(بوابة العين الإخبارية): قالت صحيفة "تليغراف" البريطانية، الأربعاء، إن "سقوط النظام الإيراني بات مسألة وقت"، لافتة إلى "حالة السخط الشعبي ضد المرشد علي خامنئي".

وقال محرر شؤون الدفاع في "تليغراف"، كون كوجلين، إن محاولات النظام الإيراني للتستر على تورطه في إسقاط الطائرة الأوكرانية يعني أن الحكام في طهران لا يتمتعون بالمصداقية في إدارة شؤون البلاد.

وأضاف كوجلين، في مقال له بالصحيفة، أن إيران تواجه اليوم أكبر أزمة تهدد وجودها منذ عام 1979، ولم يعد بإمكانها اللجوء إلى أساليبها القمعية التي مكنتها في الماضي في إسكات معارضيها، مثل نشر عناصر الحرس الثوري خلال الثورة الخضراء عام 2009 لقتل وترهيب المحتجين.

وتابع، "حكام إيران المسؤولين عن القمع الوحشي الذي عانته البلاد منذ ثورة 1979، كشفوا أخيرًا عن أنهم مجموعة كاذبون فاسدون غير مؤهلين رغم أن ذلك استغرق أكثر من 40 عاماً".

وأوضح الصحفي البريطاني أنه رغم لوم أنصار النظام الإيراني للإدارة الأمريكية بالتسبب في كارثة الطائرة الأوكرانية، على خلفية قتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، لا تتمتع هذه الفرضية بمصداقية من الأساس.

ومضى في حديثه، "طهران هي من سرعت بالأزمة في المقام الأول بقتلها المتعاقد الأمريكي في كركوك، وتنظيم الاحتجاجات العنيفة أمام سفارة الولايات المتحدة في بغداد".

وأشار إلى أن النظام الإيراني أمعن في إهانة البلاد عندما رفض في البداية الاعتراف بمسؤوليته عن كارثة الطائرة، ليضطر بعد ذلك الاعتراف بالأمر بعدما تمكنت وكالات استخبارات غربية من إثبات أنه تم إسقاطها، وأن ذلك لم يكن نتيجة عطل في المحرك، كما زعم المسؤولون الإيرانيون.

وأصبحت الأكاذيب أمراً مألوفاً بالنسبة للنظام الإيراني في محاولة يائسة من مسؤوليه للتشبث بالسلطة، بينما تخرج البلاد من أزمة لتدخل في أخرى تحت إدارتهم، بحسب كون كوجلين.

وذكر أنه بسبب سوء إدارة أزمة الطائرة الأوكرانية، أصبح واضحاً لآلاف الإيرانيين ممن احتجوا في الشوارع أن حكومتهم هي الشرير وليس الولايات المتحدة.

من جانبها، رأت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن المرشد الإيراني علي خامنئي يواجه واحدة من كبرى التحديات خلال عقود حكمه الثلاث، بعدما انكشف كذب نظامه بشأن حادث الطائرة الأوكرانية.

ولعل أقوى تحدٍّ يواجه خامنئي محاولة تهدئة الغضب الشعبي بسبب التستر على سبب حادث تحطم الطائرة الأسبوع الماضي وتوحيد مؤسسة متصدعة، وفقاً لتقرير الصحيفة.

ولم تشهد العلاقة بين الإيرانيين والنظام انقساماً مثل الموجود اليوم، ففي حين أن الساسة يتبادلون الاتهامات، هناك اتهامات بأن دولتهم تكذب، لذا أصبح خامنئي الهدف الرئيس للسخط الشعبي بصفته المرشد واعتبار الرئيس حسن روحاني أضعف من تحقيق أي تغيير، وفقاً لـ"فايننشال تايمز".

وأقر الرئيس الإيراني حسن روحاني، الثلاثاء، بمسؤولية حكومته عن إسقاط الطائرة الأوكرانية التي راح ضحيتها 176 شخصاً، عقب احتجاجات عمت البلاد.

وقتل سليماني مع نائب قائد ميليشيا الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس في ضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد الدولي.

وقاسم سليماني هو قائد فيلق القدس، منذ عام 1998، وهي فرقة تابعة للحرس الثوري الإيراني والمسؤولة عن العمليات العسكرية والعمليات السرية خارج الحدود الإقليمية لإيران ويبلغ من العمر 62 عاماً.

وكانت عناصر من ميليشيا كتائب حزب الله العراقي الموالية لإيران اقتحمت مقر السفارة الأمريكية في العاصمة بغداد، بعد مقتل عشرات المسلحين بينهم قياديون، في ضربات جوية استهدفت منشآت تابعة للميليشيات التابعة لإيران.

وتشهد المنطقة توتراً، عقب مهاجمة طهران بصواريخ باليستية الأربعاء قاعدتين عسكريتين يتمركز فيهما جنود أمريكيون، رداً على مقتل قاسم سليماني.

وكان الحرس الثوري الإيراني قال، في بيان، إنه أطلق "عشرات الصواريخ أرض – أرض" على قاعدة "عين الأسد" الجوية غربي العراق، دون الإعلان عن أي خسائر بشرية، فيما أوضح الجانب الأمريكي أن الأضرار المادية محدودة.