* الحكومة الفرنسية تقر بالغلاء وتدعو لوقف التظاهر

باريس - لوركا خيزران

ثلاثة أسابيع من الاحتجاجات العنيفة على الزيادات بضرائب الوقود وغلاء الأسعار في فرنسا كانت كفيلة بانحناء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحكومته أمام عاصفة "السترات الصفراء"، ليعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب تعليق الحكومة قراراتها بزيادة الضرائب.

وجاء قرار الحكومة الفرنسية بعد أن أودى العنف المتبادل بين الشرطة والمحتجين بحياة شخصين، كما أسفر عن إصابة 650 آخرين وإلقاء القبض على المئات.

وأكد فيليب في كلمة بالجمعية الوطنية، "تعليق قرار فرض الضرائب على الوقود لمدة 6 أشهر"، وأوضح أنها "ستخضع لنقاش موسع في البلاد".

وأضاف أن "رسوم الغاز والكهرباء لن تُرفع"، مؤكدًا أن "هذا القرار يسري بشكل فوري لأجل ضمان الأمان في الشارع، بعدما دخلت البلاد أزمة غير مسبوقة جراء احتجاج ذوي "السترات الصفراء"".

المسؤول الفرنسي أقر أيضا "بالغلاء في فرنسا"، وقال إن "الضرائب التي تفرض في البلاد من الأعلى على مستوى أوروبا".

وقال فيليب إن "من تسببوا بأضرار خطيرة في الأملاك العامة ومواقع سياحية خلال الاحتجاجات، سيحاكمون على قاموا به"، مشددًا على أن "فرنسا لن تتساهل مع هذه الممارسات".

ويأتي الإعلان المرتقب عقب محادثات أجراها رئيس الوزراء مع زعماء المعارضة، الاثنين.

وأعلن ئيس الوزراء الفرنسي، في وقت لاحق، تعليق رفع ضرائب الوقود لنحو ستة أشهر.

وخلال مؤتمر صحافي دعا رئيس الوزراء لوقف التظاهرات والجلوس إلى طاولة الحوار.

كانت مصادر حكومية فرنسية قالت إن رئيس الحكومة سيعلن الثلاثاء تعليق الضرائب على الوقود، التي يفترض أن تبدأ في يناير، في خطوة تهدف إلى وضع حد لموجة العنف التي شهدتها احتجاجات "السترات الصفراء".

ويأتي إعلان الحكومة عقب محادثات أجراها رئيس الوزراء مع زعماء المعارضة، الاثنين.

ومن المنتظر أن يترافق التعليق مع تدابير أخرى تهدف إلى التهدئة بعد أسبوعين من التظاهرات و الاحتجاجات على هذه الضرائب في كل أنحاء البلاد، بحسب المصادر.

وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قال إن الضرائب على المحروقات جزء من مسعاه لمحاربة تغير المناخ، وإنه يريد إقناع السائقين الفرنسيين بالاستغناء عن السيارات التي تعمل بالديزل والإقبال على أنواع أقل تلويثاً للبيئة.

وأضاف ماكرون، السبت، أنه "لن يتراجع عن أهداف سياسته بسبب الاحتجاجات الأخيرة".

وتفجرت انتفاضة "السترات الصفراء" في 17 نوفمبر الماضي، في تحدٍ هائل أمام ماكرون "40 عامًا"، بينما يحاول إنقاذ شعبيته التي هوت بسبب إصلاحات اقتصادية ينظر إليها على أنها "منحازة للأغنياء".

وعاث المحتجون فسادًا في أرقى الأحياء الباريسية، وأحرقوا عشرات السيارات، ونهبوا متاجر، وحطموا نوافذ منازل فاخرة ومقاهٍ، في أسوأ اضطرابات بالعاصمة منذ عام 1968.

وتضم حركة "السترات الصفراء" أطيافاً من المؤيدين من مختلف الأعمار والمهن والمناطق، وبدأت على الإنترنت كرد فعل عفوي على رفع أسعار الوقود، لكنها تحولت إلى تعبير أوسع عن الغضب لارتفاع تكاليف المعيشة على أبناء الطبقة المتوسطة.