باريس - لوركا خيزران
لم تلق دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرنسا لاستعادة مقاتلين فرنسيين متشددين انضموا لتنظيم الدولة "داعش" ترحيبا في الإليزيه حيث قالت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه إن "بلادها لن تتخذ أي إجراء في الوقت الحالي بناء على دعوة ترامب"، مؤكدة أن "باريس ستعيد المقاتلين على أساس مبدأ كل حالة على حدة"، بينما قال الحقوقي الفرنسي جويل بيرتون لـ"الوطن" إن "هناك موانع أمنية وقضائية لدى باريس لاستعادة هؤلاء المقاتلين".
ويساور القلق الحكومات في أوروبا بشأن موضوع "الدواعش" العائدين من سوريا والعراق والمقدر عددهم بالمئات، بعد خسارة التنظيم المسلح غالبية معاقله في مناطق الصراع.
وقال الحقوقي الفرنسي جويل بيرتون لـ"الوطن"، "رغم القناعة بعدم وجود نظام قضائي راسخ لدى قوات "سوريا الديمقراطية"، والمخاوف من غياب الضمانات بمحاكمات عادلة للفرنسيين المعتقلين، إلا أن السماح بإعادتهم لفرنسا يصطدم بمخاوف من أن يطلق هؤلاء المقاتلون بعد فترة قصيرة من اعتقالهم، والمخاوف تتركز على أنه يصعب الحصول على أدلة من أرض الميدان الذي عاش وقاتل فيه هؤلاء لإدانتهم أمام القضاء بالدول الأوروبية".
ويبدو أن أمام "الدواعش" الأوروبيين سيناريوهات عدة بينها أن يحاكموا لدى الجهات والدول التي اعتقلوا فيها، حيث لا تمانع الدول الأوروبية لاسيما فرنسا وبريطانيا أن يحاكم مواطنوها أمام محاكم تشكلها قوات "سوريا الديمقراطية"، أو أن ينقل هؤلاء لدولهم للمثول أمام قضائها، وهذا ما تطالب به الولايات المتحدة، وتبدو ألمانيا الأقل تشدداً لقبول هذا السيناريو، بينما ترفضه بريطانيا وفرنسا، أو أن ينقلوا جميعا أو جزء منهم لمعتقل غوانتانامو الذي قررت الولايات المتحدة بعهد الرئيس السابق باراك أوباما إغلاقه.
ويبدو أن مقاتلين تدعمهم الولايات المتحدة يتأهبون لانتزاع السيطرة على آخر معقل لتنظيم الدولة "داعش"، في سوريا، وألح ترامب على فرنسا وبريطانيا وألمانيا لاستعادة أكثر من 800 مقاتل من التنظيم تم اعتقالهم وأن تقوم بمحاكمتهم.
وتعهد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا بعد تحقيق النصر على التنظيم المتطرف على الأرض، مما أثار مخاوف في باريس وعواصم أوروبية أخرى بشأن احتمال محاولة متشددين من هذه الدول العودة إلى بلدانهم.
وقالت بيلوبيه لقناة "فرانس 2"، التلفزيونية، "هناك وضع جيوسياسي جديد في ظل الانسحاب الأمريكي. ولن نغير سياستنا في الوقت الحالي، لن تستجيب فرنسا في هذه المرحلة لمطالب ترامب".
وتقضي سياسة الحكومة الفرنسية برفض استعادة المقاتلين وزوجاتهم رفضا قاطعا. وأشار إليهم وزير الخارجية جان إيف لو دريان باعتبارهم "أعداء" الأمة الذين يجب أن يمثلوا أمام العدالة سواء في سوريا أو العراق.
لكن وزير الداخلية كريستوف كاستانير أعلن أواخر يناير أن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا أجبر فرنسا على الاستعداد لعودة عشرات المتشددين الفرنسيين الذين تحتجزهم سلطات كردية مدعومة من واشنطن.
وتحاول باريس بالفعل إعادة القصر على أساس مبدأ كل حالة على حدة.
وقالت مصادر عسكرية ودبلوماسية إن قوات "سوريا الديمقراطية" التي يهيمن عليها الأكراد تحتجز نحو 150 مواطناً فرنسيا في شمال شرق سوريا بينهم 50 بالغاً.
وكانت وزارة الداخلية الألمانية قالت الأحد إنه "لا يمكن لألمانيا استعادة مقاتلي تنظيم الدولة "داعش"، الذين اعتقلوا في سوريا إلا إذا سمح لهم بزيارات قنصلية لتقلل بذلك من احتمال أن تلبي برلين مطالب قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحلفائه الأوروبيين
وتقول السلطات الألمانية إن نحو 1050 شخصا سافروا من ألمانيا إلى منطقة القتال في سوريا والعراق منذ 2013 وقد عاد ثلثهم تقريبا بالفعل إلى ألمانيا.
