* 53 مدينة إيرانية تنتفض ضد حكم خامنئي والسلطة تقمع الاحتجاجات

* روحاني يعترف: 75% من الإيرانيين يشعرون بضغط العبء المالي

* حرق مصرف في بهبهان ومطالب بإسقاط المرشد خامنئي

* الإيرانيون يهتفون.. "لا غزة لا لبنان.. روحي فدا إيران"

* المحتجون يرفضون تدخلات طهران في شؤون الدول العربية

عواصم - (وكالات): ارتفع عدد شهداء احتجاجات إيران التي اندلعت على خلفية رفع أسعار البنزين، إلى 11 شخصاً بعد استشهاد متظاهر في سيرجان البارحة، وسقوط 4 متظاهرين في مدينة المحمرة جنوب إقليم الأحواز بينهم طفل وشهيد سادس في شيراز، وسابع في أصفهان وشهيد في بهبهان وتاسع في كرج، بالإضافة إلى 13 جريحا، فجر السبت، برصاص قوات الأمن، فيما حرق المتظاهرون صور المرشد الإيراني علي خامنئي وهتفوا ضده قائلين "لا نريد الديكتاتور".

وأظهر مقطع فيديو لمتظاهرين إيرانيين، السبت، يهتفون ضد تدخلات نظام طهران في شؤون المنطقة.

وتصاعدت الاحتجاجات ضد رفع أسعار الوقود في يومها الثاني، السبت، على نحو لافت، إذ بلغت حد إحراق فرع للمصرف الوطني، بالتزامن مع مطالب بإسقاط نظام المرشد ورفض تدخل طهران في شؤون الدول العربية.

ففي مدينة بهبهان، جنوب غرب إيران، أضرم محتجون النار في "المصرف الوطني"، بينما طالب المتظاهرون في مدينة "كرج"، وسط البلاد، بإسقاط نظام المرشد على خامنئي.

وردد متظاهرون في عدة مدن إيرانية هتافات رافضة لتدخل بلدهم في شؤون الدول العربية، وطالبوا بتحسين أحوالهم المعيشية، بحسب مصادر في المعارضة الإيرانية.

وهتف المحتجون في مسيرتهم مرددين شعار "لا غزة لا لبنان.. روحي فدا إيران".

وقال الرئيس حسن روحاني السبت إن 75% من الإيرانيين "يشعرون بضغط "العبء المالي""، لكن العائدات الإضافية من رفع أسعار الوقود ستذهب لهم وليس لخزانة الدولة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية "أ ف ب".

وأفادت مصادر بمقتل شخص باشتباكات بين الأمن والمتظاهرين في حي الزرقان بمدينة الأحواز ويدعى محمد رضا عسافي.

والقتلى في المحمرة هم ميثم عبدالوهاب منيعات "25 عاماً"، وخالد غزلاوي التميمي وهو طفل يبلغ من العمر 12 عاماً، وحامد شريفات، بالإضافة إلى الغبيشاوي والحميدواي. وفي مواجهات مع الأمن سقط قتيل في مدينة شيراز. أما في سيرجان فالقتيل هو جواد نظري فتح أبادي، الذي أصابته رصاصة فتحت جمجمته ما أدى إلى سقوطه على الفور.

وشهدت العاصمة طهران اشتباكات عنيفة بين الأمن والمتظاهرين في أوتوستراد باسداران، كما وقعت اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين في ميدان شوش، جنوب طهران وقطع الشوارع بحرق الإطارات.

هذا بينما قام محتجون بحرق صور المرشد في إسلام شهر جنوب طهران، بالإضافة إلى قيامهم بحرق مركز للأمن ومحطة للوقود.

فيما أطلقت قوات الأمن النار على المتظاهرين، ما أسفر عن سقوط قتيل وعدة جرحى في شيراز بمنطقة معالي أباد، ودفع المحتجين لإحراق مركز الأمن.

وفي مركز مدينة شيراز، هربت مجموعة من قوات الأمن في هجوم مضاد من المتظاهرين الذين كانوا يهتفون "لا نريد الديكتاتور.. فليرحل".

من جهتها، تقوم قوات الأمن والاستخبارات بإرسال رسائل نصية للمواطنين في مختلف المحافظات تحذرهم من الانضمام إلى الاحتجاجات.

إلى ذلك، خرج المواطنون الإيرانيون في مظاهرات ومسيرات ووقفات احتجاجية في معظم المحافظات الإيرانية، حيث تحولت إلى احتجاجات مناهضة للنظام بينما اشتبك متظاهرون مع قوات الأمن التي انتشرت بكثافة لقمع التظاهرات واستخدمت العنف، بحسب النشطاء وكما تظهر المقاطع التي ينشرونها عبر مواقع التواصل.

من جهته، وصف المدعي العام الإيراني محمد جعفر منظري الاحتجاجات بأنها "أعمال شغب"، مهدداً بمواجهة المحتجين.

وأضاف منظري أن قرار تعديل قيمة البنزين تم اتخاذه على أساس القانون ورأي الخبراء.

