* جونسون ينقد خطة ماي للطلاق مع الاتحاد الأوروبي
* رئيسة وزراء بريطانيا ترفض استبعاد "خطة تشيكرز"
* "المحافظين" يعقد مؤتمره السنوي وسط انقسامات حول "بريكست"
لندن - كميل البوشوكة، (أ ف ب)
تسعى رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي إلى "رص صفوف المحافظين خلفها اعتبارا من الأحد في المؤتمر السنوي للحزب الذي يعقد في برمنغهام وسط أنجلترا في ظل انقسامات كبيرة حول خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي "بريكست" والاستراتيجية الواجب اعتمادها قبل 6 أشهر من موعده". وإزاء حجم الانقسامات والتهديد الذي يطرحه حزب العمال الذي ينتقد "ثماني سنوات من التقشف المدمر" في حكم المحافظين، يدعو بعض النواب إلى صحوة، ويدعون الحزب إلى التركيز على قضايا الصحة والتعليم.
وقالت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية إن "تيريزا ماي فشلت مراراً وتكراراً في إحداث تغييرات في خطة "تشيكرز" الخاصة بها لتأمين صفقة مع الاتحاد الأوروبي كما أخبرت منتقديها أنها "تؤمن بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي".
ويتوافد أعضاء حزب المحافظين الذي تتزعمه رئيسة الوزراء البريطانية لحضور مؤتمر الحزب السنوي وسط انقسام شديد بينهم على خطتها للانسحاب من الاتحاد الأوروبي. وقبل 6 شهور فقط من موعد خروج بريطانيا من الاتحاد المقرر في 29 مارس 2019، قالت ماي إن "المحادثات بهذا الصدد تواجه أزمة".
وبينما شددت ماي على أن خطة "تشيكرز" هي الخيار الوحيد القابل للتطبيق قال زعماء بالاتحاد الأوروبي إن "بعض المقترحات الواردة فيها غير مقبولة"، كما هدد كثير من المحافظين "بالتصويت ضد اتفاق يعتمد على هذه الخطة".
ومع وصول مشرعين ممثلين للمحافظين وأعضاء بالحزب إلى برمنجهام وسط إنجلترا حيث من المتوقع أن يبدأ المؤتمر في أجواء صعبة قال كثير منهم إن خطة "تشيكرز" لا مجال لتطبيقها ويجب التخلص منها نهائيا.
وتقضي "خطة تشيكرز" ببقاء بريطانيا في منطقة تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي خاصة بالمنتجات الصناعية والزراعية، لكن بعض مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي قالوا إن الخطة تعني أن قطاعات في الاقتصاد البريطاني ستظل خاضعة للقواعد التي تقرها بروكسل.
وبعد إضعافها اثر رفض القادة الأوروبيون خطتها لبريكست، تجد ماي نفسها في مواجهة مباشرة مع وزير خارجيتها السابق بوريس جونسون منافسها المحتمل، في وقت يحاول فيه أنصار طلاق بائن مع الاتحاد الأوروبي فرض وجهة نظرهم.
وقبل يومين من المؤتمر انتقد وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون في مقال نشره في صحيفة "ديلي تلغراف" خطة ماي لبريكست واقترح التفاوض على اتفاق للتبادل الحر.
ورأى جونسون أن خطة ماي "إهانة أخلاقية وأدبية" و"كارثية"، معتبرا "أنها تجبر المملكة المتحدة على مواصلة القبول بقوانين وقواعد ورسوم الاتحاد الأوروبي (...) دون أن تكون لها كلمة في الأمر".
والموقف نفسه عبر عنه النائب جاكوب ريس موغ ووزير بريكست السابق ديفيد ديفيس اللذان يدافعان عن اتفاق للتبادل الحر مثل الاتفاقية التي وقعت بين الاتحاد الأوروبي وكندا.
