واشنطن - (العربية نت): ذكرت وكالة "بلومبرغ"، في تحليل لها عن الوضع في تركيا بعد مقتل عدد كبير من الجنود الأتراك في سوريا مؤخراً، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بات في وضع صعب داخلياً وخارجياً، معتبرة أن هذا الموقف هو نتيجة سنوات من السياسات الخاطئة التي تركته وحيداً معزولاً وسط انهيار اقتصادي غير مسبوق.
واعتبر التقرير أن فتح معابر تركيا لمرور اللاجئين السوريين إلى أوروبا ليست ورقة رابحة وسوف تفشل سريعاً.
وجاء في التقرير أن أردوغان كان معزولاً بينما كان يفكّر بالرد التركي المحتمل على مقتل جنوده في سوريا، في هجوم هو الأكثر دموية على جيشها منذ عقود. ورجّحت "بلومبرغ" أن يكون الافتقار إلى الدعم الدولي حاسماً في تراجع أردوغان عن الرد على هذا الهجوم.
وقد اجتمع أردوغان بمجلس الأمن التركي لمدة 6 ساعات بعد مقتل ما لا يقل عن 33 جندياً تركياً في غارة جوية شنها النظام السوري في وقت متأخر من الخميس. وكان أردوغان حينها على علم بأن رفاقه في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بما في ذلك الولايات المتحدة، ليسوا مستعدين للخوض في هذا المستنقع. كما كان مدركاً بأن حليفه الآخر، موسكو، يدعم في هذه المعركة خصم أنقرة بقوة. وانتهى الأمر بأردوغان إلى تجنب أي تحدٍّ مباشر لروسيا، بعدما قال وزير الدفاع التركي إن القوات التركية ردت على هجوم النظام السوري.
وبحسب "بلومبرغ"، كانت الظروف كلها تصب عكس مصلحة تركيا. الطائرات الحربية الروسية وأنظمة الصواريخ الروسية التي يستعين بها النظام السوري تجعل من الصعب للغاية توفير غطاء جوي لـ10 آلاف جندي تركي الذين أرسلهم أردوغان عبر الحدود لوقف انهيار آخر معقل للفصائل في سوريا في إدلب ومنع ملايين اللاجئين المحتملين من التوجه لحدود تركيا.
وقد تحدث أردوغان مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يوم الجمعة، وكان من المتوقع أن يتحدث إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، "لكن المكالمات لم تكن لتغيّر من واقع من يسيطر على سماء سوريا"، على حسب تعبير الوكالة.
وأضافت أن "خيارات أردوغان للانتقام" من قوات النظام السوري "كانت محدودة في غياب الدعم الجوي". وأوضحت أن الغارة التي قتلت جنوداً أتراكاً "كانت تهدف إلى ردع تركيا عن التوغل في عمق إدلب"، وأن من شأن أي انتقام من طرف أنقرة أن يضع المواقع التركية تحت تهديد أكبر.
وتوقع مسؤول رفيع المستوى على دراية مباشرة بسياسة تركيا في سوريا أن "يكون أردوغان قد استثمر الكثير في هجومه بسوريا بحيث لا يمكن أن يتراجع الآن، وسيسعى إلى الانتقام العسكري المستمر"، حسب ما جاء على "بلومبرغ".
لكن في مكالمته مع ترامب، قال أردوغان إن "الرد اللازم قد تم على مرتكبي الهجوم الشنيع على جنودنا الأبطال"، وفقاً لبيان صادر عن مكتب الرئيس التركي. واتفق الرئيسان على اتخاذ "خطوات لمنع حدوث مأساة إنسانية ضخمة في إدلب دون تأخير"، كما جاء في البيان. ومع ذلك، لاتزال تركيا مصممة على إنهاء هجوم النظام السوري على إدلب، ويمكن أن يتبع ذلك المزيد من الأعمال العسكرية التركية.
وفى وقت سابق الجمعة، كان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قد مهد الأسس لموقف أردوغان اللاحق، حيث قال إن "الانتقام التركي الشديد دمر المروحيات والدبابات السورية وقتل مئات الجنود". وقد ألقى أكار بعض اللوم على روسيا، قائلاً إن الروس "كانوا على علم بمكان تواجد القوات التركية في سوريا".
وأضافت "بلومبرغ" في تقريرها أن "عزلة أردوغان هي إلى حد كبير من صنع يده. لسنوات، كان (أردوغان) يبتعد بسياسته الخارجية عن حلفاء تركيا التقليديين في الغرب. وقد تسارع هذا التغيير في الاتجاه بعد أن قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمه في ليلة الانقلاب العسكري الفاشل ضد أردوغان في عام 2016 في حين بدت العواصم الغربية غير مبالية. وقد أقام الزعيمان علاقة شخصية قوية حتى في الوقت الذي اختلفت فيه أجندتهما في الشرق الأوسط".
وذكّرت الوكالة بأن أنقرة اختارت العام الماضي شراء نظام دفاع صاروخي روسي متقدم، مفضلة الخيار الروسي على البديل الأمريكي الصنع الذي كان سيأتي مع قيود على مكان وزمان استخدامه. وأدى هذا الأمر إلى توتر العلاقة بين أنقرة وواشنطن، وطردت وزارة الدفاع الأمريكية تركيا من برنامج صناعة الطائرات المقاتلة "إف. 35".
أما في ما خص علاقة تركيا بالاتحاد الأوروبي، فتتعمق المشاكل بسبب عقود من الخلافات حول مسائل أساسية مثل جزيرة قبرص حيث توجد جمهورية تركية منفصلة منذ اجتياح تركيا شمال الجزيرة في 1974 رداً على محاولة انقلاب قام بها أنصار الاتحاد مع اليونان.
