* تظاهرات غاضبة تطالب برحيل خامنئي بعد إسقاط طائرة أوكرانيا

* واشنطن: صوت الشعب الإيراني واضح وهو مستاء من كذب النظام

* الحرس الثوري: توترنا وظننا الطائرة الأوكرانية صاروخاً

* الخارجية الأوكرانية: نعمل على الحصول على تعويضات من إيران

* مسؤول أمريكي: تهور طهران تسبب مرة أخرى بعواقب مدمرة

* المحتجون يهتفون: لماذا أخفيتم الحقيقة؟!

دبي - (العربية نت): بعد ساعات من إقرار الحرس الثوري الإيراني بمسؤوليته عن إسقاط الطائرة الأوكرانية، انطلقت مساء السبت، تظاهرات طلابية أمام جامعة أمير كبير في طهران، وذكرت وكالة فارس أن عدد المحتجين يقدر بنحو 700 إلى ألف شخص، فيما فيما أعلنت الخارجية الأوكرانية أنها تعمل على الحصول على تعويضات من إيران".

وعلت الهتافات المنددة بالمرشد الإيراني، علي خامنئي، والسلطات، وطالب المحتجون خامنئي بالرحيل، وهتفوا "النظام يرتكب الجرائم وخامنئي يبرر"، و"الموت للولي الفقيه"، و"قاتل وحكمه باطل"، وفق مواقع إيرانية.

ووصلت التظاهرات إلى أصفهان وشيراز على خلفية إسقاط الطائرة.

وقام المحتجون بتمزيق صور لقاسم سليماني الذي قتل في غارة أمريكية 3 يناير الجاري، وعرضت "فارس" التي ينظر لها على نطاق واسع باعتبارها مقربة من الحرس الثوري صوراً لمجموعة من الناس وصورة ممزقة لسليماني.

وأظهرت المقاطع هتافات الإيرانيين ضد السلطات قائلة "النظام يرتكب الجرائم وخامنئي يبرر".

وأصدر الحرس الثوري الإيراني بياناً السبت اعترف فيه بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية بصاروخ بعد تصاعد الضغوط الخارجية على طهران، لكن تعازي القيادة لأسر الضحايا لم تكن كافية في نظر بعض الإيرانيين.

من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن "صوت الشعب الإيراني واضح وهو مستاء من كذب النظام"، مضيفاً "نقف مع الشعب الإيراني الذي يستحق مستقبلا أفضل".

من جانبه، قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية إن "إسقاط إيران لطائرة الركاب الأوكرانية مأساة مروعة"، وذلك بعد اعتراف طهران بأنها أسقطت الطائرة".

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "في النهاية إيران ارتكبت خطأ جسيماً.. تصرفات إيران الطائشة تتسبب في عواقب مدمرة مجدداً".

وظلت إيران أياماً تنفي الاتهامات الغربية لها بالمسؤولية عن تحطم الطائرة الذي وقع يوم الأربعاء، مما أدى إلى مقتل جميع من كانوا فيها وعددهم 176 شخصاً.

وقالت السلطات إن وسائل الدفاع الجوي، التي كانت في حالة تأهب بعد ضربات صاروخية إيرانية لأهداف أمريكية في العراق، أطلقت صاروخاً صوب الطائرة بطريق الخطأ.

وفشلت تعازي المرشد الأعلى الإيراني والرئيس حسن روحاني في تهدئة الإيرانيين الغاضبين، الذين عبروا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم لإخفاء الحقيقة من جانب المؤسسة الحاكمة.

ونقلت وكالة أنباء "العمال" الإيرانية شبه الرسمية عن رجل الدين المعتدل على أنصاري قوله "إنها مأساة وطنية. والطريقة التي عولجت بها والتي أُعلنت بها من جانب السلطات أكثر مأساوية".

وتساءل كثير من الإيرانيين عن السبب في أن السلطات لم تغلق مطار طهران والمجال الجوي للبلاد، وقت أن كانت في حالة تأهب لصد انتقام محتمل بعد الضربات الصاروخية.

وقالت ميرا صديقاتي في اتصال هاتفي من طهران "كانوا حريصين للغاية على ألا يقتلوا أي أمريكي خلال الانتقام لسليماني. لكنهم لم يغلقوا المطار. هذا يظهر مدى حرص هذا النظام على الإيرانيين"، وفق ما نقلته "رويترز".

من جانبه، قال رضا غدياني في مدينة تبريز ""يقولون" لسوء الحظ؟ ماذا يعني ذلك؟ لقد أخفوا هذا النبأ المأساوي الهائل لأيام لمجرد الحداد على سليماني. عار عليكم". وطالب بعض الإيرانيين باستقالة المسؤولين ورفضوا اعتذارهم.

وكتب أحمد بطيبي على تويتر "أنتم انتقمتم من الإيرانيين". وجاء ذلك رداً على قول روحاني على تويتر "تأسف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشدة لهذا الخطأ الكارثي".

