لندن - كميل البوشوكه

ذكرت صحيفة الإندبندنت أن بعض نواب من حزب المحافظين يستعدون لدفع فيليب هاموند لمواجه سياسة بوريس جونسون لبركسيت لأنهم يعتقدون أنهم يستطيعون إيقاف خطة جونسون لمغادرة الاتحاد الأوروبي تحت قيادة هاموند.

وقد وضع المستشار فيليب هاموند نفسه على رأس المجموعة غير الرسمية المكونة من حوالي 30 نائبا من المحافظين يناقشون المناورات البرلمانية لضمان حصول مجلس العموم على فرصة لمنع سياسة عدم التوصل إلى اتفاق في أكتوبر. وذكرت صحيفة الإندبندنت أن أحد الخيارات هو فرض التصويت قبل العطلة الصيفية لإيقاف أي اتفاق بدون صفقة على خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. وقال أحد النواب إن بعض الوزراء يعتقدون أن العملية ستؤدي إلى استفتاء نهائي بدلاً من المغادرة دون اتفاق.

يشار إلى أن المنافسة ستكون بين بوريس جونسون وزير الخارجية السابق ووزير الخارجية الحالي جيريمي هانت ليكون قائداً جديداً للحزب ورئيس وزراء لبريطانيا. وكشف رئيس الوزراء السابق سير جون ميجور الذين كان يقود البلاد من عام 1990 الي 1997 أنه سيصوت لصالح السيد هانت كخليفة لتريزا ماي، على أساس أنه لا يستطيع دعم شخص مثل بوريس جونسون الذي قام بتضليل البلاد في استفتاء عام 2016.

لم يخفِ السيد هاموند قلقه من أن الانسحاب بدون صفقة سيكون له أضرار جسيمة بالاقتصاد البريطاني، ومن المعلوم أنه يريد ضمان عدم حرمان النواب من فرصة لمنعه عن طريق الإجراءات البرلمانية ضد سياسة عدم الاتفاق لمغادرة الاتحاد الأوروبي.

وقالت الإندبندنت إن السيد هاموند دار ثلاث اجتماعات لحزب المحافظين، بما في ذلك وزراء في الحكومة مثل ديفيد لدينجتون وديفيد جوك، للتشكيك في أي قضايا يمكن أن تساعد في إيقاف سياسة جونسون المتعلقة بصفقة بركسيت. يعتقد كلا الوزيرين أنهما سيفقدان منصبهما بينما سيتولى جونسون منصب رئاسة الوزراء في 24 يوليو.

الوزير السابق فيليب لي، الذي ترك الحكومة لمعارضة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قال لصحيفة الإندبندنت إنه لم يكن جزءاً من مجموعة هاموند، لكنه لم يفاجأ بسماع زملائه المحافظين يستعدون لمواجه سياسة بوريس جونسون لمغادرة الاتحاد الأوروبي بدون صفقة.

وقال جراهام ويليامسون الباحث البريطاني في مقابلة مع صحيفة "الوطن"، إن غالبية نواب حزب المحافظين يتكلمون حول تأثير بركسيت على بريطانيا، لكنهم لم يذكروا الجانب الإيجابي لخطة بوريس جونسون لمغادرة اوروبا. علي سبيل المثال، تمثل فوائد صفقة الخروج من أوروبا في تقليل التعطل إلى الحد الأدنى عن طريق الحفاظ على ترتيبات التداول الحالية وتقليل احتمال حدوث للصراعات البيروقراطية وغيرها. ولكن سلبيات الصفقة المعروضة، وربما أي صفقة أخرى على استعداد للاتحاد الأوروبي لتقديمها، هي أنهم يريدون إملاء أي علاقة مستقبلية على بريطانيا، أو يريدون 39 ملياراً فقط لمغادرة، كما هدف الاتحادية الأوروبية التحكم على السياسة الخارجية البريطانية وحتى على سيادة الوطن مثل أيرلندا الشمالية.

كما أشار ويليامسون إلى أنه لا يوجد اتفاق على العرض في الوقت الحاضر سوى اتفاق الانسحاب. وأضاف إن الأوروبيين أنهم لا يستطيعون تحمل المملكة المتحدة لتزدهر بعد المغادرة وبناء علاقات جديدة مع دول أخرى في العالم. لذا الأوروبيون يحاولون فرض صفقة على بريطانيا حيث تخدم مصالح الاتحادية الأوروبية ولكن بوريس جونسون يرفض هذه السياسة حيث يهدف إلى فرض صفقة تخدم بريطانيا أولاً وتحديداً الاقتصاد والاستقرار.