وحتى الآن تستبعد تيريزا ماي اتفاقا للتبادل الحر. وهي ترى أن هذا الاتفاق لن يسمح ببقاء حدود مفتوحة بين جمهورية إيرلندا ومقاطعة إيرلندا الشمالية البريطانية بعد "بريكست"، القضية التي تشكل عقبة أساسية في المفاوضات بين لندن والمفوضية الأوروبية.
وبسبب هذه الخلافات، يرى روبن بيتيت الأستاذ في جامعة كيغستن في لندن أن المؤتمر سيشهد صراعا على النفوذ بين كبار شخصيات الحزب.
وقال "حاليا لا يريد أحد أن يحل محل تيريزا ماي حتى لا يضطر لمعالجة بريكست". وأضاف "لكن سيكون هناك الكثير من المؤامرات، وسيحاول كل واحد أن يضع نفسه في موقع القائد المقبل".
في مواجهة حجم الانقسامات والتهديد الذي يطرحه حزب العمال الذي ينتقد "ثماني سنوات من التقشف المدمر" في حكم المحافظين، يدعو بعض النواب إلى التيقظ. وهم يدعون الحزب إلى التركيز على قضايا الصحة والتعليم بينما تظاهر حوالى مئتي شخص في برمنغهام ضد التقشف السبت. وكتب النائب روبرت هلفون على مدونة "كونسرفاتيف هوم" المحافظة أنه ينتظر بفارغ الصبر انتهاء بريكست.
وقال "آمل أن يسمح المؤتمر بوضع رؤية لمكافحة الظلم الاجتماعي الذي وعدت رئيسة الوزراء بمكافحته عند توليها السلطة" في يوليو 2016.
وينتقد جونسون خطة ماي التي تنص على علاقات تجارية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي من خلال الإبقاء على القواعد التجارية المشتركة. وسيلقي خطابا مرتقبا الثلاثاء. وقال جونسون "بخلاف رئيسة الحكومة، لقد قمت بحملة من أجل بريكست (..) وما يجري الآن للأسف ليس ما وعد به الناس عام 2016" بعد فوز "نعم" في استفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وردت رئيسة الحكومة بان خطتها هي المقترح الوحيد المعروض الذي يتيح مبادلات تجارية عبر الحدود بسلاسة والإبقاء على الحدود مفتوحة مع إيرلندا، ومثل هذا الأمر نقطة خلاف أساسية في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي.
وشددت عبر هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" على "إني أؤمن ببريكست" مضيفة "أن ما نقترحه يخدم المصلحة الوطنية. وأنا أدعو الحزب إلى رص الصفوف للحصول على افضل اتفاق "ممكن" للمملكة المتحدة".
ووفقا لصحيفة "ديلي تلغراف"، فشلت تيريزا ماي مراراً وتكراراً في إحداث تغييرات في خطة "تشيكرز" الخاصة بها لتأمين صفقة مع الاتحاد الأوروبي كما أخبرت منتقديها قائلة إنها "تؤمن بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي".
وذكرت الصحيفة البريطانية أن "رئيسة الوزراء سئلت خمس مرات إذا كانت مستعدة لتقديم تنازلات بشأن خطة خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، لكنها رفضت الإجابة مرارا، حيث قالت إنها تنتظر أن يحدد الاتحاد الأوروبي مخاوفه بشأن خطتها، وجاء ذلك فيما ذكر جونسون أن ماي لم تكن مؤمنة بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي".
وأشارت صحيفة "التايمز" البريطانية إلى أن "ماي تأمل في استخدام المؤتمر لتوحيد حزبها، الذي ينقسم بشكل متزايد حول قضية "بريكست"، ومع ذلك، تجد ماي صعوبة بعد أن ألقى جونسون قنبلة سياسية عشية انعقاد المؤتمر، ووصف خطة تيريزا ماي بأنها "متضاربة وغير معقولة"، لكن ماي ردت قائلة إن "خطة تشيكرز هي المخطط الوحيد الموثوق به للخروج من الاتحاد الأوروبي".
