* احتفال عالمي بعد 100 عام على أكثر الحروب دموية وبمشاركة 70 زعيماً
باريس - لوركا خيزران
في الساعة الخامسة من صباح يوم 11 نوفمبر 1918 وقعت الهدنة التي وضعت حداً لفظاعات الحرب العالمية الأولى في عربة قطار تابعة لرئاسة الأركان الفرنسية، في غابة كومبياني شمال باريس، في المحلة المعروفة باسم "ريتوند"، وبعد 100 عام في صباح باريسي ماطر شارك رؤساء دول وحكومات 70 بلداً الأحد في مراسم إحياء ذكرى توقيع الهدنة.
باريس التي تحولت إلى قلعة حصينة، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة ، شهدت تجمعاً وصفه المحلل السياسي الفرنسي أليكس لاغاتا بـ"الاستثنائي" بسبب ما قال إنه "مساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتقديم أوروبا الجديدة والقوية والمتماسكة إلى العالم، وللتأكيد على التعددية في العلاقات الدولية التي تنتهجها فرنسا وتريد إرساءها نهجاً استراتيجياً".
وحولت باريس الاحتفالية بالذكرى المئوية الأولى لتوقيع الهدنة حدثاً عالمياً ضخماً يَظهر من خلال الحضور الدولي الكثيف الذي تستضيفه العاصمة الفرنسية طيلة ثلاثة أيام "الأحد والاثنين والثلاثاء"، والمتمثل في وجود 98 وفداً من أنحاء العالم كافة و72 رئيس دولة وحكومة "الولايات المتحدة، وروسيا، والدول الأوروبية، وعدد واسع من الرؤساء الأفارقة وبعض البلدان العربية"، إضافة إلى كبار المسؤولين من المنظمات الدولية والإقليمية.
وكان من بين الحضور، الرؤساء الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وعاهل المغرب جلالة الملك محمد السادس.
إبهام بوتين لترامب
وأثارت مصافحة الرئيس فلاديمير بوتين نظيره الأمريكي دونالد ترامب على منصة قوس النصر في باريس اهتمام الإعلام، وشكلت مادة دسمة للمراسلين الذين سلطوا أنظارهم وعدساتهم على الزعيمين.
وكان بوتين آخر الواصلين إلى المنصة التي تصدرها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وصافح بوتين الزعماء الثلاثة، لكنه خص ترامب بتحية مميزة إذ رفع إبهامه إلى الأعلى وربت على كتفه، قبل أن يتخذ موقعا له على يسار الرئيس الفرنسي بجانب عقيلته بريجيت.
وسرعان ما حظي ذلك بانتباه وسائل الإعلام، وقالت وكالة نوفوستي في تغريدة لها على "تويتر"، "بوتين أشار لترامب بإبهامه وربت على كتفه.. نحن في انتظار تحليلات مثيرة من الزملاء الأمريكيين".
احتفالية غير مسبوقة
وتوجه ماكرون وضيوفه من الزعماء، بعد أن استقبلهم في الإليزيه، إلى قوس النصر الذي يشرف على جادة الشانزليزيه الشهيرة والذي أقيم تحته قبر الجندي المجهول وشعلة لا تنطفىء للتذكير بحجم هذا النزاع الذي أودى بحياة 18 مليون شخص.
وتعود المرة الأخيرة التي استقبلت فيها باريس هذا العدد من القادة إلى 11 يناير 2015 بعد الهجومين على مجلة "شارلي ايبدو" الساخرة ومحل لبيع الأطعمة اليهودية.
وبعد مراسم عسكرية، تجمع الحشد تحت قوس النصر حيث أعد مكان مغطى بسبب هطول الأمطار.
وبعد مقطوعة موسيقية ليوهان سيباستيان باخ عزفها عازف التشيلو يو يو ما، أدت أنجيليك كيدجو أغنية تكريما "للقوات الاستعمارية" الفرنسية، ثم تلا طلاب في المرحلة الثانوية شهادادت من الحرب تعود إلى 1918.
