واشنطن - نشأت الإمام
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن "نيته الترشح رسمياً لولاية رئاسية ثانية في 18 يونيو الجاري".
وقال ترامب في تغريدة على "تويتر"، "سأعلن مشاركتي في الولاية الرئاسية الثانية مع السيدة الأولى ميلانيا، والنائب مايك بينس، والسيدة الثانية كارين بينس، في 18 يونيو بأورلاندو بولاية فلوريدا".
ووجه ترامب من خلال التغريدة "الدعوة لمناصريه ومحبيه للانضمام له في هذا التجمع التاريخي".
وترى المحللة السياسية سارة برنارد أن "خطاب ترامب الذي أعلنه قبل أربعة أعوام، والذي اتهم فيه المكسيكيين بكونهم مجرمين وأتوا بالمخدرات إلى الولايات المتحدة، كان بمثابة نذير للحملة الانتخابية والرئاسة التي ستأتي".
وقالت برنارد لـ"الوطن"، "واحد من الوعود الانتخابية القوية كان بناء جدار المكسيك، وهو ما شرع فيه ترامب فعلاً وبسببه أدى الصراع بين ترامب والديمقراطيين إلى إغلاق الحكومة والتلويح بإعلان حالة الطوارئ". وذكرت أنه "فعلياً لم يتم بناء الجدار كما وعد به ترامب، لكنه مازال يدغدغ به حواس مؤيديه".
وأضافت برنارد "التشدد بشأن قوانين الهجرة ووضعه لكثير من القيود حولها، وأيضاً ما قام به تجاه حظر رعايا عدد من الدول من الدخول للولايات المتحدة، وإن كانت المحاكم الأمريكية قد أبطلت معظم ذلك، لكنه أكد من خلاله لأنصاره أن رجل ينفذ وعوده". وأشارت برنارد إلى أن "ترامب قام بالعديد من الإصلاحات الضريبية -وإن انتقدها البعض- لكنها أحدثت رضا في قطاعات واسعة من الشعب، وفي ما يلي الصحة رغم أنه قد صرح بأنه سيلغي نظام التأمين الصحي الذي أقامه سلفه باراك أوباما، إلا أنه لم يلغه، وهذا أحدث للمفارقة ارتياحاً لدى الطبقات الدنيا في المجتمع الأمريكي".
وألمحت برنارد إلى "وقوف ترامب مع مصنعي السلاح في أمريكا ومناصرتهم ضد سن قوانين تقييد حيازة السلاح، أفرز غضباً شعبياً ضده، باعتباره يفضل أن يناصر تجار السلاح الذين يدفعون بسخاء لحملته الانتخابية، ضد المواطنين الذين حصدت حوادث متفرقة من إطلاق النار أرواح العشرات منهم".
وأوضحت أن "شعبية ترامب بشكل عام لم تزدد خلال ما تم في فترته الأولى، فقط مناصرو أفكاره على قناعة تامة به، ولكنه لم يكسب أصوات جديدة، هذا بخلاف اتهامه بالتخابر مع دولة أجنبية في قضية التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الماضية، ومدى تأثير ذلك باهتزاز ثقة الناخب الأمريكي فيه".
من جهتها، قالت خبيرة العلوم السياسية سالي كوهين، إن "ترامب قد خاض حروباً، وأضرم نيران كثيفة في علاقات الولايات المتحدة بالعالم منذ مجيئه، وأدى ذلك لتعقيدات دبلوماسية متواصلة طوال فترته الرئاسية".
وأضافت كوهين في تصريحات لـ"الوطن" أن "ترامب دخل في نزاع تجاري مع الصين وهي أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، وسن قوانين في ظاهرها بعض الفوائد للاقتصاد، لكنها فعلياً ومن خلال زيادته للتعرفة الجمركية، فإنه أضر بالمستهلك الأمريكي من خلال زيادة الأسعار، وهذا يجعل هناك امتعاضاً منه".
وتابعت "كذلك أثرت قراراته من قبل على التجارة التي تجمع بين كندا والمكسيك والولايات المتحدة، فقد حاول تطبيق شعار "أمريكا الأفضل"، وسعى لفرض بنود جديدة على الاتفاقيات التجارية، مما كاد يؤدي إلى مقاطعات تجارية بين هذه البلدان، إلى أن سارع لتلافي هذه الأخطاء".
ورأت كوهين أن "تذبذب ترامب في علاقاته الخارجية أضر كثيراً بثقة الناخب الأمريكي فيه، على الرغم من أن المواطن الأمريكي يهمه وضعه في بلده في المقام الأول ولا يولي كثيراً اهتماماً بما يدور خارج أمريكا، لكن تظل أخبار إقدام ترامب على خطوات وتفاهمات في المحيط العالمي، ثم التراجع والنكوص عنها، مؤثراً يزعزع الثقة بينه ومواطنيه".
