باريس - لوركا خيزران

قالت السلطات الفرنسية، الثلاثاء، إن رجال الإطفاء قاموا بإخماد حريق بمبنى سكني في غرب باريس، أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 31 آخرين، فيما رجحت الشرطة أن يكون الحريق بدأ بفعل فاعل، إذ تم اعتقال امرأة على خلفية الحادث.

وقال مصدر في فوج الإطفاء الذي اضطلع بإطفاء الحريق لـ"الوطن" إن "إخماد الحريق استغرق ساعات بسبب ضخامته"، مشيراً إلى أن "المؤشرات الأولية تشير إلى أن الحريق بدأ من حرق سيارة وحاوية قمامة أسفل المبنى".

وأضاف "يبدو أن الحريق تم بفعل فاعل".

ونقلت قناة "فرانس انفو"، الثلاثاء أن "الحريق بدأ بعد منتصف ليلة الإثنين الثلاثاء وأن إحدى قاطنات المبنى تم اعتقالها عند الواحدة صباحا في مكان قريب من المبنى للاشتباه بمسؤوليتها عن إشعال الحريق".

وسبق للمتهمة الأربعينية أن دخلت مصحاً نفسياً لمرة واحدة على الأقل، وتقطن في الطابق الثاني من المبنى.

وذكرت الشرطة أن المتهمة أحرقت سيارة وحاوية قمامة أسفل المبنى، كما عثر على أدلة تشير إلى أن عدة حرائق اشتعلت في الطوابق الثاني والسابع والثامن، ما يرجح الخلفية الجرمية للحادث.

ولم تتبين بعد دوافع المرأة لإشعال الحريق الذي شارك عشرات رجال الإطفاء في إخماده.

وذكر المدعي العام في باريس أن سيدة اعتقلت في إطار التحقيق المتعلق بنشوب حريق ضخم في مبنى سكني، حيث تشتبه السلطات في أن الحريق كان عملاً إجرامياً.

وقال ريمي هيتس، للصحافيين، الثلاثاء، "التحقيق بدأ للتو ومن المبكر للغاية تحديد سبب نشوب الحريق لكن التعمد فرضية مرجحة".

وأضاف أن سيدة من سكان المبنى اعتقلت في مكان قريب.

ويتألف المبنى من 8 طوابق ويقع في الحي السادس عشر الراقي بالمدينة.

ويبعد المبنى حوالي كيلومتر واحد عن ملعب "رولان غاروس"، الذي يستضيف بطولة فرنسا المفتوحة للتنس، وهو قريب أيضاً من متنزه "غابة بولونيا" الشهير على الحافة الغربية للمدينة.

والدائرة السادسة عشرة واحدة من أكثر المناطق الراقية والهادئة في باريس.

وتواجد أكثر من 200 رجل إطفاء وإسعاف في موقع الحادث، كما أغلق الشارع الذي يقع فيه المبنى، وفقاً للشرطة.

وأجلت السلطات سكان بعض البنايات المجاورة.

ويأتي الحريق بعد حريق قوي نجم عن تسرب غاز الشهر الماضي، أودى بحياة أربعة أشخاص في الدائرة التاسعة في باريس.

ففي نهاية ديسمبر الماضي لقيت امرأتان وفتاتان حتفهما اختناقاً في الحريق الذي اندلع في مبنى، يضم شققاً شمال شرق باريس.

وشهدت باريس مؤخراً عدداً كبيراً من الحرائق معظمها جراء تسرب الغاز، ما أودى بحياة العشرات وتسبب بمئات الإصابات، ما أثار جدلاً حول إجراءات الأمن والسلامة المتبعة في التجمعات السكنية بباريس حيال الحرائق.