وبعد أن أعاد إيقاد الشعلة، ألقى ماكرون خطابا تحدث من خلاله عن الماضي، لكنه انتهز الفرصة أيضا ليعلن رسالته السياسية المؤيدة للتعددية في الحكم الدولي، بينما تبدو دول عدة تميل إلى الابتعاد عن ذلك وعلى رأسها الولايات المتحدة.
منتدى السلام
ولم تكتفِ باريس باحتفالية تجمع القادة وكبار المسؤولين تحت قوس النصر، الأحد، في أعلى جادّة الشانزليزيه في باريس، بل أضافت إليها "منتدى السلام"، الذي سيدوم ثلاثة أيام، ويتمحور حول خمسة موضوعات رئيسية عنوانها الجامع "السلام وكيفية المحافظة عليه". ويترجَم ذلك في إطار ورش عمل يشارك فيها كبار القادة، ويُنتظر منها أن تقدم رؤية وحلولاً من أجل إدارة عالم استخلص العبر من مآسي الماضي متعدد الأقطاب.
وبحسب احد المنظمين فان بين الافكار الرئيسية التي يسعى المنتدى لابرازها "قدرة الأدوات المتعددة الطرف على مساعدة الناس"، في وقت يبدو فيه المزيد من القادة والناخبين في العالم مشككين في نجاعة هذا النموذج في وقايتهم من بعض مساوىء العولمة.
وتتالى اكثر المدافعين عن هذا النموذج وبينهم ايمانويل ماكرون وانغيلا ميركل وجاستن ترودو وانتونيو غوتيريش على المنصة للدفاع عن المقاربة المتعددة الطرف امام جمهور مؤيد.
وكتب جيم يونغ كيم رئيس البنك الدولي في مقال نشر الاحد في صحيفة "جورنال دو ديمنش" الفرنسية أن "النظام المتعدد الأطراف أساسي لتنمية وتمويل جهود مكافحة تهديد التغير المناخي".
لكن أول مزدر لهذا النموذج في الحوكمة دونالد ترامب اختار عدم المشاركة في المنتدى الذي يستمر حتى الثلاثاء.
وفي المقابل زار ترامب المقبرة الامريكية قرب باريس تكريماً لمواطنيه الجنود الذين سقطوا في هذه الحرب.
باريس - لوركا خيزران
في الساعة الخامسة من صباح يوم 11 نوفمبر 1918 وقعت الهدنة التي وضعت حداً لفظاعات الحرب العالمية الأولى في عربة قطار تابعة لرئاسة الأركان الفرنسية، في غابة كومبياني شمال باريس، في المحلة المعروفة باسم "ريتوند"، وبعد 100 عام في صباح باريسي ماطر شارك رؤساء دول وحكومات 70 بلداً الأحد في مراسم إحياء ذكرى توقيع الهدنة.
باريس التي تحولت إلى قلعة حصينة، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة ، شهدت تجمعاً وصفه المحلل السياسي الفرنسي أليكس لاغاتا بـ"الاستثنائي" بسبب ما قال إنه "مساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتقديم أوروبا الجديدة والقوية والمتماسكة إلى العالم، وللتأكيد على التعددية في العلاقات الدولية التي تنتهجها فرنسا وتريد إرساءها نهجاً استراتيجياً".
وحولت باريس الاحتفالية بالذكرى المئوية الأولى لتوقيع الهدنة حدثاً عالمياً ضخماً يَظهر من خلال الحضور الدولي الكثيف الذي تستضيفه العاصمة الفرنسية طيلة ثلاثة أيام "الأحد والاثنين والثلاثاء"، والمتمثل في وجود 98 وفداً من أنحاء العالم كافة و72 رئيس دولة وحكومة "الولايات المتحدة، وروسيا، والدول الأوروبية، وعدد واسع من الرؤساء الأفارقة وبعض البلدان العربية"، إضافة إلى كبار المسؤولين من المنظمات الدولية والإقليمية.
وكان من بين الحضور، الرؤساء الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وعاهل المغرب جلالة الملك محمد السادس.
إبهام بوتين لترامب
وأثارت مصافحة الرئيس فلاديمير بوتين نظيره الأمريكي دونالد ترامب على منصة قوس النصر في باريس اهتمام الإعلام، وشكلت مادة دسمة للمراسلين الذين سلطوا أنظارهم وعدساتهم على الزعيمين.
