لندن - (العربية نت): أكد المحلل السياسي الإيراني الأمريكي الدكتور رضا برتشي زاده، أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يريد جلب النظام الإيراني إلى طاولة المفاوضات علناً، بهدف إضعاف المرشد الإيراني علي خامنئي أمام العالم، ولذلك فإنه يرفض أية مفاوضات سرية"، بحسب تعبيره.
واعتبر برتشي زاده في مقابلة خاصة مع "العربية نت"، أن "تشكيل التحالف البحري لحماية الملاحة في مضيق هرمز سيؤدي في النهاية إلى تشكيل ائتلاف لشن عمل عسكري ضد النظام الإيراني، لأنه هو من سيبدأ الحرب من خلال مواصلة أعماله العدائية"، حسب تعبيره.
وقال إنه "بالنظر إلى أن كل أوراق النظام سقطت، وأصبح عدواً لمعظم دول العالم، تقوم الولايات المتحدة وبريطانيا الآن بالمضي قدمًا في تشكيل هذا التحالف، لكن بقية الدول تنتظر النتائج التي ستؤول إليه هذه الخطوة. برأيي تهديدات النظام المتزايدة وترجيح كفة ميزان القوى في المنطقة لصالح الولايات المتحدة ستدفعان بالعديد من الدول للانضمام إلى هذا التحالف. كذلك فرنسا وألمانيا المترددتين، وبقية دول أوروبا، وحتى دول في الشرق الأوسط ستنضم في النهاية إلى هذه القوة. كما أعتقد أن روسيا والصين اللتين تعتبران حليفتين استراتيجيتين للنظام سوف تلتزمان سياسة عدم التورط في هذه المواجهة التي يهدف النظام من خلالها إلى تحميل المجتمع الدولي أضراراً كبيرة. ولا ننسى أن روسيا تخلت عن صدام حسين وبقيت محايدة ولم تتخذ موقفاً ضد تدخل الولايات المتحدة والتحالف الدولي أثناء غزو العراق. برأيي، كل التطورات الدولية تسير باتجاه مواجهة النظام الإيراني".
وتابع أنه "برأيي، لا ينبغي أن ننظر إلى هذا التحالف البحري على أنه مجرد قوة عسكرية لحماية الملاحة والسفن والناقلات، بل إنه خطوة أولى باتجاه تشكيل حلف عسكري شامل ضد النظام الإيراني. عندما تجتمع الأساطيل الغربية وبعض دول الشرق الأوسط في تحالف عسكري فإننا أقرب إلى الحرب. ولأن ترامب والحكومة الأمريكية الحالية تأخذان بعين الاعتبار تجارب التدخل العسكري في دول الشرق الأوسط خلال عقدين أو ثلاث الماضية، فإنهم لا يريدون وضع أميركا في طليعة هذه الحرب حتى لا يتم اتهام الولايات المتحدة في المستقبل بأنها البادئة في "الحروب الإمبريالية" وغيرها من الشعارات كما في السابق. ما فعله ترامب حتى الآن هو أنه استمر بموقفه الحازم تجاه إيران وترك الخيار للدول الأخرى لتختار التماشي مع التوجه الأمريكي أو غير ذلك وفقاً لمصالحها، ورأينا كيف اقتضت المصلحة أن تتحدث الحكومة البريطانية حاليا بصوت أعلى من صوت أميركا ضد سلوك النظام الإيراني، وحتى إنها بادرت باقتراح تشكيل التحالف البحري. برأيي كل هذه الحركات لتشكيل هذا التحالف لحماية الملاحة سيؤدي في النهاية إلى ائتلاف لشن عمل عسكري ضد النظام الإيراني الذي سيكون هو من يبدأ الحرب من خلال مواصلة أعماله العدائية وهذا ما سيطيح به في النهاية".