وتابع "بعض الأفراد "المُخلين بالأمن" استغلوا الظروف الحالية لإحداث اضطرابات والتسبب بمشاكل في النظام العام".

أما اجتماع المجلس الاقتصادي الأعلى الذي عقد بحضور الرئيس الإيراني حسن روحاني ورؤساء السلطات الثلاث لم يخرج بنتيجة حول مآلات رفع أسعار البنزين وركز فقط على أن عائدات رفع أسعار النفط سيتم توزيعها على الفقراء بأسرع ما يمكن، في محاولة لامتصاص غضب المتظاهرين.

ووفقاً لقناة "در" الناطقة بالفارسية عبر الإنترنت، تشهد 53 مدينة مظاهرات وتجمعات أدت في بعض منها إلى مواجهات مع القوات الأمنية التي هاجمت الحشود.

وفي العاصمة طهران، تعالت أصوات المتظاهرين تحت الثلج، بهتاف "الموت للدكتاتور"، مطالبين برحيل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.

وتظهر المقاطع أن المتظاهرين في شارع شريعتي وسط العاصمة طهران، يطالبون المواطنين بالانضمام إلى المسيرات.

ويظهر أحد المقاطع هجوم قوات الأمن على المتظاهرين في تبريز، مركز محافظة أذربيجان الشرقية، وسط هتافات الناس تصف عناصر الأمن بـ"عديمي الشرف".

وانتقد اثنان من المراجع الدينية في إيران وهما صافي كلبايكاني وعلوي جرجاني رفع أسعار البنزين وطالبا بإلغاء القرار وعدم ممارسة المزيد من الضغوط الاقتصادية على المواطنين.

وأفاد ناشطون بأن الإنترنت انخفضت سرعته في معظم المناطق أو مقطوعة بالكامل في المناطق الملتهبة خاصة في مدن إقليم الأحواز.

وأفاد ناشطون عرب بأن هناك اشتباكات مستمرة في الأحواز حيث قام محتجون بإحراق مبنى للبلدية، كما في مدينة المحمرة اشتبك شبان بالسلاح الناري في منطقة الطويجات قرب الجسر الجديد، وتم تدمير محطة غاز الخراساني في المحمرة.

وتفيد أنباء أخرى بأن متظاهرين في ميناء ديلم المطل على الخليج العربي قاموا بقطع الطريق بين محافظتي الأحواز وبوشهر.

وبث ناشطون مقاطع تظهر المتظاهرين في شيراز وهم يهتفون: "المدفع والدبابة وكل الأسلحة لم تعد تخيفنا".

بدورها كتبت النائبة الإصلاحية في البرلمان الإيراني عن العاصمة طهران، براونه سلحشوري، أن "القرار تم اتخاذه من قبل المجلس الاقتصادي الأعلى ورؤساء السلطات الثلاث في تجاهل تام للبرلمان"، وطالبت الناخبين بإلقاء اللوم على البرلمان لأنه لا يمتلك قراره، حسب تعبيرها.

وبدأت الاحتجاجات، الجمعة، مع وقوع اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في ثلاث مدن على الأقل وهي مشهد والأحواز وسيرجان التي شهدت سقوط قتيل.

وذكرت وكالة "فارس" المقربة من الحرس الثوري الإيراني أن الاحتجاجات في إقليم الأحواز الغني بالنفط ومدينة سيرجان في محافظة كرمان جنوب البلاد كانت الأكثر حدة.

وقتل شخص وأصيب آخرون في مظاهرات واسعة خرجت في مدن إيرانية للاحتجاج على قرار حكومي مفاجئ برفع أسعار الوقود.

وارتفعت أسعار الوقود بنسبة 50%، على الأقل، الجمعة. وخفضت السلطات دعمها الكبير لأسعار الوقود في محاولة للتعامل مع تبعات العقوبات الأمريكية التي أثرت سلبا على الاقتصاد الإيراني.

وفي مدينة مشهد، وهي ثاني أكبر مدن إيران، أغلق عشرات المتظاهرين الغاضبين الطرق عبر مغادرة سياراتهم وتركها في الشوارع، بحسب تقارير إعلامية.

وقام العشرات من سائقي السيارات الغاضبين، في العديد من المدن، بإغلاق الطرق عن طريق إيقاف سياراتهم فيها أو تركها وسط زحمة حركة المرور.

وتواجه طهران عقوبات صارمة على صادراتها النفطية إثر انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي وقّع عام 2015.

وتعد أسعار الوقود في إيران من الأرخص على مستوى العالم بسبب الدعم الكبير من قبل الدولة وانخفاض قيمة عملة البلاد.

كما أن إيران واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، إذ تقدر قيمة صادراتها بمليارات الدولارات كل عام.

لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعاد فرض عقوبات على طهران العام الماضي بعد انسحابه من الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى الست.

وبموجب الاتفاق، وافقت إيران على الحد من أنشطتها النووية المثيرة للجدل، والسماح بدخول المفتشين الدوليين مقابل تخفيف العقوبات.

وأدت العقوبات إلى تراجع حاد في الاقتصاد الإيراني، مما دفع قيمة عملتها إلى مستويات قياسية في الانخفاض.