{{ article.visit_count }}
لم تلق دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرنسا لاستعادة مقاتلين فرنسيين متشددين انضموا لتنظيم الدولة "داعش" ترحيبا في الإليزيه حيث قالت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه إن "بلادها لن تتخذ أي إجراء في الوقت الحالي بناء على دعوة ترامب"، مؤكدة أن "باريس ستعيد المقاتلين على أساس مبدأ كل حالة على حدة"، بينما قال الحقوقي الفرنسي جويل بيرتون لـ"الوطن" إن "هناك موانع أمنية وقضائية لدى باريس لاستعادة هؤلاء المقاتلين".
ويساور القلق الحكومات في أوروبا بشأن موضوع "الدواعش" العائدين من سوريا والعراق والمقدر عددهم بالمئات، بعد خسارة التنظيم المسلح غالبية معاقله في مناطق الصراع.
وقال الحقوقي الفرنسي جويل بيرتون لـ"الوطن"، "رغم القناعة بعدم وجود نظام قضائي راسخ لدى قوات "سوريا الديمقراطية"، والمخاوف من غياب الضمانات بمحاكمات عادلة للفرنسيين المعتقلين، إلا أن السماح بإعادتهم لفرنسا يصطدم بمخاوف من أن يطلق هؤلاء المقاتلون بعد فترة قصيرة من اعتقالهم، والمخاوف تتركز على أنه يصعب الحصول على أدلة من أرض الميدان الذي عاش وقاتل فيه هؤلاء لإدانتهم أمام القضاء بالدول الأوروبية".
ويبدو أن أمام "الدواعش" الأوروبيين سيناريوهات عدة بينها أن يحاكموا لدى الجهات والدول التي اعتقلوا فيها، حيث لا تمانع الدول الأوروبية لاسيما فرنسا وبريطانيا أن يحاكم مواطنوها أمام محاكم تشكلها قوات "سوريا الديمقراطية"، أو أن ينقل هؤلاء لدولهم للمثول أمام قضائها، وهذا ما تطالب به الولايات المتحدة، وتبدو ألمانيا الأقل تشدداً لقبول هذا السيناريو، بينما ترفضه بريطانيا وفرنسا، أو أن ينقلوا جميعا أو جزء منهم لمعتقل غوانتانامو الذي قررت الولايات المتحدة بعهد الرئيس السابق باراك أوباما إغلاقه.
ويبدو أن مقاتلين تدعمهم الولايات المتحدة يتأهبون لانتزاع السيطرة على آخر معقل لتنظيم الدولة "داعش"، في سوريا، وألح ترامب على فرنسا وبريطانيا وألمانيا لاستعادة أكثر من 800 مقاتل من التنظيم تم اعتقالهم وأن تقوم بمحاكمتهم.
وتعهد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا بعد تحقيق النصر على التنظيم المتطرف على الأرض، مما أثار مخاوف في باريس وعواصم أوروبية أخرى بشأن احتمال محاولة متشددين من هذه الدول العودة إلى بلدانهم.
وقالت بيلوبيه لقناة "فرانس 2"، التلفزيونية، "هناك وضع جيوسياسي جديد في ظل الانسحاب الأمريكي. ولن نغير سياستنا في الوقت الحالي، لن تستجيب فرنسا في هذه المرحلة لمطالب ترامب".
وتقضي سياسة الحكومة الفرنسية برفض استعادة المقاتلين وزوجاتهم رفضا قاطعا. وأشار إليهم وزير الخارجية جان إيف لو دريان باعتبارهم "أعداء" الأمة الذين يجب أن يمثلوا أمام العدالة سواء في سوريا أو العراق.
لكن وزير الداخلية كريستوف كاستانير أعلن أواخر يناير أن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا أجبر فرنسا على الاستعداد لعودة عشرات المتشددين الفرنسيين الذين تحتجزهم سلطات كردية مدعومة من واشنطن.
وتحاول باريس بالفعل إعادة القصر على أساس مبدأ كل حالة على حدة.
وقالت مصادر عسكرية ودبلوماسية إن قوات "سوريا الديمقراطية" التي يهيمن عليها الأكراد تحتجز نحو 150 مواطناً فرنسيا في شمال شرق سوريا بينهم 50 بالغاً.
وكانت وزارة الداخلية الألمانية قالت الأحد إنه "لا يمكن لألمانيا استعادة مقاتلي تنظيم الدولة "داعش"، الذين اعتقلوا في سوريا إلا إذا سمح لهم بزيارات قنصلية لتقلل بذلك من احتمال أن تلبي برلين مطالب قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحلفائه الأوروبيين
وتقول السلطات الألمانية إن نحو 1050 شخصا سافروا من ألمانيا إلى منطقة القتال في سوريا والعراق منذ 2013 وقد عاد ثلثهم تقريبا بالفعل إلى ألمانيا.