وفي رد على سؤال حول لقاء السيناتور راند بول، مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي رفض عرضه للتفاوض ولقاء ترامب، وبعد ذلك قام ترامب بتكليف السيناتور ليندسي غراهام لصياغة اتفاق شامل مع إيران، وهل هناك تناقض مع التوجهات مع أهداف هذا التحالف العسكري، أفاد بأنه "لا، ليس هناك أي تناقض على الإطلاق، لأن خطة ترامب واضحة. لقد كان هو وجهازه للسياسة الخارجية وأجهزته الأمنية عازمين على تغيير النظام الإيراني منذ وصوله إلى الحكم. لكن تغيير النظام ليس بالضرورة أن يتم من خلال عمل عسكري، بل إن الضغوط والعقوبات التي تعد نهجا مقبولا دوليا يمكن أن تؤدي إلى تفكك النظام من الداخل، وهذا ما يسهل الطريق أمام الشعب الإيراني للإطاحة بالنظام بنفسه. لكن ترامب يريد التفاوض علنًا وليس خلف الكواليس كما يريد النظام لحفظ ماء وجهه. يريد ترامب التفاوض على الشروط الـ 12 التي طرحها وزير خارجيته بومبيو، بحيث يتم تنفيذها بصورة تنهي بالكامل نفوذ طهران الإقليمي والتدخلات العسكرية ودعم النظام للإرهاب. كما سيضطر النظام إلى الالتزام بحقوق الإنسان والديمقراطية التي ليست ضمن المطالب الـ 12 لكنها دوماً كانت تُطرح جنباً إلى جنب مع تلك المطالب، وهذا ما سيقلم أظافر النظام وبالتالي يصب هذا كله لصالح تقوية الحراك الداخلي الذي يطالب بالتغيير. لذا لا أعتقد أن سياسة ترامب لإحداث التغيير داخل إيران قد تغيرت، لذلك لا يرغب النظام في التفاوض العلني. في النهاية يريد ترامب إضعاف الولي الفقيه بحيث يجلس مفاوضوه على الطاولة ويعلنوا أمام العالم موافقتهم على تنفيذ المطالب الـ12، وهذا يعني عملياً سقوط النظام بدون حرب. وإن لم يحدث هذا فسنكون أمام عمل عسكري بالتأكيد. الولايات المتحدة تعزز أسطولها وتمضي بتشكيل التحالف العسكري لحماية الملاحة وفي نفس الوقت تترك باب المفاوضات مفتوحا. لكن هذا لا يعني تقديم تنازلات للنظام، بل إنه يريد من الولي الفقيه أن يوقع على ورقة استسلامه أمام العالم".
وفيما يتعلق برؤية واشنطن حول تغيير سلوك النظام، سواء من خلال التفاوض أو العمل العسكري، وفي نفس الوقت، تقول الولايات المتحدة إنها تدعم جماعات المعارضة الإيرانية التي تؤمن بالديمقراطية وحقوق الإنسان والتغيير الديمقراطي السلمي، واعتقاد البعض، بما في ذلك الجماعات الموالية لإيران في أوروبا والولايات المتحدة، أن عدم وجود خطة لتغيير النظام يعود إلى عدم وجود بديل والخوف من أن يكون مصير إيران مثل سوريا أو ليبيا مثلا، أوضح انه "بالطبع النظام الإيراني يعمل بجد كي لا يتكون بديل شامل له أمام أعين العالم ولدى الشعب الإيراني. لذا يجب على الإدارة الأمريكية والحكومات الأوروبية دعم المعارضة الإيرانية في سبيل تشكيل هذا البديل. كما يجب عليهم طرد اللوبيات والجماعات المؤيدة للنظام وفسح المجال أمام قوى المعارضة الحقيقية والتيارات الديمقراطية في النشاط. صحيح أن المعارضة غير موحدة بمجموعاتها الكبيرة والصغيرة لكن جميعها تريد إسقاط النظام، من الملكيين إلى الجمهوريين وقوى القوميات والأقليات حتى منظمة مجاهدي