بعد إعلان تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، المدعومة من جماعة حزب الله وحركة أمل، فإن موقفا سياسيا صعبا سيكون في انتظارها، عندما تتحرك للحصول على تمويل خارجي ضروري لمنع حدوث انهيار مالي.

وتواجه الحكومة أزمة مالية، لكن الوضع يبدو أكثر تأزما الآن، ففي الوقت الذي خرجت فيه الحكومة إلى النور بعد حصولها على دعم حزب الله وحركة أمل، فإن الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الخليج تصنف حزب الله جماعة إرهابية.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن لبنان شكل حكومة يسيطر عليها حزب الله، المدعوم من إيران، وحلفاؤه للمرة الأولى.

واعتبرت الصحيفة الأميركية، أن سيطرة حزب الله على المشهد سياسيا، ستكون له انعكاسات سلبية على الدعم الغربي للبنان، في وقت تشهد البلاد شبه انهيار اقتصادي.

وأشارت إلى أن خطورة نفوذ حزب الله المتصاعد، ترتبط طرديا بعزل عدد من الأحزاب السياسية الرئيسية، على رأسها تيار المستقبل، أكثر تيار لبناني له علاقات تقليدية مع القوى الإقليمية والغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة.

وفي ظل تسمية حكومة ما يطلق عليها البعض "اللون الواحد"، المدعومة من حزب الله، يتوقع أن يتراجع الدعم الأميركي للبنان، ومن خلفها المجتمع الدولي، مما سيكون له تأثير مباشر على المساعدات الدولية التي تحتاج إليها البلاد.

وبهذا، فإن الضغط يضاف إلى سياسة الضغط الدولي التي تبناها الغرب في أزمة لبنان، من أجل تنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي ومحاربة الفساد، مقابل توفير الدعم للبلاد بشكل تدريجي.

وقال السياسي اللبناني آلان عون، إن تنفيذ برنامج من صندوق النقد الدولي، يعد أحد الخيارات أمام لبنان، إذا كانت الشروط محتملة للبلد "بما لا يثير اضطرابات اجتماعيا"، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.

واتخذت حكومة دياب شكلها النهائي، الثلاثاء، بينما استمرت الاحتجاجات على النخبة الحاكمة.

وظل لبنان دون حكومة فاعلة منذ استقالة سعد الحريري من رئاسة الوزراء في أكتوبر الماضي، عقب احتجاجات واسعة ضد السياسيين الذين قادوا لبنان إلى أسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.

وارتفع سعر السندات السيادية اللبنانية المقومة بالدولار بما يصل إلى سنت واحد، الأربعاء، مع تشكيل الحكومة الجديدة بعد مفاوضات استمرت على مدى أسابيع حول المناصب الوزارية.