وأضافت كوهين "تعامله مع الملف السوري، وقراراته المتباينة في كثير من المواقف، يمكن أن يحسب عليه، وكذلك في العراق، وأخيرا مع إيران التي انسحب من الاتفاق النووي معها، وظل يفرض عليها المزيد من العقوبات، والآن الوضع ربما ينذر بالانفجار في أية لحظة". وأشارت إلى أنه "حدثت مواجهة مع إيران فإنه -للمفارقة- قد ترفع من أسهم ترامب داخلياً، إذ إن المواطن الأمريكي يتفاعل بشدة مع المهددات التي تمس سيادة الولايات المتحدة".
وأوضحت أن "اللقاء التاريخي بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، حظي بتفاعل واسع في وقته من الجمهور الأمريكي على اعتبار أن قمة الرئيسين كانت تاريخية، إلا أن عدم تحقيق نتائج ملموسة على صعيد تخلي كوريا عن أسلحتها النووية -بحسب التقارير الاستخباراتية- أدى إلى تضاءل أثر اللقاء مع تقادم الوقت".
لكن بحسب كوهين فإن "اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، وأخيراً اعترافه بالجولان كأرض إسرائيلية، جعل اللوبي اليهودي يشعر بكثير من الامتنان لترامب، مما يؤكد وقوف اللوبي خلفه بقوة في حملة ترشحه لولاية ثانية، ومعروف سيطرة هذا اللوبي على الإعلام، وعلى الكثير من مفاصل الاقتصاد في أمريكا".
وأوضحت كوهين أن "مدير الحملة هو براد بارسكيل، وهو يعمل يداً بيد مع اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، التي جمعت ما يقرب من 400 مليون دولار لخوض معركة إعادة الانتخاب منذ عام 2017، وجمع ترامب أكثر من 30 مليون دولار في الربع الأول من عام 2019 ولديه 40.8 مليون دولار نقداً مما جعله متقدماً جداً على أي مرشح رئاسي ديمقراطي".
يذكر أن ترامب تولى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، في 20 يناير 2017، ليصبح الرئيس رقم 45 لأمريكا منذ استقلالها عام 1776.
{{ article.visit_count }}
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن "نيته الترشح رسمياً لولاية رئاسية ثانية في 18 يونيو الجاري".
وقال ترامب في تغريدة على "تويتر"، "سأعلن مشاركتي في الولاية الرئاسية الثانية مع السيدة الأولى ميلانيا، والنائب مايك بينس، والسيدة الثانية كارين بينس، في 18 يونيو بأورلاندو بولاية فلوريدا".
ووجه ترامب من خلال التغريدة "الدعوة لمناصريه ومحبيه للانضمام له في هذا التجمع التاريخي".
وترى المحللة السياسية سارة برنارد أن "خطاب ترامب الذي أعلنه قبل أربعة أعوام، والذي اتهم فيه المكسيكيين بكونهم مجرمين وأتوا بالمخدرات إلى الولايات المتحدة، كان بمثابة نذير للحملة الانتخابية والرئاسة التي ستأتي".
وقالت برنارد لـ"الوطن"، "واحد من الوعود الانتخابية القوية كان بناء جدار المكسيك، وهو ما شرع فيه ترامب فعلاً وبسببه أدى الصراع بين ترامب والديمقراطيين إلى إغلاق الحكومة والتلويح بإعلان حالة الطوارئ". وذكرت أنه "فعلياً لم يتم بناء الجدار كما وعد به ترامب، لكنه مازال يدغدغ به حواس مؤيديه".
وأضافت برنارد "التشدد بشأن قوانين الهجرة ووضعه لكثير من القيود حولها، وأيضاً ما قام به تجاه حظر رعايا عدد من الدول من الدخول للولايات المتحدة، وإن كانت المحاكم الأمريكية قد أبطلت معظم ذلك، لكنه أكد من خلاله لأنصاره أن رجل ينفذ وعوده". وأشارت برنارد إلى أن "ترامب قام بالعديد من الإصلاحات الضريبية -وإن انتقدها البعض- لكنها أحدثت رضا في قطاعات واسعة من الشعب، وفي ما يلي الصحة رغم أنه قد صرح بأنه سيلغي نظام التأمين الصحي الذي أقامه سلفه باراك أوباما، إلا أنه لم يلغه، وهذا أحدث للمفارقة ارتياحاً لدى الطبقات الدنيا في المجتمع الأمريكي".
