واشنطن - (العربية نت): قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن الهجوم على القنصلية الإيرانية في كربلاء علامة على تصاعد الغضب العراقي ضد التدخلات الإيرانية، كما ألمحت الصحيفة أن رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي قد تراجع عن استقالته.

وفي التفاصيل ذكرت الصحيفة مهاجمة محتجين عراقيين للقنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء، في أحدث علامة على تصاعد الغضب ضد تورط طهران في شؤون العراق، حيث قام المتظاهرون بالصعود على جدران القنصلية في وقت متأخر الأحد ورفعوا العلم العراقي.

وأظهر شهود عيان لقطات فيديو نشرتها الصحيفة وتظهر أن قوات الأمن أطلقت الرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يلقون قنابل مولوتوف على جدران القنصلية.

وجاء الهجوم على القنصلية بعد أيام من تحذير رجل الدين العراقي علي السيستاني القوى الأجنبية بما في ذلك إيران، من التدخل في العراق. كما جاء بعد أسابيع من اتهامات المتظاهرين ومنظمات حقوق الإنسان الميليشيات التي تدعمها إيران بارتكاب أعمال عنف ضد المحتجين.

وتتجذر الاحتجاجات التي بدأت في أكتوبر في المظالم المتعلقة بالخدمات الحكومية، لكنها توسعت إلى مطالب بإسقاط الطبقة السياسية بأكملها.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، منع آلاف المتظاهرين الوصول إلى ميناء أم قصر الحيوي بالقرب من مدينة البصرة الجنوبية، في محاولة واضحة لفرض خسائر اقتصادية على الحكومة. كما أغلقوا الطرق وأغلقت المكاتب والمدارس في بغداد.

وفشل تعهد رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي الأسبوع الماضي بالاستقالة بمجرد العثور على خليفة له في تهدئة المظاهرات، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أنه كان ينظر إليه على أنه محاولة لشراء الوقت، بينما تتفق الكتل السياسية الرئيسية على مرشح.

ودعا رئيس الوزراء عبدالمهدي، الأحد، المحتجين إلى السماح للبلاد بالعودة إلى وضعها الطبيعي، دون ذكر عرضه بالاستقالة.

وقال، "تهديد المصالح النفطية وإغلاق الطرق المؤدية إلى موانئ العراق يسبب خسائر كبيرة تتجاوز مليارات الدولارات".

وتصاعد الغضب ضد إيران، خاصة في المحافظات الجنوبية حيث تتمتع طهران بأكبر قدر من النفوذ، خصوصاً كربلاء – التي تحمل قدسية خاصة لدى شيعة العراق - ولها أهمية كبيرة بالنسبة لإيران حيث تعرضت قنصليتها بها للهجوم.

كما أحرق محتجون عراقيون العام الماضي القنصلية الإيرانية في البصرة في هجوم مماثل، على الرغم من أن الاحتجاجات التي أثارت ذلك كانت أصغر من الحالية.

وتأجج الغضب ضد إيران بسبب اتهامات جماعات حقوق الإنسان بأن الميليشيات المدعومة من طهران قد قتلت واختطفت المتظاهرين كجزء من حملة قمع من قبل قوات الأمن التي قتلت أكثر من 250 شخصاً منذ بدء الاحتجاجات.

وحمل المتظاهرون في كربلاء الأسبوع الماضي لافتات كتب عليها "إيران هي سبب الكارثة".

وفي خطبة الجمعة الأسبوعية في النجف، حذر المرجع الشيعي علي السيستاني، أكبر سلطة شيعية في العراق، المولود في إيران ولا يتفق مع المرشد الأعلى في إيران بشأن القضايا الدينية، من أنه "يجب ألا يتدخل أي حزب دولي أو إقليمي" في إرادة الشعب العراقي، في إشارة إلى إيران وفقاً للصحيفة.