كشف الباحث الأول في القوات البحرية والأمن الملاحي الأمريكي نيك تشايلدر أن البيت الأبيض سيقوم خلال الأيام المقبلة بتقليل العقوبات على إيران لفتح مجال للمفاوضة، مشيراً إلى أن ما يحدث من أمور أمنية في مضيق هرمز وتصعيدات اليوم يعتبر قضية عالمية.
ونفى تشايلدر حدوث حروب ناقلات نفطية جديدة كما حدث في السابق، إلا أنه أشار إلى أن الدول الأوروبية لديها مخاطر مختلفة في هرمز، بالإضافة إلى مشكلة قلة الكوادر البحرية في تلك الدول عدا بريطانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى.
وأوضح خلال محاضرة أمن مضيق هرمز التي نظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) في مقره، الأربعاء، أن إيران تعمدت استخدام مضيق هرمز كأداة لزيادة الضغط حول الصفقة النووية، كما أضاف أن حسابات إيران خلال الحرب العراقية الإيرانية فشلت أمام العراق والتي تمحورت حول الضغط على الداعمين للعراق.
ولفت في الجلسة الحوارية، إلى أن دور إيران اليوم وما تفعله في منطقة مضيق هرمز قليل مقارنة بما كانت تفعله خلال الحرب العراقية الإيرانية، وهذا يشير إلى البعد عن التهديد الذي صاحب الحرب العراقية الإيرانية.
وتابع "إن ما يحدث الآن ليس كما حدث في الحرب الإيرانية العراقية من أحداث يومية وتصعيدات كبرى على العكس بل ما يحدث اليوم عبارة عن عنصر مساومة تأن تحته إيران ولا تصعيد قادم خلال الأيام المقبلة".
وبين أن هناك تراجعاً طفيفاً في المواجهة لكن هناك احتمالية حدوث حوادث أخرى كالتي رأيناها مؤخراً إذا تسارعت الأحداث وتصاعدت لكنها لن تواكبها جرعات تصيدية كبرى.
كما تحدث الباحث الأول عن قضية زيادة التعقيدات في مسألة ما يدور بالمنطقة وارتفاع الإمكانيات المسلحة لدى الدول المحيطة بالمضيق بالإضافة إلى وجود أطراف فاعلة وغير فاعلى تسعى إلى إثبات وجودها عبر تبني القضية في المنطقة وتزيد من التصيعد والحماية.
وأضاف أن أمريكا اليوم مصرة على استراتيجية متناقضة فيها رسائل متناقضة تسبب قلق وخشية للدول التي تدعمها، كما أدت الأحداث الأخيرة بالمضيق إلى ارتفاع أهمية أدوار الأنظمة المسيرة أرضاً وجواً مثل القوارب بدون قبطان وطائرات بدون قائد.
وحول التوترات التي جرت في منطقة البحر خلال الوقت الحالي، اعتبرها تشايلدر أعراض للخلافات وليست مسببات لها، وتبعث هذه النقطة إلى المقارنة بما يحدث اليوم بمضيق هرمز وما جرى في مضيق باب المندب في وقت سابق كمية التشابه بما حدث للإثنين.
كما قال إن البحرية الأمريكية في مقدمة المهتمين بالأمن في المنطقة وحماية المضيق لكن التوترات التي جرت في الآونة الأخيرة ألقت بظلالها الجوهري على البحرية الأمريكية على أنها الأمن الملاحي الوحيد في المنطقة.
وأشار الباحث الأول إلى وجود تحولات داخل التحالف الواحد حيث مازالت القوات الملاحية المشتركة قيد الإنجاز وهناك عملية الحارس التي لا تقودها القوات البحرية الأمريكية بشكل كامل ولا يوجد مستجدات بخصوص العملية وأصابع الإتهام تشار إلى تقاعس المملكة المتحدة حيث إن معظم البحريات الأوروبية ليست في موقع قيادي أو موقع مستعد.
وحول المسألة الحدودية فيما يخص القوات البحرية، قال إن هذه القوات يطلعون إلى المسؤوليات أكبر من إمكانياتهم، وطرح تساؤل بشأن توفير سفن حربية لتعزيز حراسة السفن الموجودة بالمضيق والناقلات النفطية التي تعبر فيه والذي بدوره يكلف مبالغ طائلة.