أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، أن قوات النظام السوري تواصل استقدام التعزيزات العسكرية إلى مواقعها بريف حلب، وسط ترقب بشن عملية عسكرية بالمنطقة.
ورجّح المرصد أن العملية العسكرية قد تبدأ خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة.
كما أكد المرصد حدوث قصف صاروخي نفذته قوات النظام صباح اليوم الثلاثاء، مستهدفةً مناطق في مدينة معرة النعمان ومحيطها. وباستثناء هذا القصف، يسود الهدوء الحذر والنسبي عموم منطقة "خفض التصعيد" وسط غياب اعتيادي لطائرات النظام وروسيا في ظل سوء الأحوال الجوية في المنطقة، حسب ما أكده المصدر.
والسبت الماضي، أكد المرصد وصول حشود عسكرية لقوات النظام على محاور ريفي حلب وإدلب، حيث قال إن أرتال القوات الخاصة التابعة للنظام انطلقت من محاور ريف حماة الشمالي واللاذقية خلال الأيام الفائتة واتجهت نحو إدلب وحلب.
كما رصد أمس الاثنين دخول رتل مؤلف من نحو 10 آليات عسكرية لفصائل سورية موالية لتركيا ("الجيش الوطني السوري")، من معبر دارة عزة بريف حلب الغربي، إلى مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" والفصائل، متجهاً نحو نقاط الاشتباك في ريف إدلب لتعزيز تواجده هناك.
ومنذ منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي، كثّفت قوات النظام وحليفتها روسيا وتيرة الغارات على المنطقة الخاضعة في معظمها لسيطرة "هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً)، والتي تنتشر فيها فصائل مقاتلة أخرى أقل نفوذاً، في وقت تحقق تقدماً على الأرض رغم وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في آب/أغسطس الماضي ودعوات الأمم المتحدة لخفض التصعيد.
وشنت القوات السورية بدعم من روسيا هجوماً واسعاً بين شهري نيسان/أبريل وآب/أغسطس الماضي في المحافظة إدلب أسفر عن مقتل 1000 مدني، وفقاً للمرصد وعن نزوح 400 ألف شخص وفق الأمم المتحدة، قبل بدء سريان هدنة في نهاية آب/أغسطس.
لكن القصف والمعارك البرية استمرت رغم وقف إطلاق النار، ما أسفر عن مقتل مئات المدنيين والمقاتلين.
وسيطرت قوات النظام خلال الهجوم الذي استمر أربعة أشهر وانتهى بهدنة في نهاية آب/أغسطس على مناطق واسعة في ريف إدلب الجنوبي، أبرزها بلدة خان شيخون الواقعة على الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق.
كما نزح أكثر من 235 ألف شخص، بين 12 و25 كانون الأول/ديسمبر الماضي، جراء التصعيد العسكري الأخير في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة، تزامناً مع تكثيف قوات النظام وحليفتها روسيا وتيرة غاراتها على المنطقة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن العام 2019 كان الأقل دموية منذ بداية الحرب في سوريا والتي أسفرت في نحو تسع سنوات عن مقتل 370 ألف شخص.