* ترامب يشيد بقوة الاقتصاد ومحاربة الإرهاب

* انقسام غير مسبوق للكونغرس بعد خطاب "حالة الاتحاد"

واشنطن - (وكالات): قبل 9 أشهر من الانتخابات الرئاسية، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطابه حول حال الاتحاد أمام الكونغرس أنه "وفى" بالوعود التي قطعها مشيداً بقوة الاقتصاد ومحاربة للإرهابيين.

وقال ترامب "خلافاً لكثيرين قبلي، أنا وفيت بوعودي" فيما كان الجمهوريون يقاطعونه تكراراً بالتصفيق والوقوف مرددين "الولايات المتحدة، الولايات المتحدة". في المقابل كان الديمقراطيون المعارضون يجلسون صامتين.

ومزقت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، نسخة خطاب حالة الاتحاد، عقب إلقائه من قبل الرئيس الأمريكي، الأمر الذي أظهر حدة الخلاف بين الطرفين.

وعقب إنهاء ترامب خطابه الذي استمر أكثر من ساعة، مساء الثلاثاء بالتوقيت المحلي، في جلسة مشتركة لأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، أقدمت بيلوسي التي كانت تقف خلفه، على تمزيق نسختها من الخطاب، حسبما أظهرته الكاميرات.

يأتي ذلك كرد فعل من بيلوسي على تجاهل ترامب مصافحتها أثناء تسليمه إياها نسختها من الخطاب قبل إلقائه، والذي لم يتضح ما إذا كان موقفاً متعمداً من قبل ترامب أم وقع بشكل غير مقصود.

وكانت هذه المرة الأولى التي يواجه فيها ترامب مع بيلوسي ألد خصومه السياسيين، منذ خروجها من اجتماع في البيت الأبيض، قبل أربعة أشهر.

وألقى ترامب خطابه في نفس الغرفة في مجلس النواب التي شهدت مساءلته والتوصية بعزله من منصبه قبل أقل من ثلاثة أشهر، وعشية تبرئته المتوقعة في مجلس الشيوخ

ويبدو أن ترامب استفز رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، التي تنتقده وتهاجمه بشدة، عندما تجاهل يدها التي مدت لمصافحته قبل أن يبدأ خطابه.

وبعد انتهاء ترامب من كلمته أمسكت بيلوسي نسخة من خطابه أوراق الخطاب ومزقتها خلفه وأمام الكاميرات.

وشدد ترامب في خطابه على "العودة الكبرى لأمريكا"، وعلى "النجاح الاقتصادي الكبير" للولايات المتحدة.

وقال الرئيس الأمريكي "لقد نجحت استراتيجيتنا"، متحدثاً عن اتفاقاته التجارية الأخيرة مع الصين وكندا والمكسيك.

كذلك، دافع ترامب عن سياسته الخارجية، ودعمه للمعارض الفنزويلي خوان غوايدو الذي تعترف به الولايات المتحدة وأكثر من خمسين دولة رئيساً موقتاً لفنزويلا.

وقال ترامب أمام الكونغرس الأمريكي إن "طغيان" الرئيس الفنزويلي الاشتراكي نيكولاس مادورو سيتمّ "تحطيمه". واعتبر أن "مادورو زعيم غير شرعي، طاغية يعامل شعبه بوحشية"، مشدداً على أن "قبضة" مادورو "سيتم تحطيمها وتدميرها". وكان غوايدو من بين "ضيوف الشرف" الذين تمت دعوتهم لحضور هذا الخطاب الرئاسي التقليدي.

ولم يركز خطاب ترامب كثيراً على السياسة الخارجية، ولم يأت على ذكر كوريا الشمالية. لكن ترامب أومأ سريعاً في خطابه إلى مواجهته مع إيران وخطته للسلام في الشرق الأوسط، مؤكداً من جهة ثانية عزمه على "إعادة" الجنود الأمريكيين من أفغانستان.

وفي ما يتعلق بإيران، ركز ترامب على حملته للضغط على النظام الإيراني وعلى الضربة التي أمر بشنها الشهر الماضي وأدت إلى مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني. وقال الرئيس الأمريكي "بسبب العقوبات القوية التي فرضناها، فإن أداء الاقتصاد الإيراني سيئ للغاية".

الملفت أنه لم يتطرق إلى محاكمته أمام مجلس الشيوخ كما فعل سلفه الديمقراطي بيل كلينتون في خطابه السنوي الكبير عام 1999، كما أنه تجنب مصافحة رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي التي قامت بدورها بتمزيق خطاب الرئيس الأمريكي ما إن انتهى من إلقائه.

وغردت زعيمة الحزب الديمقراطي على حسابها بموقع "توتير"، "ما رأيناه هذا المساء من مظاهر مجانبة للحقيقة، يجب أن يصبح دعوة للتحرك بالنسبة لأولئك الذي ينتظرون الحقيقة من الرئيس ومن سياسته، التي ترقى إلى مستوى وظيفته ويستحقها الشعب الأمريكي".

ويأتي خطابه إلى الأمة، عشية تبرئة شبه مؤكدة الأربعاء أمام مجلس الشيوخ حيث يحاكم بتهمة استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس. كما أنه جاء في ذات اليوم الذي انطلقت فيه الانتخابات التمهيدية ومني بها الحزب الديمقراطي المنافس في مهدها بولاية أيوا، بفشل تنظيمي مدو أتاح للترامب له البقاء تحت الأضواء.

وقد أظهر أحدث استطلاع للرأي أعده معهد غالوب ونشر قبل ساعات من خطاب حال الاتحاد أن ترامب نال نسبة 49% من التأييد وهو أعلى مستوى يسجله منذ وصوله إلى السلطة في يناير 2017.