خلق وتيارات اليسار. ما ينبغي التأكيد عليه هو أن هذه القوى بالرغم من مطالبها المتباينة وتضارب مصالحها أحيانا، فهي تتفق حول مطلب الإطاحة بالنظام وإقامة نظام ديمقراطي، رغم اختلاف توجهاتها. ما تحتاجه قوى المعارضة هو أن تلتقي في إطار ديمقراطي وتتحاور وتتفق على مطالب كي تحظى باهتمام دولي وتقضي على مخاوف الشعب الإيراني ومخاوف الدول المجاورة من أن تصبح إيران مثل سوريا مثلا بعد سقوط النظام، وتقوم كل جماعة معارضة بالسيطرة على جزء من البلاد وتتصارع مع الآخرين ومع الحكومة المركزية. لذا على الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية تقديم دعم جدي للمعارضة كي تجتمع في إطار ديمقراطي. لقد نقلت هذا المطلب مراراً وتكراراً إلى حكومة الولايات المتحدة من خلال قنوات مختلفة، وطالبت بأن تساعد واشنطن على تشكيل البديل الديمقراطي، لأن هناك العديد من العقبات في طريق المعارضة، والعقبة الأكبر هي لوبيات النظام والجماعات الموالية له والتي تعرقل أية جهود لتوحيد المعارضة. والنقطة الثانية هي أن هذا الجهد يتطلب الدعم المالي لتمكين المعارضة من التحرك".
وبشأن تأثير الجماعات الموالية للنظام الإيراني في واشنطن، وتأثير العقوبات التي فرضتها أمريكا على المرشد الأعلى علي خامنئي ووزير الخارجية الإيراني على نشاط هذه الجماعات، قال "لقد أشرت إلى هذه القضايا في كلمة ألقيتها مؤخرا في الكونغرس الأمريكي، وقلت إن الشعب الإيراني يقول إننا بحاجة إلى الدعم المباشر وإنه لا ينبغي أن يتوقع منا أحد أن نواجه هذا النظام بأيادٍ فارغة. حتى إذا كانت هناك حاجة إلى مساعدة عسكرية للشعب الإيراني، يجب على حكومة الولايات المتحدة القيام بذلك. كما أكدت على ضرورة إغلاق مكاتب جماعات الضغط التابعة للنظام في الولايات المتحدة. كذلك فإن العديد من أفراد عائلات قادة النظام موجودين في الولايات المتحدة وينشطون لصالحه وهم مرتاحون للغاية، يجب طردهم. كما يجب التدقيق في وسائل الإعلام الحكومية الأمريكية الناطقة بالفارسية، مثل قناة "صوت أميركا" وإذاعة "فردا"، وعمل موظفيهم وفتح المجال للمعارضين الحقيقيين للنظام للظهور على تلك المحطات التي يسيطر عليها حاليا المقربون من جماعات الضغط أو مؤيدي النظام. أيضا تصنيف الحرس الثوري كان أمرا جيدا، لكن الأهم كان معاقبة جواد ظريف التي يجب أن تليها معاقبة عملاء النظام في أميركا وأوروبا. أقول هذا لأن الحرس الثوري ينشط داخل إيران والشرق الأوسط ولا يغادر المنطقة عادة، ولكن أعضاء اللوبيات وعملاء النظام يظهرون بربطات عنق على الإعلام الغربي خاصة في أوروبا والولايات المتحدة ويستغلون الإعلام الديمقراطي ويروجون لأكاذيب النظام. كما يهاجمون دوما خصوم النظام من خلال تلك المنصات الديمقراطية. لذا تعد معاقبة ظريف من أهم التطورات، لأن جماعات الضغط ولوبيات النظام هنا ستفقد الدعم المباشر. كان وزير الخارجية الإيراني هو من يربط هؤلاء الأفراد والجماعات بالشخصيات البارزة ورجال الأعمال ومعاقبته وتقييد تحركه أثناء وجوده في الولايات المتحدة سيكسر أجنحة هذه اللوبيات".
