* ترامب يستغل "السترات الصفراء" للصيد في الماء العكر

* تظاهرات "السترات الصفر" يضع اقتصاد فرنسا في مهب الريح

باريس - لوركا خيزران

لم تتوقف تداعيات موجة احتجاجات "السترات الصفراء" التي اجتاحت فرنسا منذ أسبوع وتجددت الأحد، احتجاجا على غلاء المعيشة، على المواجهات بين الشرطة والمحتجين وتخريب الممتلكات العامة ووقوع قتلى وإصابات، بل تعدتها إلى نذر وضع اقتصاد فرنسا في مهب الريح، قبل أن يدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خط الأزمة ليهاجم فرنسا والاتحاد الأوروبي.

وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية توقيف 130 شخصا من المشاركين في تظاهرات حركة ''السترات الصفراء'' التي اجتاحت مدن البلاد، احتجاجا على سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون، وزيادة الرسوم على المحروقات.

وقال وزير الداخلية، كريستوف كاستير، إنّ من بين الموقوفين الـ130 هناك 42 من متظاهري العاصمة باريس"، حسبما نقلت شبكة ''بي إف إم'' التلفزيونية الفرنسية.

وأضاف ''التظاهر حق أساسي "للمواطنين"، لكن التدمير وعرقلة الحياة العامة، وإغلاق الطرقات أمور يتم المعاقبة عليها القانون''.

وأصيب 20 شخصا بينهم 4 عناصر من قوات الأمن، خلال اشتباكات وقعت بين المواطنين والشرطة في شارع الشانزليزيه بباريس، بعد أسبوع من وقوع قتلى وإصابات عند بدء الاحتجاجات.

وحسب وسائل إعلام محلية، استخدمت الشرطة الفرنسية قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق المتظاهرين، كما استخدمت العنف لتفريق المتظاهرين ببعض المناطق.

وفي تعليق له على الاحتجاجات التي تشهدها فرنسا ضد السياسات الضريبية ورفع أسعار المحروقات، ذكّر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المحتجين بما وصفه "بالظلم" الذي تعرضت له الولايات المتحدة على الصعيد التجاري من الاتحاد الأوروبي، والذي تعد باريس من أكبر الدول الأعضاء به.

وقال ترامب "المظاهرات الضخمة والعنيفة في فرنسا لا تأخذ في الحسبان مدى السوء الذي عامل به الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة على الصعيد التجاري، وكيف أن الولايات المتحدة لم تحصل على مقابل عادل ومعقول للحماية العسكرية العظيمة التي تقدمها لدول الاتحاد".

وأضاف قائلا "إن كلا من هذين الموضوعين في حاجة للتعاطي معهما قريبا".

ويرى ترامب أن "الاتفاقات التجارية لبلاده مع أوروبا لا تنصف الولايات المتحدة".

وحركة "السترات الصفراء" حركة شعبية لا تنتمي لأي حزب سياسي بدأت الأسبوع الماضي في الانتشار اعتراضا على زيادة الضرائب خاصة على أسعار المحروقات.

وأدت التظاهرات التي استمرت على طيلة الأسبوع الماضي لمقتل شخصين وجرح المئات، كما قامت الشرطة باعتقال المئات.

وصرح وزير المالية الفرنسي برونو لو ماير، الأحد، أنه سيجتمع مع تجار التجزئة وشركات التأمين الاثنين، لتقييم التأثير الاقتصادي للاحتجاجات على مستوى البلاد ضد ارتفاع تكاليف الوقود.

وكان المتظاهرون يرتدون "السترات الصفراء"، وأغلقوا الطرق السريعة في جميع أنحاء فرنسا منذ 17 نوفمبر، وأقاموا المتاريس المشتعلة، ومنعوا الوصول إلى مراكز التسوق وبعض المصانع.

وحذر تجار التجزئة الفرنسيون، من أن طول الاحتجاجات قد تضرب موسم التسوق في عيد الميلاد وتهدد الوظائف، في حين أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يبد أي علامة على التراجع عن الضرائب التي فرضت العام الماضي على المحروقات والبنزين لتشجيع المواطنين على استخدام وسائل نقل أكثر نظافة. وماكرون مُصر على زيادة ضريبة الوقود ويعتبرها ألما ضروريا لتقليل اعتماد فرنسا على الوقود الحفري، وتمويل استثمارات الطاقة المتجددة.

وأخذت الاضطرابات في باريس السبت، منحنى أعنف عندما اشتبكت الشرطة بعنف مع الآلاف من المتظاهرين في الشانزليزيه.

وقال ماير لتلفزيون بي إف إم، "سأجتمع مع ممثلي وزارة الاقتصاد والمالية من تجار التجزئة والحرفيين وغرف التجارة واتحاد أرباب المهن لتقييم الوضع الاقتصادي وتأثيره على المبيعات وعلى اقتصادنا والعواقب التي سنواجهها"، واحتجزت الشرطة 101 أشخاص في باريس وأصيب 24 شخصًا في مصادمات وقعت في الشانزليزيه.

وقال ماير "أرى أن العنف غير مقبول، ومن الملح إعادة بناء وحدة الأمة واستئناف الحوار". الجدير بالذكر أن "عناصر من حركة "السترات الصفراء" دعت إلى الاحتجاج للأسبوع الثالث في الشانزليزيه عبر صفحة على "فيسبوك".