وليد صبري

شهد عام 2018 أحداثاً بارزة إقليمياً ودولياً، لكن المشاهد المأساوية، من حزن وموت وقتل ودمار، طغت على اللقطات الإيجابية التي رصدها العام المنصرم في تاريخه. وقد ساهمت تلك الأحداث في إعادة رسم سياسات الشرق الأوسط من جديد، ولم تكن أوروبا بمنأى عن تلك الأحداث، خاصة مع تصاعد اليمين المتطرف، بمواجهة موجات الهجرة والنزوح واللجوء، بينما كان للقوى العظمى لاسيما أمريكا وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا دور أكبر في تلك التحولات والأحداث التي شهدها العالم في ذلك العام الغريب.

وقد كانت إيران في قلب الاحداث خاصة ما يتعلق بالاحتجاجات الحاشدة التي ختمت بها عام 2017، وبدأت بها عام 2018، في حين يتكرر المشهد مرة أخرى، على وقع احتجاجات حاشدة أنهى بها الإيرانيون احتجاجاتهم ضد نظام "ولاية الفقيه"، لكي يبدأوا 2019 باحتجاجات يأمل من خلالها الايرانيون إسقاط نظام الملالي بعد 4 عقود لم يجني فيها الشعب الإيراني غير سواءات "الملالي" بعد تدهور الاقتصاد وتضييق الحريات واضطهاد الأقليات.

وأثارت قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الداخل والخارج، الجدل، في الكثير من الأحيان، لاسيما ما يتعلق بانسحابه من سوريا، وقبلها، انسحابه من الاتفاق النووي الذي أبرمته القوى العظمى مع إيران في يوليو 2015، قبل أن يعلن اعترافه بالقدس المحتلة عاصمة لاسرائيل وقراره نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المقدسة، في حين شكل لقائه بزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون نقطة تحول تاريخية بشأن العلاقات بين واشنطن وبيونغ يانغ. وعلى المستوى الداخلي، كان لقرارات ترامب الأثر الأكبر في الاستقالات التي شهدتها اداراته، حيث شهد 2018 تسجيل أكبر عدد من الاستقالات في تاريخ الإدارات الأمريكية بالبيت الأبيض.

ولا يزال العالم يواجه فلول تنظيم الدولة "داعش"، في مناطق مختلفة من العالم، لاسيما بعد الإعلان عن القضاء عليه في نهاية 2017.

وفي الصفحات التالية تستعرض "الوطن"، بالتحليل، عبر شبكة مراسليها، أبرز الأحداث في 2018، واستشرافات المستقبل في 2019.