واشنطن - (وكالات): يلقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت لاحق، خطابه عن حال الاتحاد الذي تعهد بأن يحمل نبرة تصالحية، لكن الأجواء السياسية المشحونة في واشنطن ومشروعه المثير للجدل لبناء جدار على حدود المكسيك سيضعانه في موقف صعب أمام الكونغرس.

وعادة ما تتخلل خطاب الرئيس السنوي أمام الكونغرس العبارات المنمقة ويصاحبه تصفيق لا ينتهي.

إلا أنه يصعب التنبؤ بخطاب ترامب عن حال الاتحاد الذي تأجل وسط سجالات في واشنطن.

ويروج البيت الأبيض لخطاب "مفعم بالتفاؤل" و"الوحدة" بل يذهب أبعد من ذلك متحدثاً عن كلمة "استشرافية" تأتي في منتصف عهد الرئيس.

وبحسب مقتطفات نشرت الجمعة، يتوقع ترامب أن يتمكن الجمهوريين والديموقراطيين من "إنهاء عقود من الجمود السياسي".

لكن المزاج العام في واشنطن لا يبعث على التفاؤل في أعقاب المواجهة بين ترامب ومجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون على خلفية مطالبته بتمويل الجدار الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك.

وتسبب الخلاف المرتبط بهذا الملف بإغلاق جزئي لإدارات الحكومة الفدرالية استمر خمسة أسابيع وأدى إلى تأجيل خطاب حال الاتحاد بأسبوع.

وبينما يلقي ترامب خطابه، ستجلس على بعد أمتار خلفه رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي.

وأثارت بيلوسي حفيظة ترامب منذ ديسمبر عبر معارضتها مشروع الجدار. ولا توجد مؤشرات كبرى على تحسن في العلاقات قبل انقضاء مهلة 15 فبراير المحددة للكونغرس للموافقة على تمويل بناء الجدار الحدودي أو مواجهة اندلاع نزاع جديد.

وفي مقابلة على قناة "سي بي إس"، وصف ترامب رئيسة مجلس النواب بأنها "متصلبة" في مواقفها "وسيئة للغاية بالنسبة للبلاد".

وفي حال تشبث الكونغرس بموقفه، يهدد ترامب بتكرار تكتيك إغلاق إدارات الحكومة الذي تسبب في وقت سابق هذا العام بتجميد 800 ألف وظيفة فيدرالية بشكل مؤقت.

وكخيار بديل، بإمكان الرئيس تجاوز الكونغرس برمته وإعلان حالة الطوارئ الوطنية مبرراً ذلك بما يصفه بأنه غزو لم يصفهم بأنهم "مجرمون" عبر الحدود، في مسعى بالتالي لضمان الحصول على تمويل للجدار.

وبإمكان تحرك من هذا القبيل أن يسفر عن غضب ودعاوى قضائية تتهم الرئيس بخلق أزمة لتحقيق مكاسب سياسية.

وأشار ترامب بالفعل إلى أنه قد يعلن حالة الطوارئ خلال خطابه.

وتقليديا، يعد خطاب حال الاتحاد فرصة للرئيس الأمريكي لاستعراض إنجازاته وتقديم اقتراحات جديدة واسعة النطاق.

ويتوقع أن يشيد ترامب بالاقتصاد الأمريكي القوي، وهي مسألة تشكل أساس حملة إعادة انتخابه المقبلة في 2020. ويشير البيت الأبيض كذلك إلى أنه سيقترح الإنفاق على البنى التحتية، وهو ملف يتوقع أن يتفق الديموقراطيون بشأنه معه.

وفي موضوع أكثر إثارة للجدل، سيعلن ترامب عن نجاحات في مجال السياسة الخارجية، وهو ما يعني أنه سيدافع عن تحركه الذي قوبل بانتقادات من بعض الأجهزة الأمنية والجمهوريين، بسحب الجنود الأمريكيين من سوريا وأفغانستان في أقرب وقت ممكن.

ويتوقع كذلك أن يعرض ترامب على الكونغرس آخر التطورات المرتبطة بملف المحادثات التجارية مع الصين وعن نيته عقد قمة ثانية مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون الذي يحاول إقناعه بالتخلي عن أسلحة بلاده النووية.

وقد يستغل سيد البيت الأبيض كذلك هذه المناسبة لتكثيف الضغط على رئيس فنزويلا اليساري نيكولاس مادورو في وقت تشمل قائمة المدعوين لحضور الخطاب مبعوث زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو إلى واشنطن.

وسيقابل كل إعلان عن نجاح حققه ترامب بتصفيق من قبل المشرعين الجمهوريين.

وأما المعارضة، فقد تتعامل بصمت مع معظم أجزاء الخطاب أو حتى بعبارات منتقدة على غرار "أنت تكذب" التي هتف بها أحد الحاضرين خلال خطاب الرئيس السابق باراك أوباما في 2009.

وسيكون أعضاء لجان تحقيق تابعة لمجلس النواب تنظر في مسائل تتعلق بتعاملات الرئيس المالية وغيرها من المسائل الحساسة بين الجهات التي ستصوب أنظارها على ترامب.

وذلك إلى جانب التقرير الضخم الذي يعده المدعي الخاص روبرت مولر المكلف بالتحقيق في مسألة التعاون المحتمل بين فريق حملة ترامب الانتخابية والكرملين.

ولذلك، لا يستبعد أن يعرب ترامب عن غضبه خلال الخطاب المنتظر، لكن بيلوسي وأعضاء حزبها الديمقراطي سيكونون له بالمرصاد.