يتوقع أن تشهد الأيام المقبلة غضبا تركيا بعد أن أوصى قادة أميركيون باحتفاظ المقاتلين الأكراد بالسلاح الذي سبق أن زودتهم به الولايات المتحدة.

وفي التفاصيل، قال أربعة مسؤولين أميركيين إن قادة أميركيين يخططون لانسحاب القوات الأميركية من سوريا أوصوا بالسماح للمقاتلين الأكراد الذين يحاربون داعش بالاحتفاظ بالأسلحة التي قدمتها لهم الولايات المتحدة في خطوة من المرجح أن تثير غضب تركيا حليفة واشنطن في حلف شمال لأطلسي.

وأشار ثلاثة من هؤلاء المسؤولين الذين تحدثوا شريطة عدم نشر أسمائهم، إلى أن تلك التوصيات جزء من مناقشات تجري بشأن مسودة خطة للجيش الأميركي.

ولم تُعرف التوصية التي سترفعها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في نهاية الأمر للبيت الأبيض.

إلى ذلك، أوضح المسؤولون أن المناقشات لا تزال في مراحلها الأولى داخل البنتاغون ولم يتم اتخاذ قرار بعد. وسيتم عرض الخطة بعد ذلك على البيت الأبيض خلال الأيام المقبلة كي يتخذ الرئيس دونالد ترمب القرار النهائي.

البنتاغون: لا تعليق!

من جهته، قال البنتاغون إن التعليق عما سيحدث بشأن تلك الأسلحة سيكون أمراً "غير ملائم" وسابقاً لأوانه. وأضاف شين روبرستون المتحدث باسم البنتاغون أن "التخطيط جار ويركز على تنفيذ انسحاب محكم ومنضبط للقوات في الوقت الذي يتم فيه اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لضمان سلامة جنودنا".

يذكر أن ترمب كان أمر فجأة الأسبوع الماضي بانسحاب القوات الأميركية بالكامل من سوريا، ما أثار انتقادات واسعة النطاق ودفع وزير الدفاع جيمس ماتيس للاستقالة.

"قتال داعش لم ينته"

إلى ذلك، كشف أحد المسؤولين الأميركيين أن الولايات المتحدة أبلغت وحدات حماية الشعب أنها ستزودها بالسلاح حتى انتهاء القتال ضد تنظيم داعش. وأضاف أن "القتال لم ينته. لا يمكننا ببساطة أن نبدأ في طلب إعادة السلاح".

يذكر أن اقتراح ترك الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة مع وحدات حماية الشعب، والتي قد تشمل صواريخ مضادة للدبابات وعربات مدرعة وقذائف مورتر، سيؤدي إلى طمأنة الحلفاء الأكراد على أنه لن يتم التخلي عنهم، إلا أنه سيغضب تركيا التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا امتدادا لتمرد كردي داخل تركيا، وتصنفها بالإرهابية.

وتريد أنقرة أن تستعيد الولايات المتحدة هذه الأسلحة ولذلك فإن توصية القادة، إذا تأكدت، قد تؤدي إلى تعقيد خطة ترمب بالسماح لتركيا بإنهاء القتال ضد تنظيم داعش داخل سوريا.

ويحتفظ البنتاغون بسجلات الأسلحة التي زود وحدات حماية الشعب بها وسلسلة حيازتها. لكن المسؤولين الأميرييين قالوا إن تحديد أماكن كل هذه الأسلحة سيكون عملية شبه مستحيلة.

وتساءل أحد المسؤولين" كيف سنستردها ومن الذي سيستردها؟".