وألمحت برنارد إلى "وقوف ترامب مع مصنعي السلاح في أمريكا ومناصرتهم ضد سن قوانين تقييد حيازة السلاح، أفرز غضباً شعبياً ضده، باعتباره يفضل أن يناصر تجار السلاح الذين يدفعون بسخاء لحملته الانتخابية، ضد المواطنين الذين حصدت حوادث متفرقة من إطلاق النار أرواح العشرات منهم".
وأوضحت أن "شعبية ترامب بشكل عام لم تزدد خلال ما تم في فترته الأولى، فقط مناصرو أفكاره على قناعة تامة به، ولكنه لم يكسب أصوات جديدة، هذا بخلاف اتهامه بالتخابر مع دولة أجنبية في قضية التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الماضية، ومدى تأثير ذلك باهتزاز ثقة الناخب الأمريكي فيه".
من جهتها، قالت خبيرة العلوم السياسية سالي كوهين، إن "ترامب قد خاض حروباً، وأضرم نيران كثيفة في علاقات الولايات المتحدة بالعالم منذ مجيئه، وأدى ذلك لتعقيدات دبلوماسية متواصلة طوال فترته الرئاسية".
وأضافت كوهين في تصريحات لـ"الوطن" أن "ترامب دخل في نزاع تجاري مع الصين وهي أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، وسن قوانين في ظاهرها بعض الفوائد للاقتصاد، لكنها فعلياً ومن خلال زيادته للتعرفة الجمركية، فإنه أضر بالمستهلك الأمريكي من خلال زيادة الأسعار، وهذا يجعل هناك امتعاضاً منه".
وتابعت "كذلك أثرت قراراته من قبل على التجارة التي تجمع بين كندا والمكسيك والولايات المتحدة، فقد حاول تطبيق شعار "أمريكا الأفضل"، وسعى لفرض بنود جديدة على الاتفاقيات التجارية، مما كاد يؤدي إلى مقاطعات تجارية بين هذه البلدان، إلى أن سارع لتلافي هذه الأخطاء".
ورأت كوهين أن "تذبذب ترامب في علاقاته الخارجية أضر كثيراً بثقة الناخب الأمريكي فيه، على الرغم من أن المواطن الأمريكي يهمه وضعه في بلده في المقام الأول ولا يولي كثيراً اهتماماً بما يدور خارج أمريكا، لكن تظل أخبار إقدام ترامب على خطوات وتفاهمات في المحيط العالمي، ثم التراجع والنكوص عنها، مؤثراً يزعزع الثقة بينه ومواطنيه".
وأضافت كوهين "تعامله مع الملف السوري، وقراراته المتباينة في كثير من المواقف، يمكن أن يحسب عليه، وكذلك في العراق، وأخيرا مع إيران التي انسحب من الاتفاق النووي معها، وظل يفرض عليها المزيد من العقوبات، والآن الوضع ربما ينذر بالانفجار في أية لحظة". وأشارت إلى أنه "حدثت مواجهة مع إيران فإنه -للمفارقة- قد ترفع من أسهم ترامب داخلياً، إذ إن المواطن الأمريكي يتفاعل بشدة مع المهددات التي تمس سيادة الولايات المتحدة".
وأوضحت أن "اللقاء التاريخي بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، حظي بتفاعل واسع في وقته من الجمهور الأمريكي على اعتبار أن قمة الرئيسين كانت تاريخية، إلا أن عدم تحقيق نتائج ملموسة على صعيد تخلي كوريا عن أسلحتها النووية -بحسب التقارير الاستخباراتية- أدى إلى تضاءل أثر اللقاء مع تقادم الوقت".
لكن بحسب كوهين فإن "اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، وأخيراً اعترافه بالجولان كأرض إسرائيلية، جعل اللوبي اليهودي يشعر بكثير من الامتنان لترامب، مما يؤكد وقوف اللوبي خلفه بقوة في حملة ترشحه لولاية ثانية، ومعروف سيطرة هذا اللوبي على الإعلام، وعلى الكثير من مفاصل الاقتصاد في أمريكا".
وأوضحت كوهين أن "مدير الحملة هو براد بارسكيل، وهو يعمل يداً بيد مع اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، التي جمعت ما يقرب من 400 مليون دولار لخوض معركة إعادة الانتخاب منذ عام 2017، وجمع ترامب أكثر من 30 مليون دولار في الربع الأول من عام 2019 ولديه 40.8 مليون دولار نقداً مما جعله متقدماً جداً على أي مرشح رئاسي ديمقراطي".
يذكر أن ترامب تولى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، في 20 يناير 2017، ليصبح الرئيس رقم 45 لأمريكا منذ استقلالها عام 1776.