* بريت كافانو يؤدي اليمين الدستورية قاضياً بالمحكمة الأمريكية العليا

* ترامب لا يعتزم إقالة نائب وزير العدل الأمريكي

واشنطن - نشأت الإمام، (وكالات)

أدى القاضي الجمهوري بريت كافانو اليمين الدستورية في واشنطن ليكون قاضياً وعضواً بالمحكمة الأمريكية العليا، وكان مجلس الشيوخ الأمريكي صادق، على تعيين القاضي المحافظ بريت كافانو عضوًا في المحكمة العليا، لتنتهي بذلك قضية شغلت الرأي العام على مدار أسابيع من السجالات والمواجهات السياسية الشرسة، التي تخلّلتها اتهامات للقاضي بارتكاب اعتداء جنسي عندما كان شابًا.

وحصل كافانو الذي نفى هذه الاتهامات بشكل قاطع، على غالبيّة ضئيلة في مجلس الشيوخ "50-48"، وقدّم بذلك انتصارًا سياسيًا مهمًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

واحتفل ترامب في تجمع كنساس بتعيين كافانو في المحكمة العليا، وأدان الديمقراطيين بما أسماه "حملة دامية من التدمير السياسي والشخصي" ضد مرشحه.

وأعلن ترامب أنها "ليلة تاريخية"، بعد فترة طويلة من السجالات مع الديمقراطيين حول كافانو.

وقال "أقف أمامكم اليوم في أعقاب انتصار هائل لأمتنا"، على حد تعبيره، موجهاً شكره لأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوري لرفضهم التراجع "في وجه حملة الديمقراطيين الفاسدة من التدمير السياسي والشخصي".

وأدى كافانو اليمين الدستورية في واشنطن بعد ترشيح أثار احتجاجات غاضبة حول مزاعم الاعتداء الجنسي، التي اتهم بها كافانو، ونفاها بشدة، لكن جميع أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين تقريبا صوتوا ضد تعيينه.

وقال ترامب هذا أمر "جيد جدا جدا، أنا سعيد جدا بذلك، هذا قرار عظيم، إنني أقدر كثيراً هذه الأصوات الـ 50 العظيمة وأعتقد أنه سيكون قاضي محكمة عليا لامع لسنوات عديدة".

وأصر ترامب، على أن كافانو لن تلوثه مزاعم الاعتداء الجنسي من كريستين بلاسي فورد وآخرين كادوا أن ينهوا ترشيحه. وقال ترامب إنه "كان متأكداً بنسبة 100٪ من أن كافانو بريء".

وأضاف "ليس لدي شك في ذلك، لقد اخترته لأنه لا يوجد أحد لديه ماضي نظيف مثل بريت كافانو". وقال إن "مكتب التحقيقات الفيدرالي قام بإجراء سبعة تحقيقات حوله وإن كانت هناك مشكلة لكانت قد ظهرت".

من جانبها، قالت المحللة السياسية كيرا ماديسون لـ "الوطن"، إن "المشاحنات بين الحزبين التي استمرت لمدة 20 يومًا والتي انعقدت في غرف اللجان والمناقشات في مجلس الشيوخ والاحتجاجات والملايين من الأحاديث في وسائل الإعلام، لم تؤد إلى تغيير تركيبة المحكمة العليا في المستقبل، وأصبحت الأغلبية للجمهوريين رغم أن جميع أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين تقريبا صوتوا ضد تعيين كافانو".

وأضافت ماديسون "فتحت المشادات حول كافانو الأبواب نحو منطقة مجهولة من انعدام الثقة وعدم الاستقطاب اللذين يميزان النظام الأمريكي الآن. كما أبعدت الأحداث اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ عن تقاليدها المندمجة تقريباً من الحزبين وأثارت أسئلة جديدة حول إمكانية أن تحتفظ المحكمة العليا بسلطة مستقلة خارج دوامة السياسة مستقبلاً".

من جهته يرى المحلل السياسي أدريان باسيلو أنه "إذا فاز الديمقراطيون بأغلبية مجلس النواب -كما يبدو من المرجح الآن- فسيكون هناك رغبة كبيرة بين بعض الأعضاء لمساءلة كل من كافانو من المحكمة العليا وترامب عن الرئاسة، وسيتزامن ذلك مع إنهاء المحقق الخاص روبرت مولر عمله بشأن التحقيق الفيدرالي في التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأمريكية"، ويعد هذا -بحسب باسيلو- "فتحاً لسجالات عنيفة قادمة بين الجمهورين والديمقراطيين ربما تثير الشكوك حول نزاهة الديمقراطية الأمريكية".

من ناحية أخرى، قال الرئيس الأمريكي إنه لا يعتزم إقالة رود روزنستاين نائب وزير العدل الأمريكي، وهو المسؤول عن التحقيق الاتحادي في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2016.

وانتشرت تكهنات بأن ترامب قد يقيل روزنستاين، الذي دأب ترامب على انتقاده عبر تويتر، بعدما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه أدلى بتعليقات بشأن صلاحية ترامب لتولي المنصب.

وقال ترامب ردا على سؤال صحفي عما إذا كان يعتزم إقالة روزنستاين "لا لن أفعل، لا".

وسافر روزنستاين مع ترامب على متن الطائرة الرئاسية إلى أورلاندو بولاية فلوريدا حيث من المقرر أن يتحدث الرئيس مع مجموعة من قادة الشرطة.

ونفى روزنستاين ما ورد في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، في 21 سبتمبر ووصفه بأنه "غير دقيق وغير صحيح في واقع الأمر". وذكر التقرير أن روزنستاين تقدم بمقترحات تتعلق بالقلق من الفوضى في الإدارة الأمريكية، لكن لم يؤت أي منها بثماره.

ويشرف روزنستاين على التحقيق الذي يجريه المحقق الخاص روبرت مولر بشأن روسيا. وتنفي روسيا التدخل ويقول ترامب إنه لا يوجد تواطؤ بين حملته وموسكو.

وقال ترامب للصحفيين الاثنين إنه يتمتع "بعلاقة جيدة" مع روزنستاين.

وأضاف "لم أكن أعرف رود من قبل، لكنني تعرفت عليه، وأنا على ما يرام معه".