{{ article.visit_count }}
واعتبر برتشي زاده في مقابلة خاصة مع "العربية نت"، أن "تشكيل التحالف البحري لحماية الملاحة في مضيق هرمز سيؤدي في النهاية إلى تشكيل ائتلاف لشن عمل عسكري ضد النظام الإيراني، لأنه هو من سيبدأ الحرب من خلال مواصلة أعماله العدائية"، حسب تعبيره.
وقال إنه "بالنظر إلى أن كل أوراق النظام سقطت، وأصبح عدواً لمعظم دول العالم، تقوم الولايات المتحدة وبريطانيا الآن بالمضي قدمًا في تشكيل هذا التحالف، لكن بقية الدول تنتظر النتائج التي ستؤول إليه هذه الخطوة. برأيي تهديدات النظام المتزايدة وترجيح كفة ميزان القوى في المنطقة لصالح الولايات المتحدة ستدفعان بالعديد من الدول للانضمام إلى هذا التحالف. كذلك فرنسا وألمانيا المترددتين، وبقية دول أوروبا، وحتى دول في الشرق الأوسط ستنضم في النهاية إلى هذه القوة. كما أعتقد أن روسيا والصين اللتين تعتبران حليفتين استراتيجيتين للنظام سوف تلتزمان سياسة عدم التورط في هذه المواجهة التي يهدف النظام من خلالها إلى تحميل المجتمع الدولي أضراراً كبيرة. ولا ننسى أن روسيا تخلت عن صدام حسين وبقيت محايدة ولم تتخذ موقفاً ضد تدخل الولايات المتحدة والتحالف الدولي أثناء غزو العراق. برأيي، كل التطورات الدولية تسير باتجاه مواجهة النظام الإيراني".
وتابع أنه "برأيي، لا ينبغي أن ننظر إلى هذا التحالف البحري على أنه مجرد قوة عسكرية لحماية الملاحة والسفن والناقلات، بل إنه خطوة أولى باتجاه تشكيل حلف عسكري شامل ضد النظام الإيراني. عندما تجتمع الأساطيل الغربية وبعض دول الشرق الأوسط في تحالف عسكري فإننا أقرب إلى الحرب. ولأن ترامب والحكومة الأمريكية الحالية تأخذان بعين الاعتبار تجارب التدخل العسكري في دول الشرق الأوسط خلال عقدين أو ثلاث الماضية، فإنهم لا يريدون وضع أميركا في طليعة هذه الحرب حتى لا يتم اتهام الولايات المتحدة في المستقبل بأنها البادئة في "الحروب الإمبريالية" وغيرها من الشعارات كما في السابق. ما فعله ترامب حتى الآن هو أنه استمر بموقفه الحازم تجاه إيران وترك الخيار للدول الأخرى لتختار التماشي مع التوجه الأمريكي أو غير ذلك وفقاً لمصالحها، ورأينا كيف اقتضت المصلحة أن تتحدث الحكومة البريطانية حاليا بصوت أعلى من صوت أميركا ضد سلوك النظام الإيراني، وحتى إنها بادرت باقتراح تشكيل التحالف البحري. برأيي كل هذه الحركات لتشكيل هذا التحالف لحماية الملاحة سيؤدي في النهاية إلى ائتلاف لشن عمل عسكري ضد النظام الإيراني الذي سيكون هو من يبدأ الحرب من خلال مواصلة أعماله العدائية وهذا ما سيطيح به في النهاية".
