لندن - (بي بي سي العربية): أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء محادثات سلام مع حركة طالبان الأفغانية رداً على هجوم في كابل أسفر عن مقتل 12 شخصاً من بينهم جندي أمريكي.

وكشف ترامب في سلسلة تغريدات أنه كان قد وافق على عقد اجتماع سري مع قادة طالبان في كامب ديفيد بولاية ماريلاند يوم الأحد، لكنه ألغي بعد إقرار الحركة بمسؤوليتها عن الهجوم.

وكان من المفترض أن يلتقي ترامب أيضاً مع الرئيس الأفغاني أشرف غني.

وكان المبعوث الخاص لترامب زلماي خليل زاده، أعلن الاثنين الماضي، عن اتفاق سلام "مبدئي" مع طالبان.

وجاء ذلك بعد جولات محادثات عدة بين الولايات المتحدة وممثلي الحركة عقدت في العاصمة القطرية الدوحة.

واتهم ترامب الحركة بالسعي لاستخدام العنف لضمان مزيد من النفوذ لها.

وقال، "للأسف من أجل الحصول على نفوذ زائف، أقرت طالبان بهجوم في كابل قتل فيه أحد جنودنا البواسل".

وأضاف، "قررت على الفور إلغاء الاجتماع ووقف مفاوضات السلام".

وتنشر الولايات المتحدة حالياً قرابة 14 ألف جندي في أفغانستان. وكان يفترض أن تسحب 5400 جندي خلال 20 أسبوعاً بموجب اتفاق السلام المقترح.

تنظيم اجتماع في كامب ديفيد، وجهاً لوجه مع زعماء طالبان، قبيل الذكرى الثامنة عشرة لأحداث 11 سبتمبر، كان سيكون خطوة دبلوماسية أمريكية غير عادية.

وكان كبير المفاوضين الأمريكيين قد أعلن عن اتفاقية سلام مبدئية الإثنين.

وجاء هذا عقب تسع جولات من المحادثات بين ممثلي طالبان والبيت الأبيض، والتي أجريت في العاصمة القطرية الدوحة.

ثم جاءت تغريدات الرئيس ترامب السبت لتنهي سنة من المفاوضات الشاقة استثنت الحكومة الأفغانية التي تعتبرها طالبان "دمية تحركها الولايات المتحدة".

وقال الرئيس في تغريدته "للأسف، اعترفت طالبان بتنفيذ هجوم في كابول أدى إلى مقتل أحد جنودنا العظماء، من أجل خلق تأثير إيجابي. لقد ألغيت كل شيء في الحال" .

وتابع ترامب" أي نوع من الناس هؤلاء الذين لا يتورعون عن القتل لتقوية موقعهم التفاوضي ؟"

وكان يفترض أن تسحب الولايات المتحدة 5400 عسكري من أفغانستان خلال 20 أسبوعاً وفقاً للاتفاقية المقترحة، مقابل وعد من طالبان بعدم استخدام البلاد كقاعدة للإرهاب.

وتحتفظ الولايات المتحدة بأربعة عشر ألف عسكري في أفغانستان حالياً.

وتخضع الاتفاقية المقترحة لموافقة الرئيس ترامب، كما قال زلماي خليل زاد، كبير المفاوضين الأمريكيين، الإثنين.

وتقول ليز دوسيت كبيرة مراسلي الشؤون الدولية في بي بي سي إنه منذ وصل المبعوث الأمريكي زلماي خليل زاد إلى كابول قبل أسبوع مع أخبار التوصل إلى اتفاقية مبدئية كانت هناك هجمات شبه يومية لطالبان، وتصاعد للغضب في أفغانستان.

وتقول طالبان إنها تستهدف القوات الأجنبية، لكن المدنيين مستمرون في دفع الثمن.

ويقال أن الاتفاقية الجديدة تتضمن التزاما بتخفيف وتيرة العنف. وقال دبلوماسي أمريكي رفيع إن طالبان تقول إن وقف إطلاق النار هو ورقتهم الوحيدة في المفاوضات الأفغانية التي ستعقب المفاوضات الأمريكية.

وتنقل دوسيت عن مسؤول أفغاني رفيع قوله بغضب "وقف إطلاق النار هو ورقتنا للتفاوض أيضاً" وأكد أن الحكومة لن تقبل الاتفاقية الحالية. ويتهم مسؤولون أفغان الولايات المتحدة بإضفاء الشرعية على طالبان.