وكتب مستخدم اسمه صادق على تويتر يقول "لا شيء غير الاستقالة".

بدوره قدّم وزير الخارجيّة الإيراني، محمد جواد ظريف، "اعتذار" بلاده عن كارثة طائرة البوينغ الأوكرانيّة، بعد اعتراف القوّات المسلّحة الإيرانيّة بأنّ الطائرة أُسقِطت خطأ. إلا أنه ألمح بشكل غير مباشر إلى تسبب الولايات المتحدة بتلك المأساة، بعد تصاعد التوتر والتهديدات التي أطلقها مسؤولوها، وكتب في تغريدة على تويتر "خطأ بشريّ في فترة الأزمة التي تسببت بها نزعة المغامرة الأمريكية أدّى إلى الكارثة".

وردت عليه بيتا رزاقي قائلة "هذا هو خط النهاية أيها السيد الوزير! لقد هدمتم كل شيء".

يذكر أن الحرس الثوري، أعلن أن الطائرة الأوكرانية التي كانت في طريقها إلى كييف اعتبرت بطريق الخطأ هدفاً معادياً بعد أن اتجهت صوب قاعدة عسكرية حساسة للحرس الثوري بالقرب من طهران. وأضاف أن ذلك كان خطأ بشرياً غير مقصود.

وبرر ظريف إسقاط طائرة البوينغ التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية، قائلاً: "إن الولايات المتحدة هددت بضرب 52 هدفاً في إيران، لذلك كانت جميع الوحدات الهجومية والدفاعية في حالة تأهب. وكان النظام الدفاعي يعمل تحت نفس الظروف".

وأضاف: "في تلك الليلة كانت البلاد في حالة حرب، وتم إعلان أعلى مستوى للتأهب، وفي مثل هذه الظروف واجه النظام الدفاعي هدفاً على بعد 19 كيلومتراً، وحدده خطأ على أنه صاروخ کروز".

وأعلن الحرس الثوري الإيراني، السبت، مسؤوليته عن الحادثة، إلا أنه زعم أن الصاروخ الذي أطلق باتجاهها انفجر قرب الطائرة، قائلاً "إن الطائرة حرفت مسارها للعودة"، وهو ما نفته لاحقاً أوكرانيا بالخرائط. وعازياً السبب إلى "التوتر" الذي كان سائداً، قال قائد القوة الجوفضائية في الحرس، أمير علي حاجي زاده، إن الحرس ظن أن الطائرة الأوكرانية التي أسقطها في إيران صاروخ كروز، كاشفاً أنها أُسقطت بصاروخ قصير المدى. وأضاف في مؤتمر صحافي أن الحرس "سيقبل أي قرار يتخذه المسؤولون في هذا الشأن".

وذكر التلفزيون الإيراني نقلاً عن مصدر عسكري، السبت، أن الطائرة الأوكرانية التي سقطت، الأربعاء الماضي، قصفت نتيجة خطأ بشري غير مقصود.

وأوضح المصدر العسكري أن الطائرة الأوكرانية قصفت عن طريق الخطأ.

وتأتي الخطوة الإيرانية بعد أن رجحت عدة دول غربية أن تكون الطائرة وهي من طراز "بوينغ 737" قد سقطت من جراء التعرض لصاروخ إيراني، بشكل غير مقصود.

وسقطت الطائرة بعد فترة وجيزة من الإقلاع، ووقع الحادث في الليلة التي شهدت إطلاق إيران لعدة صواريخ صوب قاعدتين عسكريتين في العراق، انتقاماً لمقتل قائدها العسكري البارز، الجنرال قاسم سليماني، في ضربة جوية أمريكية، في الثالث من يناير الجاري، قرب مطار بغداد.

والجمعة، أعلن رئيس جهاز أمن الدولة الأوكراني "إس.بي.يو"، إيفان باكانوف، عن وضع احتمالي الهجوم الصاروخي أو الإرهاب على رأس الأسباب المحتملة وراء تحطم طائرة الركاب الأوكرانية في إيران.

وأضاف باكانوف، في بيان أن فكرة احتمال كون السبب هو الإصابة بصاروخ تجذب معظم الاهتمام العلني لكنها تثير سلسلة من التساؤلات. وحذر من القفز إلى "استنتاجات متسرعة". وفقاً لرويترز.

وعرض وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الجمعة، المساعدة الكاملة على الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في إطار تحقيقات الكارثة.

وطالب الاتحاد الأوروبي، الجمعة، بتحقيق "مستقل وذي مصداقية" بشأن حادثة تحطم الطائرة الأوكرانية في إيران، والتي أسفرت عن مقتل 176 شخصاً كانوا على متنها.

وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، شتيفان دي كيرسمايكر، للصحفيين: "من المهم جداً بالنسبة إلينا أن تأخذ التحقيقات شكل تحقيق مستقل وذي مصداقية يجري بشكل يتناسب مع قواعد منظمة الطيران المدني الدولي"، حسبما نقلت "فرانس برس".