باريس - لوركا خيزران
شهدت فرنسا خلال عام 2018 أحداثاً مفصلية عدة أثرت على سير العملية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الرياضية في البلاد، على رأسها احتجاجات "السترات الصفراء" غير المسبوقة في البلاد إضافة إلى اعتداءات "إرهابية" آخرها إطلاق رصاص من قبل متطرف تسبب بمقتل 4 أشخاص في مدينة ستراسبورغ، فيما نجح منتخب فرنسا لكرة القدم بالفوز بكأس العالم لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه بعد انتظار دام 20 عاماً.
"السترات الصفراء"
حركة "السترات الصفراء" الاحتجاجية انطلقت في 17 نوفمبر على وسائل التواصل الاجتماعي كردّ فعل على ارتفاع أسعار الوقود، واتسعت الحركة لينزل عشرات آلاف المتظاهرين إلى الشوارع مع ارتفاع سقف مطالب المحتجين الذين اشتكوا من غياب المساواة الاجتماعية بين الأغنياء والفقراء وتدني القدرة الشرائية وزيادة الضرائب.
شرطة مكافحة الشغب واجهت منذ اندلاع الاحتجاجات لحظات صعبة للسيطرة على المتظاهرين الذين تسببوا في دمار بعض أحياء العاصمة باريس الرمزية، على غرار جادة الشانزليزيه، بعد أن أضرموا النار في السيارات ونهبوا المتاجر والمقاهي في أسوأ أعمال شغب تشهدها العاصمة منذ الاحتجاجات الطلابية في العام 1968 من القرن الماضي.
ورغم التعبئة التي شهدتها الاحتجاجات، فإنّ حركة "السترات الصفراء" لا تملك قيادة محددة أو مجموعة رسمية، مما جعل من الصعب على الحكومة التعامل معها.
وسقط خلال احتجاجات السترات الصفراء 10 قتلى ومئات الجرحى، كما اعتقلت السلطات الفرنسية المئات، ولم تفلح إجراءات اتخذها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بانهاء الاحتجاجات، وإن هدأت وتيرتها أواخر العام.
اعتداءات "إرهابية"
سجل عام 2018 عدة اعتداءات إرهابية، وخروقات أمنية آخرها في ديسمبر حيث أطلق المدعو شريف شيكات النار في سوق هدايا لعيد الميلاد في مدينة ستراسبورغ ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص بينهم 4 أشخاص أجانب أو من أصول غير فرنسية.
ونجحت الشرطة الفرنسية بقتل المهاجم وهو شاب فرنسي من أصول مغربية يبلغ من العمر "29 عاما" في منطقة نويدورف، ميناو في ستراسبورغ بعد عملية أمنية شنتها الشرطة على بعد نحو كيلومترين من موقع الهجوم.
وبحسب مصدر قضائي فرنسي إن منفذ اعتداء ستراسبورغ،، أعلن ولاءه لتنظيم داعش" المتطرف في مقطع فيديو، قبل تنفيذه الهجوم.
ومباشرة بعد وقوع الحادث، أعلن التنظيم المتطرف أن شيكات كان أحد "جنوده"، لكن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير أبدى، آنذاك، شكوكاً حيال ذلك.
وفي أغسطس الماضي، قُتِلت امرأتان في هجوم بسكين، تبناه تنظيم الدولة "داعش"، من دون أن يقدم دليلاً على صحة ذلك، بضاحية تراب في العاصمة الفرنسية باريس، فيما كانت القتيلتان هما أم وأخت المهاجم الذي أصاب شخصاً ثالثاً بجروح خطيرة.
ونفذ المهاجم، الذي يبلغ من العمر 36 عاماً، هجومه بالشارع في وضح النهار قبل أن يحتمي بأحد المنازل، وتبين أن الرجل يعاني اضطرابات نفسية شديدة، وقد أطلقت الشرطة النار عليه وقتلته بعدما غادر أحد المنازل.
وفي شهر يونيو، انتهت عملية احتجاز رهائن في الدائرة العاشرة بالعاصمة الفرنسية باريس باعتقال المختطف وتحرير شخصين تم احتجازهما لساعات من قبل منفذ العملية، الذي كان طلب قبل اعتقاله التواصل مع سفير إيران لدى باريس، من دون أن تتضح دوافعه على الفور.
واقتحمت قوة من الشرطة المبنى الذي كان يتحصن فيه المختطف، وتمكنت من اعتقاله وتحرير شخصين كانا يحتجزهما. ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن مصادر أمنية حينها أن منفذ العملية سكب البنزين على أحد الرهينتين.
