مُنحت جائزة نوبل للسلام لعام 2019، الجمعة، إلى رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد.
وفاز المسؤول الإثيوبي الرفيع بالجائزة عن جهوده من أجل إقرار السلام مع إريتريا.
واستعادت إثيوبيا وإريتريا العلاقات في يوليو 2018 بعد سنوات من العداء، وبعد حرب حدودية استمرت من عام 1998 إلى عام 2000.
وقيمة الجائزة 9 ملايين كرونة سويدية، أي ما يساوي حوالي 900 ألف دولار، وسيكون تقديمها في أوسلو في العاشر من ديسمبر.
وتولى آبي (43 عاماً) السلطة بعد أن ضغطت الاحتجاجات الواسعة على الائتلاف الذي يحكم البلاد منذ زمن طويل وألحقت الضرر بواحدة من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم. وسرعان ما أعلن أصغر زعماء أفريقيا عن إصلاحات جذرية وبدأ ما أطلق عليها ظاهرة "أبيمانيا".
وفي خطوة أحدثت مفاجأة في منطقة القرن الإفريقي المضطربة منذ فترة طويلة، أكد أحمد أن إثيوبيا ستقبل اتفاقية سلام مع إريتريا، منهيا واحدا من أطول الصراعات في إفريقيا.
وفي غضون أسابيع، قام زعيم إريتريا منذ فترة طويلة بزيارة أديس أبابا وتمت استعادة روابط الاتصالات والنقل. وللمرة الأولى منذ عقدين من الزمن، التأم شمل العائلات المقسمة منذ فترة طويلة بين البلدين.
وأدى تحسن العلاقات إلى رفع عقوبات الأمم المتحدة على إريتريا، واحدة من أكثر دول العالم عزلة. لكن يبدو أن الإصلاحات في إثيوبيا لم تلهم أحدا في إريتريا، التي أغلقت منذ ذلك الحين المواقع الحدودية مع جارتها.
وفي الداخل، قدم أبي مفاجآت سياسية واحدة تلو الأخرى، حيث أطلق سراح عشرات الآلاف من السجناء ورحب بمجموعات المعارضة التي كانت محظورة في السابق واعترف بالانتهاكات التي وقعت في الماضي. وعبر الناس عن أنفسهم بحرية على وسائل التواصل الاجتماعي، وأعلن أن إثيوبيا ستجري انتخابات حرة ونزيهة في عام 2020. وتمتلك حكومة "متوازنة بين الجنسين" ولديها أيضا رئيسة وهو أمر نادر في أفريقيا.
وللمرة الأولى، ليس لدى إثيوبيا أي صحفي في السجن، حسبما أشارت منظمات إعلامية في العام الماضي.
كما أعلن رئيس الوزراء الجديد عن انفتاح الاقتصاد الإثيوبي الخاضع لسيطرة مشددة، قائلاً إن الاستثمار الخاص سيكون موضع ترحيب في القطاعات الرئيسية المملوكة للدولة.
لدى جائزة نوبل للسلام، تاريخ طويل من الجوائز التي تم تقديمها إلى رجال دولة ارتبطوا بإنهاء نزاعات، كان آخرها للكولومبي خوان مانويل سانتوس الذي حصل على الجائزة في عام 2016 لمساعدته في إنهاء الحرب الأهلية التي استمرت 50 عامًا في بلاده.
ومن جانبها، أكدت إثيوبيا، الجمعة، أنها "فخورة كأمة" بجائزة نوبل للسلام التي منحت لرئيس الوزراء أحمد، حسبما ورد في تغريدة لمكتب رئيس حكومة ثاني بلد في عدد السكان في إفريقيا.
وكتب مكتب آبي على تويتر: "نحن فخورون كأمة". ونشر بيانا على الموقع نفسه يعتبر أن هذه الجائزة تشكل "اعترافا" بعمل رئيس الوزراء من أجل "الوحدة والتعاون والتعايش".
وأضاف أنه "منذ أن تولى رئيس الوزراء أحمد القيادة السياسية في ابريل 2018 جعل من السلام والعفو والمصالحة عناصر أساسية لسياسته وإدارته".
وقال مكتب أبيي "ندعو كل لإثيوبيين وأصدقاء إثيوبيا إلى مواصلة اختيار معسكر السلام"، مؤكدا أن "هذا النصر وهذا الاعتراف هو انتصار جماعي لكل الإثيوبيين".
وقالت رئيسة لجنة نوبل للسلام النروجية، بيريت رايس اندرسن، إن الجائزة منحت لآبي تقديرا "لجهوده من أجل التوصل إلى السلام وخدمة التعاون الدولي، وخصوصا لمبادرته الحاسمة التي هدفت إلى تسوية النزاع الحدودي مع إريتريا".
وأضافت أن الجائزة تهدف أيضا إلى "الاعتراف بكل الأطراف الفاعلين الذين يعملون من أجل السلام والمصالحة في إثيوبيا ومنطقتي شرق وشمال شرق إفريقيا".
كما عبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الجمعة، عن ارتياحه لمنح جائزة نوبل للسلام إلى رئيس الوزراء الإثيوبي، مهندس المصالحة مع إريتريا المجاورة، التي رأى انها تغذي الآمال في إحلال "استقرار" في المنطقة.
وذكر غوتيريس، في بيان من كوبنهاغن حيث يشارك في اجتماع لشبكة لمدن كبرى حول المناخ، إن اتفاق السلام مع إريتريا "أمّن فرصا جديدا للأمن والاستقرار في المنطقة، وقيادة رئيس الوزراء أحمد قدمت نموذجا للدول الإفريقية وغيرها التي تسعى إلى تجاوز معوقات الماضي ووضع مصلحة السكان في المرتبة الأولى".