وقالت ماي في مقابلة مع "بي بي سي" إن "ما قلته للاتحاد الأوروبي بشأن خطة تشيكرز واضح للغاية، وقال الأوروبيون إن لديهم بعض المخاوف بشأن المقترحات التي وضعناها معا، لذلك دعونا نسمع عن هذه المخاوف التفصيلية، وإذا كانت لديهم مقترحات مختلفة، فلنسمع ما هي تلك المقترحات المختلفة".
لكن من غير المتوقع أن تكشف ماي التي تختتم المؤتمر الأربعاء كيف ستعيد النظر في خطتها كما طلبت المفوضية الأوروبية، مع اقتراب القمة الأوروبية التي ستعقد في 18 و19 أكتوبر.
ورأى الخبير السياسي سايمن هاشروود، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ساري، أنها "إذا قدمت تنازلات الآن فستبدو ضعيفة وتحت ضغوط الاتحاد الأوروبي".
لكن خصومها ينوون انتهاز كل الفرص في المؤتمر ليتحدثوا ويدافعوا عن طلاق "صعب" مع الاتحاد الأوروبي.
ولا تملك ماي سوى غالبية ضئيلة في البرلمان وباتت بالتالي تحت رحمة نوابها.
وكان جونسون دعا في مقال نشرته صحيفة "تلغراف" البريطانية إلى التخلي عن خطة ماي، و"إلا فإننا معرضون لخسارة السلطة".
ومثل جونسون، يدافع النائب جاكوب ريس موغ ووزير بريكست السابق ديفيد ديفيس عن اتفاق للتبادل الحر مثل ذلك الموقع بين الاتحاد الأوروبي وكندا. لكن تيريزا ماي ترفض ذلك. وبسبب هذه الخلافات، يرى روبن بيتيت الأستاذ في جامعة كينغستن في لندن أن المؤتمر سيشهد صراعا على النفوذ بين كبار شخصيات الحزب.
وقال "حاليا لا أحد يريد الحلول مكان تيريزا ماي حتى لا يضطر إلى التعامل مع بريكست". وأضاف "لكن سيكون هناك الكثير من المؤامرات، وسيحاول كل واحد أن يضع نفسه في موقع القائد المقبل".
في المقابل تنوي ماي البقاء في منصبها للسنوات القادمة. وكتب النائب دومنيك غريفي الأحد في صنداي تلغراف "آن أوان تمرد مهذب من جانب المحافظين البرغماتيين". وهو يدعو إلى استفتاء جديد الأمر الذي تستبعده ماي تماما.
وتسعى ماي أيضا إلى إعادة تركيز النقاش على قضايا السياسة الداخلية. وأعلنت الأحد نيتها زيادة الرسوم على المنازل التي يشتريها الأجانب من غير المقيمين الذين يرفعون الأسعار برأيها. والهدف مساعدة من لا مأوى لهم.
وذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أن "حزب المحافظين يواجه تحديا وصراعا بين الأعضاء الرئيسيين في الحزب، حيث تعهد جونسون بإلغاء سكك الحديد فائقة السرعة وبناء جسر إلى إيرلندا، ومع ذلك، اختلف ديفيد ديفيس مع جونسون، قائلا إن "أفكار جونسون هي عناوين جيدة، ولكن ليس بالضرورة سياسة جيدة".
في غضون ذلك، حذر براندون لويس، رئيس حزب المحافظين، من أن "الحزب بحاجة إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لجذب دعم المجتمعات السوداء والآسيوية والأقليات العرقية - أو مواجهة النسيان الانتخابي". وقال إن "حزب المحافظين بحاجة إلى القيام بشيء جديد ومهم، وإلا فسوف نواجه مستقبلاً غير مريح".
وقبل انطلاق المؤتمر شهد الحزب خللا امنيا في تطبيقه على الجوال حيث كشفت مؤقتا المعطيات الشخصية لوزراء ونواب بينها رقم هاتف جوال جونسون.
