دبي - (العربية نت): بعد سنتين من الصمت إزاء سلسلة القضايا المرفوعة ضده بشأن ارتكابه جرائم اغتصاب عنيفة، اختار الأكاديمي طارق رمضان، حفيد مؤسس حركة الإخوان المسلمين حسن البنا، ذكرى الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001، ليرد على ذلك ضمن محاور تضمنها كتاب اختار له عنواناً "واجب الحقيقة".

واستغربت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية من "هالة السرية" التي تحيط بها دار النشر التي ستطبع الكتاب "وكأنه من أسرار الدولة"، حسب تعبير الصحيفة.

واستدعت دار النشر الصحافيين كلا على حدة إلى مقرها للاطلاع على فصول الكتاب التي جاءت مليئة بـ"عبارات النكران" وباتهام الصحافة والقضاء والأوساط السياسية وأوروبا والضحايا أنفسهن بتوريط طارق رمضان، حسب الصحف الفرنسية.

وسخر معلقون من إصرار رمضان قبل موعد نشر الكتاب، المقرر يوم الأربعاء 11 سبتمبر الجاري، على الظهور العلني في تظاهرة مخصصة لمكافحة العنف ضد المرأة.

ووصل الانتقاد ذروته بشن هجوم على المذيع المعروف جان جاك بوردين، الذي استضاف طارق رمضان على شاشة قناة BFMTV، حيث اعتبره معلقون مدافعاً عن "ممارسي العنف ضد المرأة"، في حين تشهد فرنسا الآن نقاشاً مجتمعياً صاخباً حول العنف الذي يمارس على المرأة داخل الأسرة.

وفي حواره، تماما كما في كتابه، قال رمضان إنه "ضحية جريمة قتل تمارس بحقه منذ سنتين، من قبل الصحافة وأجهزة القضاء" والمجتمع "المعادي للإسلام".

ولم يقدم رمضان أي اعتذار لأحد، مضيفاً: "باستثناء زوجتي وأسرتي ومن خيبت أملهم من أوساط المسلمين". ووجه انتقادات مليئة بالسخرية والعنف اللفظي تجاه الشاكيات ضده.

وأضاف: "لست أنا من ينبغي أن توجهوا له اللوم. وجهوه لمنية ربوج" التي تتهمه بممارسة العنف عليها واغتصابها تسع مرات.

ومنية ربوج بائعة هوى سابقة اتهمت رمضان باغتصابها وممارسة العنف ضدها. وانتقد محامو ربوج، ومشتكية أخرى هي هندة عياري، تصريحات رمضان وسخروا منها قائلين في تغريدات وتصريحات صحافية إنها كافية لإعطاء فكرة عن شخصيته المعادية للمرأة وسوابقه في ممارسة العنف عليها.

وفي الحوار، نفى طارق رمضان أن يكون على معرفة بأحدث مشتكية وهي التي رفعت قضية ضده قبل أسابيع.

والشاكية صحافية في محطة راديو قالت إن طارق رمضان اغتصبها جماعياً مع مساعد له في فندق في مدينة فرنسية يوم 23 مايو 2014 عندما كانت بصدد إجراء حوار معه.

طارق رمضان يخرج من المحكمة بباريس بعد جلسة استماع في 30 أغسطس

واعتبر رمضان أن القضية الجديدة هي ذروة "الدخان" قائلاً: "لا أعرفها ولم أتصل بها. يوم 23 مايو كنت أقدم محاضرة في بالتيمور بالولايات المتحدة أمام 10 آلاف شخص" بإمكانهم أن يشهدوا بذلك.

لكن عاملين معه سارعوا إلى "توضيح" أن موعد تلك المحاضرة التي تحدث عنها طارق رمضان كان بعد 23 مايو وليس في اليوم نفسه كما ادعى.

وتظهر سجلات موثقة أن الأكاديمي قدّم فعلاً سلسلة محاضرات ضمن الاجتماعات السنوية لحركة Muslim American Society التي تربطها صلات وثيقة بحركة الإخوان المسلمين وذلك بين 24 و26 مايو 2014.

وتشير السجلات إلى أن رمضان قدم محاضرة يوم 24 مايو أمام بضع مئات من الحاضرين، وذلك في تمام الساعة 15:15 بتوقيت بالتيمور، كما قدم محاضرة أكبر حجما يوم 26 مايو وليس كما ادعى هو في 23 مايو.

ووفقا لمقربين منه، فإن رمضان سافر إلى الولايات المتحدة يوم 23 مايو من مطار لندن في تمام الساعة 16:35 عصراً بتوقيت لندن. وفي كل الأحوال فإن المحاضرة التي تحجج بها في نفي اغتصابه الصحافية الفرنسية، لم يتم تقديمها في اليوم الذي جرت فيه الجريمة وإنما في الأيام التالية.

ومما أثار السخرية والتحذير من مصداقية تصريحات رمضان، أنه استخدم "خدعة" مشابهة عند بداية سلسلة القضايا ضده عام 2017، عندما استظهر بحجز رحلة من لندن إلى ليون يوم 9 أكتوبر 2009، لينفي أنه اغتصب سيدة تدعى "كريستيل" "اسم مستعار". ووفقاً لذلك الحجز فإنه يفترض أن يكون حل بليون بعد ساعات من الموعد الذي قالت كريستيل إنه اغتصبها خلاله.

لكن التحقيقات أثبتت لاحقاً أنه حل بليون مبكراً أي قبل الموعد الذي تحدثت عنه السيدة الشاكية بساعات، أي أنه غيّر موعد رحلته.

ودفعت الأدلة الدامغة التي قدمها محامو الشاكية وقتها رمضان إلى تغيير أقواله والاعتراف بأنه "مارس معها الجنس برضاها".