عواصم - (وكالات): اهتمت صحف عربية بظهور فيروس كورونا الجديد في الصين، والذي أثار المخاوف عالمياً من انتقاله إلى بلدان أخرى، ولاسيما في ظل عدم توفّر لقاح له حتى الآن.ووصف أحد الكُتاب انتشار الفيروس بأنه "عولمة الفيروسات" نتيجة تيسر وسائل الانتقال بين البلاد، وبالتالي سهولة انتقال الفيروسات. ورأت بعض الصحف أن مسؤولية مواجهة الفيروس "مسؤولية جماعية".وكان الرئيس الصيني، شي جين بينغ، قد حذر من "تسارع" انتشار الفيروس وأن البلاد تواجه "وضعاً خطيراً"، بعد الإعلان عن إصابة نحو 2000 شخص بالفيروس منذ اكتشافه في مدينة ووهان، بحسب تقارير حكومية.في "الشروق" الجزائرية، تتحدث نوارة باشوش عن الإجراءات التي اتخذتها الجزائر لرصد الفيروس والوقاية منه.ونقلت الجريدة عن مدير الوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، جمال فورار، أن الحكومة الجزائرية اتخذت "الإجراءات اللازمة لتجنب دخول وباء 'فيروس كورونا' إلى البلاد". ونقلت عن المسؤول قوله: "فعلنا جهاز مراقبة يحتوي على كاميرات حرارية للكشف على المصابين بفيروس كورونا على مستوى المطارات الدولية ابتداءً من الخميس الماضي".كما تقول "الأهرام" المصرية إن "الرعب يجتاح العالم بسبب هذا الفيروس الخطير القادم من الصين".وقالت الجريدة في افتتاحيتها إن وزارة الصحة المصرية "رفعت استعداداتها إلى الدرجة القصوى بالموانئ والمطارات، وأعلنت مستشفيات الحُمّيات جاهزيتها حين اكتشاف أو اشتباه في أي حالة مصابة بفيروس كورونا".أما في السعودية، فنقلت جريدة الرياض عن وزير الصحة، توفيق الربيعة، قولها إن "وزارة الصحة نفذت العديد من الإجراءات الاحترازية المشدّدة للتصدي لفيروس كورونا الجديد وقامت بتعزيز إجراءات الرصد والمراقبة لهذا المرض في منافذ الدخول للمملكة".وقال الوزير إنه "يتم حصر الرحلات القادمة مباشرة من جمهورية الصين وأيضا المسافرين القادمين من الصين عبر رحلات غير مباشرة وذلك بالتنسيق مع هيئة الطيران المدني".وأشار الوزير إلى أن موظفي مراكز المراقبة الصحية يقومون "بمعاينة القادمين من الصين وقياس علاماتهم الحيوية"، مضيفاً أن المملكة لم تسجل حتى الآن أي إصابة بفيروس كورونا الجديد.وتحت عنوان "مسؤولية جماعية"، كتبت جريدة "الاتحاد" الإماراتية: "الوقاية خير من العلاج. حكمة مختصرة تتطلب التنفيذ من الجميع بانتظار انتهاء أزمة فيروس 'كورونا الجديد' الآخذ بالانتشار داخل الصين، ونسبيا خارج حدودها".وتقول الصحيفة في افتتاحيتها إن "الالتزام بتعليمات السلامة أنجع دواء في الأزمة الحالية، لاسيما أن العلماء لا يزالون بصدد تحليل الفيروس وطريقة انتقاله قبل الدخول في مرحلة تصنيع أي لقاح".وقال حسين شبكشي في "الشرق الأوسط" اللندنية إن "الانتقال المرعب والمذهل للفيروسات بسبب حركة السفر والتنقل الميسر جعل واقع 'عولمة الفيروسات' مسألة حقيقية، انتقلت من دفات روايات الخيال العلمي إلى الواقع المعيش اليوم".ويضيف: "لم تعد الفيروسات 'معزولة' جغرافيا، ولعل آخر هذه الأمثلة كان فيروس إيبولا الذي بقي إلى حد كبير في حدود داخل القارة الأفريقية، ولكن اليوم هناك حالة من الهلع والخوف والقلق في التعامل مع هذا المرض الجديد، وخصوصاً أنه لا مصل له ومن ثم لا علاج له".ويرى الكاتب أنه "إذا كانت العولمة انتهت اقتصادياً بسبب الأحداث الأخيرة، فإن عولمة الأمراض والفيروسات لا تزال موجودة. فيروس كورونا مرض خطير جداً، ويجب أن يتم التعامل معه بشكل استباقي بكل ما يمكن... الفيروسات تزداد قوة وتتطور وتتأقلم مع المقاومة ضدها".وتحت عنوان "كورونا.. كعب أخيل الصين"، يقول عبد الله عبد السلام في "الأهرام" المصرية إنه عندما ظهر الفيروس في مدينة ووهان الصينية "فرضت السلطات تعتيماً، واعتبرت الأمر مشكلة معزولة، لتعترف الإثنين الماضي فقط، بعد كشف وسائل إعلام بهونغ كونغ أن الإصابات امتدت خارج ووهان".ويقول الكاتب إن الحزب الشيوعي الحاكم في الصين يحرص "على صورته ومصداقيته"، مؤكداً أن "طريقة المعالجة تشير إلى أن البيروقراطية لم تتخل عن أساليبها القديمة بمواجهة قضايا شديدة الخطورة، لا تتعلق بالداخل فقط بل بالعالم مع ظهور إصابات بدول عديدة معظمها قادم من الصين".ويضيف الكاتب: "العالم ينتظر طريقة مختلفة وليس على طريقة الوضع قابل للسيطرة، التي دأبت بكين على ترديدها".