باريس - لوركا خيزران

عشية إعلان حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نتائج الحوار الوطني في محاولة لمواجهة المظاهرات المطالبة بتحسين مستوى المعيشة والسياسات الضريبية، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية عن أرقام تفيد بأن احتجاجات السترات الصفراء للأسبوع الـ21 سجلت أدنى نسبة مشاركة منذ انطلاق الاحتجاجات. من جانبه، قال المحلل السياسي فرانك سيرغالا لـ"الوطن" إن "تراجع احتجاجات السترات الصفراء له أسباب كثيرة، لكن أبرزها الآن انتظار نتائج الحوار الوطني الذي أطلقه ماكرون".

واعتبر سيرغالا أنه "في حال تقديم نتائج غير مرضية سيتجدد بعض زخم الاحتجاجات، لكنها بكل تأكيد لن تعود إلى سابق عهدها".

محتجو حركة "السترات الصفراء" تابعوا مظاهراتهم السبت في تحركهم الحادي والعشرين، والذي شكل أضعف تحركاتهم من حيث العدد منذ انطلاق الاحتجاجات منذ نحو 5 أشهر.

وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن عدد المشاركين في مظاهرات السبت بلغ 22 ألفاً و300 شخص، وهي أضعف مشاركة منذ 17 أكتوبر 2018، حين انطلقت الاحتجاجات بنحو 280 ألف مشارك.

واحتشد آلاف المتظاهرين في باريس ومدن فرنسية أخرى، السبت للأسبوع الحادي والعشرين على التوالي ضمن احتجاجات السترات الصفراء المناهضة للحكومة، لكن المسيرات كانت سلمية إلى حد بعيد.

يأتي ذلك في الوقت الذي اختتم فيه الرئيس إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع شهرين من نقاشات مجتمعية على مستوى البلاد في إطار مبادرة "الحوار الموسع" التي أطلقها.

ومن المقرر أن يقدم رئيس الوزراء إدوار فيليب الإثنين ملخصاً بالنتائج الأولية التي تمخضت عن ساعات من المناقشات مع رؤساء بلديات ومسؤولين وطلاب وعمال ومفكرين وما يصل إلى 1.9 مليون مساهمة عبر الإنترنت.

وبحلول مساء السبت، كانت السلطات قد ألقت القبض على 43 شخصاً في باريس كما وقعت اشتباكات قليلة مع الشرطة في مدينة روان على هامش مظاهرات سلمية في مجملها.

وشارك محتجون يرفعون الأعلام الفرنسية ولافتات تطالب باستفتاءات طرحها المواطنون في مسيرات سلمية في بوردو وليل.

وفي منتصف نوفمبر، تظاهر نحو 300 ألف شخص في أنحاء البلاد.

ونظم احتجاجان في باريس شارك فيهما 3500 شخص مقابل 4000 متظاهر في الأسبوع الماضي.