وفي رد على سؤال حول لقاء السيناتور راند بول، مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي رفض عرضه للتفاوض ولقاء ترامب، وبعد ذلك قام ترامب بتكليف السيناتور ليندسي غراهام لصياغة اتفاق شامل مع إيران، وهل هناك تناقض مع التوجهات مع أهداف هذا التحالف العسكري، أفاد بأنه "لا، ليس هناك أي تناقض على الإطلاق، لأن خطة ترامب واضحة. لقد كان هو وجهازه للسياسة الخارجية وأجهزته الأمنية عازمين على تغيير النظام الإيراني منذ وصوله إلى الحكم. لكن تغيير النظام ليس بالضرورة أن يتم من خلال عمل عسكري، بل إن الضغوط والعقوبات التي تعد نهجا مقبولا دوليا يمكن أن تؤدي إلى تفكك النظام من الداخل، وهذا ما يسهل الطريق أمام الشعب الإيراني للإطاحة بالنظام بنفسه. لكن ترامب يريد التفاوض علنًا وليس خلف الكواليس كما يريد النظام لحفظ ماء وجهه. يريد ترامب التفاوض على الشروط الـ 12 التي طرحها وزير خارجيته بومبيو، بحيث يتم تنفيذها بصورة تنهي بالكامل نفوذ طهران الإقليمي والتدخلات العسكرية ودعم النظام للإرهاب. كما سيضطر النظام إلى الالتزام بحقوق الإنسان والديمقراطية التي ليست ضمن المطالب الـ 12 لكنها دوماً كانت تُطرح جنباً إلى جنب مع تلك المطالب، وهذا ما سيقلم أظافر النظام وبالتالي يصب هذا كله لصالح تقوية الحراك الداخلي الذي يطالب بالتغيير. لذا لا أعتقد أن سياسة ترامب لإحداث التغيير داخل إيران قد تغيرت، لذلك لا يرغب النظام في التفاوض العلني. في النهاية يريد ترامب إضعاف الولي الفقيه بحيث يجلس مفاوضوه على الطاولة ويعلنوا أمام العالم موافقتهم على تنفيذ المطالب الـ12، وهذا يعني عملياً سقوط النظام بدون حرب. وإن لم يحدث هذا فسنكون أمام عمل عسكري بالتأكيد. الولايات المتحدة تعزز أسطولها وتمضي بتشكيل التحالف العسكري لحماية الملاحة وفي نفس الوقت تترك باب المفاوضات مفتوحا. لكن هذا لا يعني تقديم تنازلات للنظام، بل إنه يريد من الولي الفقيه أن يوقع على ورقة استسلامه أمام العالم".
وفيما يتعلق برؤية واشنطن حول تغيير سلوك النظام، سواء من خلال التفاوض أو العمل العسكري، وفي نفس الوقت، تقول الولايات المتحدة إنها تدعم جماعات المعارضة الإيرانية التي تؤمن بالديمقراطية وحقوق الإنسان والتغيير الديمقراطي السلمي، واعتقاد البعض، بما في ذلك الجماعات الموالية لإيران في أوروبا والولايات المتحدة، أن عدم وجود خطة لتغيير النظام يعود إلى عدم وجود بديل والخوف من أن يكون مصير إيران مثل سوريا أو ليبيا مثلا، أوضح انه "بالطبع النظام الإيراني يعمل بجد كي لا يتكون بديل شامل له أمام أعين العالم ولدى الشعب الإيراني. لذا يجب على الإدارة الأمريكية والحكومات الأوروبية دعم المعارضة الإيرانية في سبيل تشكيل هذا البديل. كما يجب عليهم طرد اللوبيات والجماعات المؤيدة للنظام وفسح المجال أمام قوى المعارضة الحقيقية والتيارات الديمقراطية في النشاط. صحيح أن المعارضة غير موحدة بمجموعاتها الكبيرة والصغيرة لكن جميعها تريد إسقاط النظام، من الملكيين إلى الجمهوريين وقوى القوميات والأقليات حتى منظمة مجاهدي