أكد وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هانت، أن بريطانيا ستظل بلداً يفوق نفوذها الدولي حجمها حتى بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وذلك قبل تصويت مهم للبرلمان البريطاني على مشروع اتفاق بريكست.

وقال هانت في سنغافورة إن بريطانيا ليست قوة عظمى، ولا تمتلك إمبراطورية، ولكنها لا تزال تمتلك قوة عسكرية واقتصادية وعلاقات دبلوماسية تؤهلها للعب دور كبير في الشؤون العالمية.

ومن المقرر أن يناقش البرلمان مشروع اتفاق بريكست الأسبوع المقبل قبل تصويت حاسم في الأسبوع الذي يليه، فيما تستعد البلاد لمغادرة الاتحاد الأوروبي في أواخر مارس المقبل، وفقاً لوكالة "فرانس برس".

وفي كلمة حول دور بريطانيا على الساحة العالمية بعد بريكست، قال هانت إن بلاده ستبقى لاعباً عالمياً مؤثراً بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وحذر في الوقت ذاته من أن عدم التوصل إلى اتفاق "سيسبب اضطرابات يمكن أن تستمر لفترة".

وتوقع وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت يوم الأربعاء أن تجد رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، سبيلاً للحصول على موافقة مجلس العموم – البرلمان - على اتفاقها مع بروكسل للخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست".

وقد أرجأت ماي تصويت مجلس العموم على الاتفاق في ديسمبر، بعدما تأكدت من أن أكثرية من النواب سترفضه بصرف النظر عن انتماءاتهم الحزبية. وهي تسعى الآن للحصول على ضمانات أكثر من زعماء الاتحاد الأوروبي قبل تصويت سيجرى منتصف يناير الجاري.

وأضاف في منتدى دبلوماسي نظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومركزه لندن، أنه رغم أن بريطانيا يجب أن لا تبالغ في تقدير قوتها، يجب عليها كذلك أن لا تقلل من قدراتها.

وتابع "نحن لسنا قوة عظمى ولا نمتلك امبراطورية.. ولكننا نمتلك خامس أكبر اقتصاد في العالم، وثاني أكبر ميزانية عسكرية في حلف شمال الأطلسي، وثالث أكبر ميزانية مساعدات خارجية، وواحداً من أكبر مركزين ماليين عالميين، وأجهزة استخبارات فعالة للغاية، وشبكة دبلوماسية ذات مستوى عالمي، بما في ذلك عضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي".

وأشار هانت إلى أن بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي يمكنها أن تتعلم من نموذج سنغافورة الاقتصادي، خاصة استثمارها الطويل الأمد في التعليم والبنية التحتية ومساعيها لإقامة علاقات تجارية مع دول العالم.

وأضاف أن بريطانيا منفتحة على المحادثات بشأن اتفاق تجارة حرة مع دول اتحاد دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) العشر، وسترسل بعثة إلى مقر آسيا في جاكرتا في وقت لاحق من هذا العام "لإجراء هذه المناقشات على أسس أكثر تنسيقا".

وأكد أن بريطانيا تحرص على الانضمام إلى اتفاق الشراكة التجارية على طرفي المحيط الهادئ، وهو اتفاق للتجارة الحرة يشمل 11 دولة انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ويضم دولاً مثل أستراليا واليابان وكندا والمكسيك.

وكان رئيس وزراء اليابان شينزو آبي قال إنه سيتم الترحيب بانضمام بريطانيا إلى الاتفاق "بأذرع مفتوحة" بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وقال هانت الذي سيزور ماليزيا بعد أن يغادر سنغافورة "نحن منفتحون على الأمرين.. ونعتقد أن هذه ستكون فرصة كبيرة جدا".