* رئيسة وزراء بريطانيا ترفض استبعاد "خطة تشيكرز"
* "المحافظين" يعقد مؤتمره السنوي وسط انقسامات حول "بريكست"
لندن - كميل البوشوكة، (أ ف ب)
تسعى رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي إلى "رص صفوف المحافظين خلفها اعتبارا من الأحد في المؤتمر السنوي للحزب الذي يعقد في برمنغهام وسط أنجلترا في ظل انقسامات كبيرة حول خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي "بريكست" والاستراتيجية الواجب اعتمادها قبل 6 أشهر من موعده". وإزاء حجم الانقسامات والتهديد الذي يطرحه حزب العمال الذي ينتقد "ثماني سنوات من التقشف المدمر" في حكم المحافظين، يدعو بعض النواب إلى صحوة، ويدعون الحزب إلى التركيز على قضايا الصحة والتعليم.
وقالت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية إن "تيريزا ماي فشلت مراراً وتكراراً في إحداث تغييرات في خطة "تشيكرز" الخاصة بها لتأمين صفقة مع الاتحاد الأوروبي كما أخبرت منتقديها أنها "تؤمن بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي".
ويتوافد أعضاء حزب المحافظين الذي تتزعمه رئيسة الوزراء البريطانية لحضور مؤتمر الحزب السنوي وسط انقسام شديد بينهم على خطتها للانسحاب من الاتحاد الأوروبي. وقبل 6 شهور فقط من موعد خروج بريطانيا من الاتحاد المقرر في 29 مارس 2019، قالت ماي إن "المحادثات بهذا الصدد تواجه أزمة".
وبينما شددت ماي على أن خطة "تشيكرز" هي الخيار الوحيد القابل للتطبيق قال زعماء بالاتحاد الأوروبي إن "بعض المقترحات الواردة فيها غير مقبولة"، كما هدد كثير من المحافظين "بالتصويت ضد اتفاق يعتمد على هذه الخطة".
ومع وصول مشرعين ممثلين للمحافظين وأعضاء بالحزب إلى برمنجهام وسط إنجلترا حيث من المتوقع أن يبدأ المؤتمر في أجواء صعبة قال كثير منهم إن خطة "تشيكرز" لا مجال لتطبيقها ويجب التخلص منها نهائيا.
وتقضي "خطة تشيكرز" ببقاء بريطانيا في منطقة تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي خاصة بالمنتجات الصناعية والزراعية، لكن بعض مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي قالوا إن الخطة تعني أن قطاعات في الاقتصاد البريطاني ستظل خاضعة للقواعد التي تقرها بروكسل.
وبعد إضعافها اثر رفض القادة الأوروبيون خطتها لبريكست، تجد ماي نفسها في مواجهة مباشرة مع وزير خارجيتها السابق بوريس جونسون منافسها المحتمل، في وقت يحاول فيه أنصار طلاق بائن مع الاتحاد الأوروبي فرض وجهة نظرهم.
وقبل يومين من المؤتمر انتقد وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون في مقال نشره في صحيفة "ديلي تلغراف" خطة ماي لبريكست واقترح التفاوض على اتفاق للتبادل الحر.
ورأى جونسون أن خطة ماي "إهانة أخلاقية وأدبية" و"كارثية"، معتبرا "أنها تجبر المملكة المتحدة على مواصلة القبول بقوانين وقواعد ورسوم الاتحاد الأوروبي (...) دون أن تكون لها كلمة في الأمر".
والموقف نفسه عبر عنه النائب جاكوب ريس موغ ووزير بريكست السابق ديفيد ديفيس اللذان يدافعان عن اتفاق للتبادل الحر مثل الاتفاقية التي وقعت بين الاتحاد الأوروبي وكندا.