خلق وتيارات اليسار. ما ينبغي التأكيد عليه هو أن هذه القوى بالرغم من مطالبها المتباينة وتضارب مصالحها أحيانا، فهي تتفق حول مطلب الإطاحة بالنظام وإقامة نظام ديمقراطي، رغم اختلاف توجهاتها. ما تحتاجه قوى المعارضة هو أن تلتقي في إطار ديمقراطي وتتحاور وتتفق على مطالب كي تحظى باهتمام دولي وتقضي على مخاوف الشعب الإيراني ومخاوف الدول المجاورة من أن تصبح إيران مثل سوريا مثلا بعد سقوط النظام، وتقوم كل جماعة معارضة بالسيطرة على جزء من البلاد وتتصارع مع الآخرين ومع الحكومة المركزية. لذا على الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية تقديم دعم جدي للمعارضة كي تجتمع في إطار ديمقراطي. لقد نقلت هذا المطلب مراراً وتكراراً إلى حكومة الولايات المتحدة من خلال قنوات مختلفة، وطالبت بأن تساعد واشنطن على تشكيل البديل الديمقراطي، لأن هناك العديد من العقبات في طريق المعارضة، والعقبة الأكبر هي لوبيات النظام والجماعات الموالية له والتي تعرقل أية جهود لتوحيد المعارضة. والنقطة الثانية هي أن هذا الجهد يتطلب الدعم المالي لتمكين المعارضة من التحرك".
وبشأن تأثير الجماعات الموالية للنظام الإيراني في واشنطن، وتأثير العقوبات التي فرضتها أمريكا على المرشد الأعلى علي خامنئي ووزير الخارجية الإيراني على نشاط هذه الجماعات، قال "لقد أشرت إلى هذه القضايا في كلمة ألقيتها مؤخرا في الكونغرس الأمريكي، وقلت إن الشعب الإيراني يقول إننا بحاجة إلى الدعم المباشر وإنه لا ينبغي أن يتوقع منا أحد أن نواجه هذا النظام بأيادٍ فارغة. حتى إذا كانت هناك حاجة إلى مساعدة عسكرية للشعب الإيراني، يجب على حكومة الولايات المتحدة القيام بذلك. كما أكدت على ضرورة إغلاق مكاتب جماعات الضغط التابعة للنظام في الولايات المتحدة. كذلك فإن العديد من أفراد عائلات قادة النظام موجودين في الولايات المتحدة وينشطون لصالحه وهم مرتاحون للغاية، يجب طردهم. كما يجب التدقيق في وسائل الإعلام الحكومية الأمريكية الناطقة بالفارسية، مثل قناة "صوت أميركا" وإذاعة "فردا"، وعمل موظفيهم وفتح المجال للمعارضين الحقيقيين للنظام للظهور على تلك المحطات التي يسيطر عليها حاليا المقربون من جماعات الضغط أو مؤيدي النظام. أيضا تصنيف الحرس الثوري كان أمرا جيدا، لكن الأهم كان معاقبة جواد ظريف التي يجب أن تليها معاقبة عملاء النظام في أميركا وأوروبا. أقول هذا لأن الحرس الثوري ينشط داخل إيران والشرق الأوسط ولا يغادر المنطقة عادة، ولكن أعضاء اللوبيات وعملاء النظام يظهرون بربطات عنق على الإعلام الغربي خاصة في أوروبا والولايات المتحدة ويستغلون الإعلام الديمقراطي ويروجون لأكاذيب النظام. كما يهاجمون دوما خصوم النظام من خلال تلك المنصات الديمقراطية. لذا تعد معاقبة ظريف من أهم التطورات، لأن جماعات الضغط ولوبيات النظام هنا ستفقد الدعم المباشر. كان وزير الخارجية الإيراني هو من يربط هؤلاء الأفراد والجماعات بالشخصيات البارزة ورجال الأعمال ومعاقبته وتقييد تحركه أثناء وجوده في الولايات المتحدة سيكسر أجنحة هذه اللوبيات".