باريس - لوركا خيزران

لم يكن خبر إحباط هجوم إرهابي بالطائرات كان سيستهدف منشآت حيوية في فرنسا كافياً لعدم بث الرعب والفزع في قلوب الفرنسيين، إذ إن إعلان النبأ كان كفيلاً بتذكيرهم بأهوال هجمات إرهابية تعرضت لها فرنسا خلال الأعوام الماضية وتبناها تنظيم "داعش"، فيما قال محللون سياسيون لـ"الوطن" إن "وجود مثل هذه المخططات الإرهابية يجب أن يوجه رسالة واضحة لرئيسي أمريكا وتركيا أن إرهاب داعش ما زال قائما ولم ينته".

فرنسا أعلنت الخميس أنها تمكنت من القبض على رجل خطط لشن هجوم، على غرار الهجمات التي نفذت بطائرات على مركز التجارة العالمي في نيويورك، عام 2001.

وتواجه فرنسا منذ عدة أعوام صعوبات في كيفية التعامل مع المتطرفين، في أعقاب سلسلة هجمات في أنحاء البلاد. ويقول المسؤولون الفرنسيون إن الخطر من وقوع هجمات ما يزال كبيراً.

وقال الوزير الفرنسي كريستوف كاستانير لتلفزيون فرنسا 2 "قبل "ذلك الهجوم"، مباشرة، كانت هناك 60 محاولة شروع في هجمات منذ عام 2013".

وأضاف، "ألقت أجهزة مخابراتنا القبض على شخص استلهم أحداث 11 سبتمبر والطائرات التي دمرت برجي مركز التجارة العالمي".

من جهته، قال المحلل السياسي الفرنسي اليكس لاغاتا لـ"الوطن" إن "عمل أجهزة الأمن مازال يجنب فرنسا الكثير من الكوارث الإرهابية، لكن العلاج الحقيقي هو بالقضاء على الإرهاب أصلاً وليس فقط مراقبته وإحباطه".

وأضاف أن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتهم فرنسا بأنها تتساهل مع الإرهاب بسوريا في إشارة منه إلى الأكراد، بينما حقيقة الأمر أنه يقوض جهود محاربة داعش وإنهائه تماماً".

المحلل السياسي فرانك سيرجالا قال أيضاً لـ"الوطن" إن "إحباط الهجوم الإرهابي رسالة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن رفض فرنسا وأوروبا إعادة المتورطين بأعمال إرهابية في سوريا والخارج له أسباب منطقية ودواع أمنية"، مؤكداً أن "سحب ترامب قوات أمريكا من سوريا وما تبعه من توغل تركي وتراجع أوروبي سيحيي داعش مرة أخرى".

ولقي أكثر من 230 شخصاً حتفهم في فرنسا في الأعوام الأربعة الماضية جراء هجمات نفذها متطرفون لاسيما في نوفمبر 2015 بعد ضربات منسقة في أنحاء العاصمة.

وأعلن تنظيم "داعش" في سوريا مسؤوليته عن تلك الهجمات التي شارك مقاتلون من مواليد فرنسا في تنفيذها.