وحتى الآن تستبعد تيريزا ماي اتفاقا للتبادل الحر. وهي ترى أن هذا الاتفاق لن يسمح ببقاء حدود مفتوحة بين جمهورية إيرلندا ومقاطعة إيرلندا الشمالية البريطانية بعد "بريكست"، القضية التي تشكل عقبة أساسية في المفاوضات بين لندن والمفوضية الأوروبية.
وبسبب هذه الخلافات، يرى روبن بيتيت الأستاذ في جامعة كيغستن في لندن أن المؤتمر سيشهد صراعا على النفوذ بين كبار شخصيات الحزب.
وقال "حاليا لا يريد أحد أن يحل محل تيريزا ماي حتى لا يضطر لمعالجة بريكست". وأضاف "لكن سيكون هناك الكثير من المؤامرات، وسيحاول كل واحد أن يضع نفسه في موقع القائد المقبل".
في مواجهة حجم الانقسامات والتهديد الذي يطرحه حزب العمال الذي ينتقد "ثماني سنوات من التقشف المدمر" في حكم المحافظين، يدعو بعض النواب إلى التيقظ. وهم يدعون الحزب إلى التركيز على قضايا الصحة والتعليم بينما تظاهر حوالى مئتي شخص في برمنغهام ضد التقشف السبت. وكتب النائب روبرت هلفون على مدونة "كونسرفاتيف هوم" المحافظة أنه ينتظر بفارغ الصبر انتهاء بريكست.
وقال "آمل أن يسمح المؤتمر بوضع رؤية لمكافحة الظلم الاجتماعي الذي وعدت رئيسة الوزراء بمكافحته عند توليها السلطة" في يوليو 2016.
وينتقد جونسون خطة ماي التي تنص على علاقات تجارية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي من خلال الإبقاء على القواعد التجارية المشتركة. وسيلقي خطابا مرتقبا الثلاثاء. وقال جونسون "بخلاف رئيسة الحكومة، لقد قمت بحملة من أجل بريكست (..) وما يجري الآن للأسف ليس ما وعد به الناس عام 2016" بعد فوز "نعم" في استفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وردت رئيسة الحكومة بان خطتها هي المقترح الوحيد المعروض الذي يتيح مبادلات تجارية عبر الحدود بسلاسة والإبقاء على الحدود مفتوحة مع إيرلندا، ومثل هذا الأمر نقطة خلاف أساسية في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي.
وشددت عبر هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" على "إني أؤمن ببريكست" مضيفة "أن ما نقترحه يخدم المصلحة الوطنية. وأنا أدعو الحزب إلى رص الصفوف للحصول على افضل اتفاق "ممكن" للمملكة المتحدة".
ووفقا لصحيفة "ديلي تلغراف"، فشلت تيريزا ماي مراراً وتكراراً في إحداث تغييرات في خطة "تشيكرز" الخاصة بها لتأمين صفقة مع الاتحاد الأوروبي كما أخبرت منتقديها قائلة إنها "تؤمن بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي".
وذكرت الصحيفة البريطانية أن "رئيسة الوزراء سئلت خمس مرات إذا كانت مستعدة لتقديم تنازلات بشأن خطة خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، لكنها رفضت الإجابة مرارا، حيث قالت إنها تنتظر أن يحدد الاتحاد الأوروبي مخاوفه بشأن خطتها، وجاء ذلك فيما ذكر جونسون أن ماي لم تكن مؤمنة بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي".
وأشارت صحيفة "التايمز" البريطانية إلى أن "ماي تأمل في استخدام المؤتمر لتوحيد حزبها، الذي ينقسم بشكل متزايد حول قضية "بريكست"، ومع ذلك، تجد ماي صعوبة بعد أن ألقى جونسون قنبلة سياسية عشية انعقاد المؤتمر، ووصف خطة تيريزا ماي بأنها "متضاربة وغير معقولة"، لكن ماي ردت قائلة إن "خطة تشيكرز هي المخطط الوحيد الموثوق به للخروج من الاتحاد الأوروبي".