وكان بوتين آخر الواصلين إلى المنصة التي تصدرها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وصافح بوتين الزعماء الثلاثة، لكنه خص ترامب بتحية مميزة إذ رفع إبهامه إلى الأعلى وربت على كتفه، قبل أن يتخذ موقعا له على يسار الرئيس الفرنسي بجانب عقيلته بريجيت.
وسرعان ما حظي ذلك بانتباه وسائل الإعلام، وقالت وكالة نوفوستي في تغريدة لها على "تويتر"، "بوتين أشار لترامب بإبهامه وربت على كتفه.. نحن في انتظار تحليلات مثيرة من الزملاء الأمريكيين".
احتفالية غير مسبوقة
وتوجه ماكرون وضيوفه من الزعماء، بعد أن استقبلهم في الإليزيه، إلى قوس النصر الذي يشرف على جادة الشانزليزيه الشهيرة والذي أقيم تحته قبر الجندي المجهول وشعلة لا تنطفىء للتذكير بحجم هذا النزاع الذي أودى بحياة 18 مليون شخص.
وتعود المرة الأخيرة التي استقبلت فيها باريس هذا العدد من القادة إلى 11 يناير 2015 بعد الهجومين على مجلة "شارلي ايبدو" الساخرة ومحل لبيع الأطعمة اليهودية.
وبعد مراسم عسكرية، تجمع الحشد تحت قوس النصر حيث أعد مكان مغطى بسبب هطول الأمطار.
وبعد مقطوعة موسيقية ليوهان سيباستيان باخ عزفها عازف التشيلو يو يو ما، أدت أنجيليك كيدجو أغنية تكريما "للقوات الاستعمارية" الفرنسية، ثم تلا طلاب في المرحلة الثانوية شهادادت من الحرب تعود إلى 1918.
وبعد أن أعاد إيقاد الشعلة، ألقى ماكرون خطابا تحدث من خلاله عن الماضي، لكنه انتهز الفرصة أيضا ليعلن رسالته السياسية المؤيدة للتعددية في الحكم الدولي، بينما تبدو دول عدة تميل إلى الابتعاد عن ذلك وعلى رأسها الولايات المتحدة.
منتدى السلام
ولم تكتفِ باريس باحتفالية تجمع القادة وكبار المسؤولين تحت قوس النصر، الأحد، في أعلى جادّة الشانزليزيه في باريس، بل أضافت إليها "منتدى السلام"، الذي سيدوم ثلاثة أيام، ويتمحور حول خمسة موضوعات رئيسية عنوانها الجامع "السلام وكيفية المحافظة عليه". ويترجَم ذلك في إطار ورش عمل يشارك فيها كبار القادة، ويُنتظر منها أن تقدم رؤية وحلولاً من أجل إدارة عالم استخلص العبر من مآسي الماضي متعدد الأقطاب.
وبحسب احد المنظمين فان بين الافكار الرئيسية التي يسعى المنتدى لابرازها "قدرة الأدوات المتعددة الطرف على مساعدة الناس"، في وقت يبدو فيه المزيد من القادة والناخبين في العالم مشككين في نجاعة هذا النموذج في وقايتهم من بعض مساوىء العولمة.
وتتالى اكثر المدافعين عن هذا النموذج وبينهم ايمانويل ماكرون وانغيلا ميركل وجاستن ترودو وانتونيو غوتيريش على المنصة للدفاع عن المقاربة المتعددة الطرف امام جمهور مؤيد.
وكتب جيم يونغ كيم رئيس البنك الدولي في مقال نشر الاحد في صحيفة "جورنال دو ديمنش" الفرنسية أن "النظام المتعدد الأطراف أساسي لتنمية وتمويل جهود مكافحة تهديد التغير المناخي".
لكن أول مزدر لهذا النموذج في الحوكمة دونالد ترامب اختار عدم المشاركة في المنتدى الذي يستمر حتى الثلاثاء.
وفي المقابل زار ترامب المقبرة الامريكية قرب باريس تكريماً لمواطنيه الجنود الذين سقطوا في هذه الحرب.