وفي مايو نفذ فرنسي ولد في الشيشان ومعروف لدى أجهزة الاستخبارات هجوما بالسكين وسط باريس في شارع مونسينيي القريب من دار الأوبرا وسط العاصمة الفرنسية في حي سياحي يضم مطاعم وحانات.، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أربعة بجروح. وفي وقت لاحق تبنى الهجوم تنظيم الدولة، بينما وضع والداه في الحبس على ذمة التحقيق.
وصرخ المهاجم الشاب الفرنسي المولود في الشيشان "الله أكبر" أثناء تنفيذه الاعتداء.
ووصلت الشرطة إلى موقع الاعتداء "في غضون خمس دقائق" من وقوعه، حيث لقي المهاجم حتفه بعد تسع دقائق من وصول عناصر الأمن.
وفي شهر مارس سقط 3 قتلى في جنوب فرنسا بعدما سرق مسلح سيارة واحتجز رهائن في متجر ببلدة تريب، في حادث وصفته السلطات الفرنسية بأنه "هجوم إرهابي"، فيما قتلت قوات الأمن الفرنسية المسلح بعد حوالي 4 ساعات من احتجازه الرهائن في المتجر.
ومنفذ الهجوم يدعى رضوان لقديم ويبلغ من العمر 26 عاما، وكان معروفاً للسلطات الأمنية لارتكابه جرائم أمنية صغيرة منها حيازة المخدرات.
وادعى تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم، فيما وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحادث بأنه "هجوم إرهابي إسلامي".
كأس العالم يعود لفرنسا بعد 20 عاماً
أصبحت فرنسا ثالث منتخب عالمي يحقق كأس العالم مرتين، بعد الفوز بنهائي كأس العالم "روسيا 2018"، بالفوز على كرواتيا بأربعة أهداف مقابل هدفين على أرضية ملعب لوجينيكي. لتعود الديوك الفرنسية على منصات التتويج باللقب الثاني في النهائي الثالث لها، بعد 20 عاماً منذ الفوز باللقب الأول في فرنسا 1998، بينما خسر المنتخب الكرواتي المباراة النهائية وكسب احترام العالم.
{{ article.visit_count }}
شهدت فرنسا خلال عام 2018 أحداثاً مفصلية عدة أثرت على سير العملية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الرياضية في البلاد، على رأسها احتجاجات "السترات الصفراء" غير المسبوقة في البلاد إضافة إلى اعتداءات "إرهابية" آخرها إطلاق رصاص من قبل متطرف تسبب بمقتل 4 أشخاص في مدينة ستراسبورغ، فيما نجح منتخب فرنسا لكرة القدم بالفوز بكأس العالم لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه بعد انتظار دام 20 عاماً.
"السترات الصفراء"
حركة "السترات الصفراء" الاحتجاجية انطلقت في 17 نوفمبر على وسائل التواصل الاجتماعي كردّ فعل على ارتفاع أسعار الوقود، واتسعت الحركة لينزل عشرات آلاف المتظاهرين إلى الشوارع مع ارتفاع سقف مطالب المحتجين الذين اشتكوا من غياب المساواة الاجتماعية بين الأغنياء والفقراء وتدني القدرة الشرائية وزيادة الضرائب.
شرطة مكافحة الشغب واجهت منذ اندلاع الاحتجاجات لحظات صعبة للسيطرة على المتظاهرين الذين تسببوا في دمار بعض أحياء العاصمة باريس الرمزية، على غرار جادة الشانزليزيه، بعد أن أضرموا النار في السيارات ونهبوا المتاجر والمقاهي في أسوأ أعمال شغب تشهدها العاصمة منذ الاحتجاجات الطلابية في العام 1968 من القرن الماضي.
ورغم التعبئة التي شهدتها الاحتجاجات، فإنّ حركة "السترات الصفراء" لا تملك قيادة محددة أو مجموعة رسمية، مما جعل من الصعب على الحكومة التعامل معها.
وسقط خلال احتجاجات السترات الصفراء 10 قتلى ومئات الجرحى، كما اعتقلت السلطات الفرنسية المئات، ولم تفلح إجراءات اتخذها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بانهاء الاحتجاجات، وإن هدأت وتيرتها أواخر العام.
