واشنطن - نشأت الإمام، (وكالات)

ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لوم نشوب الحرائق في كاليفورنيا، على السلطات المحلية وهدد بحرمان الولاية من التمويل الفيدرالي إذا لم يتم حل مشكلة سوء استخدام الأموال المخصصة لمكافحة الكارثة الطبيعية.

ونشر ترامب على صفحته "تويتر"، السبب الوحيد لهذه الحرائق واسعة النطاق في ولاية كاليفورنيا والتي تسبب خسائر فادحة وموت الناس هو سوء إدارة الغابات، ويتم تخصيص مليارات الدولارات كل عام ويستمر الناس في الموت، كل ذلك بسبب سوء إدارة الغابات، صححوا المشكلة أو لن يكون هناك المزيد من الأموال الفيدرالية.

وبدأت نيران الحريق "كامب" في شمال كاليفورنيا تتوسع الخميس الماضي، ووقع 9 أشخاص ضحايا الحرائق، وحاصرت النيران أكثر من 36 ألف هكتار وقضت على ما يقرب من 7 آلاف مبنى، لتصبح الأكثر تدميرا في تاريخ الدولة.

واعتبر حريق "تابس"، الذي حدث أيضاً في شمال الولاية، الأكثر تدميراً في تاريخ كاليفورنيا، وقد نشب في أكتوبر عام 2017، حيث غطى ما يقرب من 15 ألف هكتار ودمر أكثر من 5.5 ألف مبنى. وألقى الرئيس الأمريكي باللوم على إدارة الغابات ووصفها بـ "الفقيرة"، على إثر الحرائق التي دمرت أجزاء من كاليفورنيا في الأيام الأخيرة وهدد ترامب بإلغاء المساعدات الفيدرالية لها.

وقال ترامب "لا يوجد سبب لهذه الحرائق الضخمة والمميتة في الغابات في كاليفورنيا باستثناء أن إدارة الغابات فقيرة للغاية"، وأضاف "تُمنح بلايين الدولارات كل عام، مع خسارة الكثير من الأرواح، كل ذلك بسبب سوء إدارة صارخ للغابات، لابد من علاج الآن، أو لا مزيد من المدفوعات الفدرالية!".

وكان أكثر من ربع مليون شخص في كاليفورنيا تحت أوامر الإخلاء في جميع أنحاء الولاية بسبب تزايد الحرائق التي أحرقت أكثر من 6600 منزل، وفقا لمسؤولين.

وفي جنوب كاليفورنيا، دمر حريق وولسي ما يقدر بنحو 150 منزلاً في مقاطعتي فينتورا ولوس أنجليس وأجبر على إخلاء مدينة ماليبو بأكملها.

وفي شمال كاليفورنيا، تم الإبلاغ عن فقدان أكثر من 6700 منزل، وهو الحريق الذي نتج عنه ما لا يقل عن 9 حالات وفاة.

ووافق البيت الأبيض على إعلان طوارئ رئاسية فيدرالية الجمعة لثلاث محافظات تضررت من حرائق الغابات الكبرى، لا سيما مقاطعات بوتي، وفينتورا، ولوس أنجليس.

وكانت هناك ثلاث حرائق كبرى على الأقل في ولاية كاليفورنيا، مما أدى إلى استعانة مكافحة الحرائق في ولاية كاليفورنيا والسلطات يوم الجمعة لطلب المساعدة من عدة ولايات متاخمة لها. وكان أحد الحرائق التي دمرت المنازل في مقاطعة فنتورا، بعد ظهر الجمعة، قد خرج عن السيطرة وأدى الى تدمير عدة هياكل في منطقتي كالاباساس وماليبو في مقاطعة لوس أنجلوس.

وقال مدير مكتب خدمات الطوارئ في كاليفورنيا، مارك غيلادوتشي، "من ناحية الطقس، فإننا نحذر حرفياً من أن الوضع تخطى علامة الإنذار الأحمر على مستوى الولاية". وأضاف، "أحوال الطقس تنبئ بتواصل حالة الحرائق الشديدة. نحن نرى ذلك".

وهناك 52 ألف شخص آخرين يخضعون للإخلاء في مقاطعة بوتي شمال كاليفورنيا من حريق في مخيم كامب، والذي يُلقى باللوم عليه في فقدان أكثر من 6 آلاف منزل و9 قتلى.

وتقدر السلطات أن حريق ووسلي دمر حوالي 150 منزلاً. ومع ذلك، من المتوقع أن تنمو هذه الأرقام مع استمرار اندلاع الحريق الهائل مع عدم وجود احتواء لهذه النيران.

وذكر مكتب قاضي مقاطعة لوس انجليس في وقت متأخر من يوم الجمعة انه تم العثور على جثتين في منطقة ماليبو رغم أن عدم تأكيد وقوع الوفيات بسبب الحريق.

كانت مدينة ماليبو بأكملها تخضع لإخلاء إجباري الجمعة حيث هددت ألسنة اللهب المنازل والمباني الأخرى. بعد حرق المنازل في بيل كانيون، أوك بارك وثاوزاند أوكس، عبرت النار 101 الطريق السريع من خط مقاطعة فنتورا صباح الجمعة وخلال ساعات أدى إلى إخلاء مدينة ماليبو بأكملها.

وظلت عمليات الإخلاء سارية المفعول في العديد من مجتمعات مقاطعة فينتورا حتى مساء الجمعة، بما في ذلك أجزاء من قرية ويستلايك وهيدن هيلز وكالاباساس وأوك بارك وتوساند أوكس وتلال أغورا.

إلى ذلك أثارت تعليقات الرئيس دونالد ترامب غضباً فورياً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث استهجن المغردون تهديدات ترامب بقطع الدعم بينما تستمر الحرائق في أنحاء الولاية في تدمير المنازل وإزهاق الأرواح. واقترح آخرون أن على الحكومة بذل المزيد لمعالجة أسباب تغير المناخ، وهو ما يقول العلماء وخبراء مكافحة الحرائق إنه قوة دافعة وراء زيادة الحرائق المدمرة في السنوات الأخيرة.

المسؤولون في مجال مكافحة الحرائق في مقاطعة بوتي، حيث أصبحوا يلقون باللائمة على انخفاض الرطوبة والرياح الشديدة ونقص المطر في شهر نوفمبر للمساعدة في نشر الحريق بسرعة هائلة".

يذكر أنها ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها الرئيس الأمريكي إدارة الغابات بسبب الحرائق، ففي أغسطس الماضي، ألقى ترامب باللوم على قوانين البيئة في كاليفورنيا بشأن حرائق الغابات الصيفية، وحملهم مسؤولية التقصير في مكافحة الحرائق.