قال نائب وزير الدفاع الإيراني، قاسم تقي زاده، إن بلاده تخفي صواريخ عالية الدقة لم تكشف عنها ويتم اختبارها حاليا لتكون قادرة على مفاجأة "أعدائها"، حسب تعبيره.

ووفقا لوكالة "فارس"، فقد أكد تقي زاده، الذي كان يتحدث قبل خطبة صلاة الجمعة في مدينة مشهد، شمال شرق إيران، أنه "لا يمكن الكشف عن الكثير من الإنجازات من خلال وسائل الإعلام، لذلك نخفيها لمفاجأة العدو عندما يحين الموعد".

وأشار نائب وزير الدفاع الإيراني إلى أن "تلك الصواريخ تمتلك دقة كبيرة، رغم أن مداها محدود "، حسب وصفه.

وأضاف: "قمنا بتصنيع أسلحة فعالة وسلمناها للقوات المسلحة، ونحن اليوم من يدير المشهد وأثبتنا ذلك في الميدان".

وزعم تقي زاده إلى أن "المنظومات الإيرانية الجديدة لا شبيه لها في العالم، وهي ليست هندسة عكسية أو استنساخا عن أي منظومة أجنبية بل خاصة ومحلية بامتياز".

ويعد برنامج الصواريخ الإيراني المثير للجدل قضية حساسة بالنسبة للدول الغربية حيث تطالب بتجميده كأحد الشروط لمساعدة إيران على تخفيف العقوبات.

ومنذ أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015، طالبت العالم بالتحرك لكبح برنامج الصواريخ الإيراني الذي تهدد به دول المنطقة والعالم.

هذا بينما شدد نائب وزير الدفاع الإيراني في تصريحاته الجمعة أن البرنامج الصاروخي لبلاده يقتصر على التهديدات التي يواجهها وقال إن "أقصى مدى تبلغها حاليا 1800 كيلومتر".

وأضاف تقي زاده أن "الأميركيين يعرفون جيدًا أن القوات الإيرانية لا تحتاج إلى الوصول إلى نيويورك لمواجهتها لأن هناك عشرات الآلاف من الأميركيين في المنطقة" حسب تعبيره.

وتقول واشنطن إن طهران تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي 2231 بتطوير صواريخها واختباراتها الباليستية حيث ينص القرار الأممي على تجميد إيران تطوير واختبار الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية لمدة 8 سنوات.

وكان مساعد شؤون العمليات في رئاسة الأركان الإيرانية، مهدي رباني، قد أعلن في تصريحات في 5 أغسطس الجاري، أن "إيران تزيد من مدى صواريخها كل يوم".

وقال رباني إن "دقة الصواريخ الإيرانية زادت حيث عرض التلفزيون الرسمي بعض العمليات من قبل لا سيما إطلاق الصواريخ من إيران التي عبرت من فوق مقرات القوات الأميركية وضربت مقرات داعش في سوريا".

وكان رباني يشير إلى الصواريخ التي أطلقها الحرس الثوري في أكتوبر الماضي، ضد أهداف زعم أنها تابعة لتنظيم "داعش" في البوكمال السورية انتقاما لهجوم الأهواز الذي استهدف عرضا عسكريا إيرانيا أدى إلى عشرات القتلى والجرحى. لكن صاروخين باليستيين - من أصل 6 صواريخ - سقطا في منطقة جوانرود، بالقرب من كرمنشاه غرب إيران، وخلفتا أضرارا مادية بحسب وسائل إعلام محلية إيرانية.

كما أظهرت صور ومقاطع تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل، سقوط أحد الصواريخ في قرية سراب ياوري، وأدت إلى تدمير المحاصيل الزراعية والبساتين.

وبينما أعلنت إيران أن هجماتها تمت بصواريخ "ذو الفقار" و"قيام" وطائرات الدرون، أصابت أهدافها في سوريا، ذكر ناشطون سوريون أن الصواريخ أصابت منازل المدنيين في الباغوز وهجين شرقي دير الزور، وتسببت بمقتل عدد لا يعرف من المدنيين في المناطق القريبة من سيطرة تنظيم "داعش"، بحسب شهادات سكان محليين.

فشل الاختبارات

وتأتي تصريحات رباني حول مدى ودقة الصواريخ الإيرانية في حين فشلت إيران في تجربتين لإطلاق قمرين صناعيين بواسطة صاروخين في غضون دقائق، وذلك في 15 يناير و5 فبراير.

وذكرت تقارير أميركية حينها أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، نفذت برنامجاً سرياً لتعطيل اختبارات الصواريخ الإيرانية.

وأكدت التقارير الأميركية أن فشل إيران بنسبة 67٪ في الإطلاق وعدم وصول الأقمار على المدار، هي نسبة كبيرة بشكل مثير للدهشة مقارنة بمعدل فشل 5٪ في جميع أنحاء العالم لإطلاق أقمار صناعية مماثلة.

واعترف قائد القوة الجو-فضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زاده، في فبراير الماضي، بالتقارير التي أفادت بوجود برنامج سري أميركي لتعطيل منظومات الصواريخ الإيرانية.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد نقلت عن 6 مسؤولين أميركيين أن واشنطن قامت بخلط قطع غيار ومواد مخربة في الأدوات الإيرانية المستوردة من أجل برنامجها الصاروخي الفضائي، ما أدى إلى إفشال إطلاق القمرين الصناعيين بواسطة صواريخ عابرة للقارات.