اعتداءات "إرهابية"
سجل عام 2018 عدة اعتداءات إرهابية، وخروقات أمنية آخرها في ديسمبر حيث أطلق المدعو شريف شيكات النار في سوق هدايا لعيد الميلاد في مدينة ستراسبورغ ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص بينهم 4 أشخاص أجانب أو من أصول غير فرنسية.
ونجحت الشرطة الفرنسية بقتل المهاجم وهو شاب فرنسي من أصول مغربية يبلغ من العمر "29 عاما" في منطقة نويدورف، ميناو في ستراسبورغ بعد عملية أمنية شنتها الشرطة على بعد نحو كيلومترين من موقع الهجوم.
وبحسب مصدر قضائي فرنسي إن منفذ اعتداء ستراسبورغ،، أعلن ولاءه لتنظيم داعش" المتطرف في مقطع فيديو، قبل تنفيذه الهجوم.
ومباشرة بعد وقوع الحادث، أعلن التنظيم المتطرف أن شيكات كان أحد "جنوده"، لكن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير أبدى، آنذاك، شكوكاً حيال ذلك.
وفي أغسطس الماضي، قُتِلت امرأتان في هجوم بسكين، تبناه تنظيم الدولة "داعش"، من دون أن يقدم دليلاً على صحة ذلك، بضاحية تراب في العاصمة الفرنسية باريس، فيما كانت القتيلتان هما أم وأخت المهاجم الذي أصاب شخصاً ثالثاً بجروح خطيرة.
ونفذ المهاجم، الذي يبلغ من العمر 36 عاماً، هجومه بالشارع في وضح النهار قبل أن يحتمي بأحد المنازل، وتبين أن الرجل يعاني اضطرابات نفسية شديدة، وقد أطلقت الشرطة النار عليه وقتلته بعدما غادر أحد المنازل.
وفي شهر يونيو، انتهت عملية احتجاز رهائن في الدائرة العاشرة بالعاصمة الفرنسية باريس باعتقال المختطف وتحرير شخصين تم احتجازهما لساعات من قبل منفذ العملية، الذي كان طلب قبل اعتقاله التواصل مع سفير إيران لدى باريس، من دون أن تتضح دوافعه على الفور.
واقتحمت قوة من الشرطة المبنى الذي كان يتحصن فيه المختطف، وتمكنت من اعتقاله وتحرير شخصين كانا يحتجزهما. ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن مصادر أمنية حينها أن منفذ العملية سكب البنزين على أحد الرهينتين.
وفي مايو نفذ فرنسي ولد في الشيشان ومعروف لدى أجهزة الاستخبارات هجوما بالسكين وسط باريس في شارع مونسينيي القريب من دار الأوبرا وسط العاصمة الفرنسية في حي سياحي يضم مطاعم وحانات.، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أربعة بجروح. وفي وقت لاحق تبنى الهجوم تنظيم الدولة، بينما وضع والداه في الحبس على ذمة التحقيق.
وصرخ المهاجم الشاب الفرنسي المولود في الشيشان "الله أكبر" أثناء تنفيذه الاعتداء.
ووصلت الشرطة إلى موقع الاعتداء "في غضون خمس دقائق" من وقوعه، حيث لقي المهاجم حتفه بعد تسع دقائق من وصول عناصر الأمن.
وفي شهر مارس سقط 3 قتلى في جنوب فرنسا بعدما سرق مسلح سيارة واحتجز رهائن في متجر ببلدة تريب، في حادث وصفته السلطات الفرنسية بأنه "هجوم إرهابي"، فيما قتلت قوات الأمن الفرنسية المسلح بعد حوالي 4 ساعات من احتجازه الرهائن في المتجر.
ومنفذ الهجوم يدعى رضوان لقديم ويبلغ من العمر 26 عاما، وكان معروفاً للسلطات الأمنية لارتكابه جرائم أمنية صغيرة منها حيازة المخدرات.
وادعى تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم، فيما وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحادث بأنه "هجوم إرهابي إسلامي".
كأس العالم يعود لفرنسا بعد 20 عاماً
أصبحت فرنسا ثالث منتخب عالمي يحقق كأس العالم مرتين، بعد الفوز بنهائي كأس العالم "روسيا 2018"، بالفوز على كرواتيا بأربعة أهداف مقابل هدفين على أرضية ملعب لوجينيكي. لتعود الديوك الفرنسية على منصات التتويج باللقب الثاني في النهائي الثالث لها، بعد 20 عاماً منذ الفوز باللقب الأول في فرنسا 1998، بينما خسر المنتخب الكرواتي المباراة النهائية وكسب احترام العالم.