* ترامب: إيران ارتكبت خطأً جسيماً بإسقاط الطائرة الأمريكية

* أمريكا لا تستبعد عملاً عسكرياً.. وترامب: ستعرفون قريباً

* الرئيس الأمريكي يدعو قيادات الكونغرس لاجتماع بشأن طهران

* ماكرون يبذل جهد "الرمق الأخير" لاحتواء ضربة عسكرية أمريكية ضد طهران

محلل فرنسي لـ "الوطن": واشنطن قد تفرك أذن إيران بضربة قرب هرمز

باريس - لوركا خيزران، - (وكالات)

أسقطت إيران "بلا مبرر" بصاروخ أرض- جو طائرة بدون طيار أمريكية فوق مياه مضيق هرمز، حسبما قال الجيش الأمريكي، في حين لم يستبعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عملاً عسكرياً ضد طهران رداً على إسقاط الطائرة الأمريكية، الأمر الذي يوجج التوتر في المنطقة ويشعل منطقة الخليج ومضيق هرمز، وسط مخاوف من اندلاع حرب بين البلدين.

وقال الكابتن بيل أوربان، المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي، إن الطائرة التي أسقطت هي طائرة استطلاع.

ووصف ما حدث بأنه "هجوم غير مبرر على مورد "سلاح" استطلاع أمريكي في الأجواء الدولية".

ووصف إعلان إيران أن الطائرة استُهدفت في الأجواء الإيرانية بأنه "كاذب".

ونشر الجيش الأمريكي مقطع فيديو يظهر لحظة استهداف إيران لطائرة مسيرة أمريكية فوق مضيق هرمز، وهو ما أدى إلى تصعيد كبير في التوتر مع واشنطن.

وقال مصدر مطلع إن إدارة الرئيس دونالد ترامب دعت قيادات الكونغرس إلى البيت الأبيض لإطلاعهم على تطورات الوضع مع إيران في وقت لاحق الخميس، في أعقاب إسقاط إيران لطائرة استطلاع أمريكية مسيرة.

وتابع المصدر قائلا إن الاجتماع الذي يضم كبار قادة الكونغرس الأربعة إضافة إلى رؤساء لجان القوات المسلحة والمخابرات سيعقد في البيت الأبيض الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت شرق الولايات المتحدة "1900 بتوقيت غرينتش".

وأدى إسقاط الطائرة إلى تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، فيما تبحث واشنطن ردا "قويا" على ما وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"الخطأ الكبير".

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تعليقه على سؤال بشأن رد بلاده على إسقاط إيران لطائرة مسيرة أمريكية، بالقول: "ستعرفون قريبا".

وأوضح الرئيس الأمريكي أن "إيران ارتكبت خطأ كبيرا والطائرة الأمريكية المسيرة كانت في المجال الجوي الدولي، ولدينا ما يوثق ذلك".

وقال الجيش الأمريكي، الخميس، إن إيران أسقطت طائرته المسيرة بينما كانت تحلق على ارتفاع كبير في المجال الجوي فوق مضيق هرمز، على بعد 34 كيلومترا تقريبا من أقرب نقطة يابسة على الساحل الإيراني.

وقال اللفتنانت جنرال جوزيف جواستيلا، قائد سلاح الجو في الشرق الأوسط، للصحفيين بمقر وزارة الدفاع "البنتاغون" دون أن يتلقى أسئلة "هذا الهجوم الخطير والتصعيدي غير مسؤول ووقع في محيط ممرات جوية معترف بها قانونا بين دبي في الإمارات ومسقط بعمان معرضا المدنيين لخطر محتمل".

وأضاف أن الطائرة المسيرة لم تنتهك المجال الجوي الإيراني "في أي وقت خلال مهمتها".

وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مسؤول أمريكي قوله إن الطائرة من طراز تريتون إم كيو-4 سي تابعة للبحرية الأمريكية.

وقال الحرس الثوري الإيراني إنه أسقط طائرة أمريكية بدون طيار بعد أن دخلت المجال الجوي الإيراني، قرب كوهموباراك في إقليم هورموزكان الجنوبي.

ونددت وزارة الخارجية الإيرانية الخميس بما وصفته بانتهاك طائرة أمريكية بلا طيار لمجال إيران الجوي، محذرة، بحسب ما قاله التلفزيون الرسمي، من عواقب مثل هذا الإجراء "الاستفزازي".

وتقول شركة نورثروب غرومان المصنعة للطائرة في موقعها على الإنترنت، إن ذلك النوع من الطائرات يستطيع الطيران لمدة 24 ساعة متواصلة على ارتفاع أكثر من 10 أميال، والعمل على مساحة 8200 ميل بحري.

وقال الحرس الثوري الإيراني إن في إسقاط الطائرة "رسالة واضحة" للولايات المتحدة.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن قائد الحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، قوله: "حدودنا هي خطوط حمراء، وسوف نرد بقوة على أي اعتداء ... إيران لا تسعى إلى الحرب مع أي بلد، لكننا مستعدون تماما للدفاع عنها".

ويأتي الحادث بعد أيام من إعلان وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" نشر 1000 جندي إضافي وبطاريات صواريخ باتريوت في منطقة الخيلج، رداً على ما وصفته بـ "السلوك العدائي" من جانب القوات الإيرانية.

وتتهم واشنطن إيران بتفجير ناقلتي نفط في خليج عُمان منذ أيام. وتنفي إيران أي صلة لها بالتفجير.

وزاد التوتر الاثنين، عندما قالت إيران إنها ستزيد من إنتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب، وإن الأسبوع المقبل سوف يشهد زيادة مخزونها ليتجاوز الحدود التي وافقت عليها مع القوى الدولية في الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

ويبدو أن جهود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم تفلح باحتواء التوتر بين إيران وأمريكا بعد أن أوفد ماكرون مستشاره الدبلوماسي إلى إيران لعقد لقاءات مع قادة إيرانيين، فيما قال المحلل السياسي الفرنسي فرانك سيرغالا لـ"الوطن" إن "إيران لم تعد صاحبة القرار باحتواء التوتر أو تخفيفه، فهي تعاملت كقاطع طريق ويبدو أن واشنطن ستحاسبها وأي جهود لن تفلح لوقف هذا"، فيما توقع المحلل السياسي الفرنسي فرانك سيرغالا في تصريحات خاصة لـ "الوطن" أن "توجه واشنطن ضربة عسكرية محدودة لطهران قرب مضيق هرمز كنوع من فركة الأذن أو قرصة الأذن".

الرئاسة الفرنسية أعلنت الخميس في بيان أنّ المستشار إيمانويل بون أجرى "لقاءات على أعلى مستوى" الأربعاء في طهران "بهدف المشاركة في وقف تصعيد التوتر في المنطقة"، وذلك في إطار الجهود الأوروبية لتخفيف التوتر بين طهران وواشنطن.

ورفضت الرئاسة الفرنسية كشف هوية القادة الإيرانيين الذين التقاهم بون في طهران، مشيرة فقط إلى أنه "غادر الجمهورية الإسلامية مساء الأربعاء".

وقال مكتب ماكرون إنّ الرئيس الفرنسي "على اتصال بالأطراف الرئيسيين" المعنيين بالأزمة.

***

محمد