبيع بنفس السعر السابق في السوق الإيراني. وهكذا، قررت أن أشتري بالعملة الأجنبية وتحديداً الدرهم وأبيع أيضاً بالعملة الأجنبية مثل الدرهم والدولار بدلاً من الريال الإيراني".
من جهة ثانية، توفي 22 شخصاً في الأيام العشرة الأخيرة في إيران وأدخل عشرات المستشفيات في عدة محافظات بعد استهلاكهم خمراً مغشوشاً، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء إيسنا السبت.
واستهلاك الخمر المهرب شائع في إيران رغم العقوبات التي باتت سارية منذ ثورة 1979 حيث يعاقب شارب الخمر بالجلد والغرامة وحتى السجن.
ويمكن أن يكون الخمر المهرب أحياناً مغشوشاً بسبب استخدام الميثانول "السام" بديلاً عن الإيثانول.
وقالت فاطمة نوروزيان المسؤولة المحلية في مدينة بندر عباس "إن 168 شخصاً أودعوا المستشفى بسبب تسمم ناجم عن الخمر" مضيفة "للأسف توفي 16 منهم وهناك 8 آخرون بحالة حرجة".
وتم توقيف زوجين مسؤولين عن تصنيع هذه الخمرة وكذلك مروجها، بحسب قائد شرطة بندر عباس إسماعيل مشيخ.
وفي مدينة البورز شمال البلاد، توفي ثلاثة أشخاص إثر التسمم بخمر مغشوش.
وأكد مهرداد بابايي رئيس أجهزة الطوارئ في المدينة "تسمم 25 شخصاً في الساعات الـ72 الأخيرة وتوفي ثلاثة" مشيراً إلى إمكانية ارتفاع الحصيلة.
وفي منطقة خراسان شمال شرق البلاد، قال رئيس الشرطة علي رضا مظاهري لوكالة إيرنا إن 3 من الأشخاص الـ25 الذين تسمموا في الأيام العشرة الأخيرة، قد توفوا.
وداهمت شرطة خراسان موقع تقطير غير قانوني وأوقفت 31 شخصاً.
والخمر الذي يستهلك في إيران يتم تصنيعه خلسة في البلاد أو يجلبه مهربون من تركيا أو كردستان العراق. وكثيراً ما تعلن الصحف عن وفيات ناجمة عن تناوله.