وقالت ماي في مقابلة مع "بي بي سي" إن "ما قلته للاتحاد الأوروبي بشأن خطة تشيكرز واضح للغاية، وقال الأوروبيون إن لديهم بعض المخاوف بشأن المقترحات التي وضعناها معا، لذلك دعونا نسمع عن هذه المخاوف التفصيلية، وإذا كانت لديهم مقترحات مختلفة، فلنسمع ما هي تلك المقترحات المختلفة".
لكن من غير المتوقع أن تكشف ماي التي تختتم المؤتمر الأربعاء كيف ستعيد النظر في خطتها كما طلبت المفوضية الأوروبية، مع اقتراب القمة الأوروبية التي ستعقد في 18 و19 أكتوبر.
ورأى الخبير السياسي سايمن هاشروود، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ساري، أنها "إذا قدمت تنازلات الآن فستبدو ضعيفة وتحت ضغوط الاتحاد الأوروبي".
لكن خصومها ينوون انتهاز كل الفرص في المؤتمر ليتحدثوا ويدافعوا عن طلاق "صعب" مع الاتحاد الأوروبي.
ولا تملك ماي سوى غالبية ضئيلة في البرلمان وباتت بالتالي تحت رحمة نوابها.
وكان جونسون دعا في مقال نشرته صحيفة "تلغراف" البريطانية إلى التخلي عن خطة ماي، و"إلا فإننا معرضون لخسارة السلطة".
ومثل جونسون، يدافع النائب جاكوب ريس موغ ووزير بريكست السابق ديفيد ديفيس عن اتفاق للتبادل الحر مثل ذلك الموقع بين الاتحاد الأوروبي وكندا. لكن تيريزا ماي ترفض ذلك. وبسبب هذه الخلافات، يرى روبن بيتيت الأستاذ في جامعة كينغستن في لندن أن المؤتمر سيشهد صراعا على النفوذ بين كبار شخصيات الحزب.
وقال "حاليا لا أحد يريد الحلول مكان تيريزا ماي حتى لا يضطر إلى التعامل مع بريكست". وأضاف "لكن سيكون هناك الكثير من المؤامرات، وسيحاول كل واحد أن يضع نفسه في موقع القائد المقبل".
في المقابل تنوي ماي البقاء في منصبها للسنوات القادمة. وكتب النائب دومنيك غريفي الأحد في صنداي تلغراف "آن أوان تمرد مهذب من جانب المحافظين البرغماتيين". وهو يدعو إلى استفتاء جديد الأمر الذي تستبعده ماي تماما.
وتسعى ماي أيضا إلى إعادة تركيز النقاش على قضايا السياسة الداخلية. وأعلنت الأحد نيتها زيادة الرسوم على المنازل التي يشتريها الأجانب من غير المقيمين الذين يرفعون الأسعار برأيها. والهدف مساعدة من لا مأوى لهم.
وذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أن "حزب المحافظين يواجه تحديا وصراعا بين الأعضاء الرئيسيين في الحزب، حيث تعهد جونسون بإلغاء سكك الحديد فائقة السرعة وبناء جسر إلى إيرلندا، ومع ذلك، اختلف ديفيد ديفيس مع جونسون، قائلا إن "أفكار جونسون هي عناوين جيدة، ولكن ليس بالضرورة سياسة جيدة".
في غضون ذلك، حذر براندون لويس، رئيس حزب المحافظين، من أن "الحزب بحاجة إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لجذب دعم المجتمعات السوداء والآسيوية والأقليات العرقية - أو مواجهة النسيان الانتخابي". وقال إن "حزب المحافظين بحاجة إلى القيام بشيء جديد ومهم، وإلا فسوف نواجه مستقبلاً غير مريح".
وقبل انطلاق المؤتمر شهد الحزب خللا امنيا في تطبيقه على الجوال حيث كشفت مؤقتا المعطيات الشخصية لوزراء ونواب بينها رقم هاتف جوال جونسون.