وجلبت الحرب السورية، التي تستمر منذ تسع سنوات، تحديات جديدة إلى العلاقات التركية الأوروبية. واتهم أردوغان الدول الأوروبية بعدم القيام بما فيه الكفاية لتغطية نفقات رعاية 3.6 مليون لاجئ استقروا في تركيا بسبب الصراع. وهدد مراراً وتكراراً بإرسالهم شمالاً إلى حدود الاتحاد الأوروبي.
وفي أعقاب هجوم الخميس، حذر المسؤولون الأتراك أوروبا مرة أخرى من أن تركيا "ممتلئة" باللاجئين وسيتعين عليهم استقبال جزء منهم إذا ما استمر القتال في إدلب.
من جهته، قال مراد أردوغان، الأستاذ في "الجامعة التركية الألمانية" في إسطنبول والمتخصص بملف الهجرة، إنه من غير المرجح أن تنجح هذه الخطوة.
وأضاف، "اللاجئون اليائسون قد يحاولون العبور إلى أوروبا، لكن هذا الأمر سيتوقف قريباً جداً.. ولينجح تكتيك فتح المعابر الحدودية، ينبغي أن يكون هناك معبر مفتوح على الجانب الآخر من الحدود أيضاً، لكن هذا الأمر غير مطروح".
وعند دراسة الخيارات المتاحة أمام تركيا، كان على أردوغان أيضاً أن يضع في الحسبان حالة الاقتصاد المتداعية في بلاده. وقد خرجت تركيا من الركود الاقتصادي العام الماضي ويشهد اقتصادها نمواً مرة أخرى، لكن عملتها لاتزال هشة على الرغم من التدخل القوي من قبل البنوك المملوكة للحكومة لدعمها.
كما أن مستويات التضخم والبطالة مرتفعة، واختلالات الموازين التجارية الخارجية في تزايد، مما يضع البلد على مسار انهيار آخر للعملة.
وفي هذا السياق، قالت أناستازيا ليفاشوفا، مديرة "صندوق بلاكفريرز لإدارة الأصول"، إن أي مغامرة عسكرية تركية في سوريا، في ظل غياب الدعم من حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة، قد تزيد من تداعيات السوق في تركيا.
وقد أظهرت هزائم أردوغان العام الماضي في الانتخابات البلدية بالمدن الرئيسية أن قاعدته الانتخابية، مهما كان ولاؤها له، متململة من الاقتصاد المتعثر. وهذا مؤشر مهم للزعيم التركي الذي يمكنه الترشح لإعادة انتخابه في عام 2023.
وفي هذا السياق، قال هوسين باجي، أستاذ العلاقات الدولية في "جامعة الشرق الأوسط التقنية" في أنقرة: "إن التورط بشكل أعمق في الحرب الأهلية في سوريا لن يؤجج التوترات مع روسيا ذات القوة الإقليمية فحسب، بل قد يؤثر أيضاً على الاقتصاد الضعيف"، مشيراً إلى أن هذا قد يؤثر في نهاية المطاف على صناديق الاقتراع في تركيا.
واعتبر التقرير أن فتح معابر تركيا لمرور اللاجئين السوريين إلى أوروبا ليست ورقة رابحة وسوف تفشل سريعاً.
وجاء في التقرير أن أردوغان كان معزولاً بينما كان يفكّر بالرد التركي المحتمل على مقتل جنوده في سوريا، في هجوم هو الأكثر دموية على جيشها منذ عقود. ورجّحت "بلومبرغ" أن يكون الافتقار إلى الدعم الدولي حاسماً في تراجع أردوغان عن الرد على هذا الهجوم.
وقد اجتمع أردوغان بمجلس الأمن التركي لمدة 6 ساعات بعد مقتل ما لا يقل عن 33 جندياً تركياً في غارة جوية شنها النظام السوري في وقت متأخر من الخميس. وكان أردوغان حينها على علم بأن رفاقه في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بما في ذلك الولايات المتحدة، ليسوا مستعدين للخوض في هذا المستنقع. كما كان مدركاً بأن حليفه الآخر، موسكو، يدعم في هذه المعركة خصم أنقرة بقوة. وانتهى الأمر بأردوغان إلى تجنب أي تحدٍّ مباشر لروسيا، بعدما قال وزير الدفاع التركي إن القوات التركية ردت على هجوم النظام السوري.
وبحسب "بلومبرغ"، كانت الظروف كلها تصب عكس مصلحة تركيا. الطائرات الحربية الروسية وأنظمة الصواريخ الروسية التي يستعين بها النظام السوري تجعل من الصعب للغاية توفير غطاء جوي لـ10 آلاف جندي تركي الذين أرسلهم أردوغان عبر الحدود لوقف انهيار آخر معقل للفصائل في سوريا في إدلب ومنع ملايين اللاجئين المحتملين من التوجه لحدود تركيا.
وقد تحدث أردوغان مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يوم الجمعة، وكان من المتوقع أن يتحدث إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، "لكن المكالمات لم تكن لتغيّر من واقع من يسيطر على سماء سوريا"، على حسب تعبير الوكالة.
وأضافت أن "خيارات أردوغان للانتقام" من قوات النظام السوري "كانت محدودة في غياب الدعم الجوي". وأوضحت أن الغارة التي قتلت جنوداً أتراكاً "كانت تهدف إلى ردع تركيا عن التوغل في عمق إدلب"، وأن من شأن أي انتقام من طرف أنقرة أن يضع المواقع التركية تحت تهديد أكبر.
وتوقع مسؤول رفيع المستوى على دراية مباشرة بسياسة تركيا في سوريا أن "يكون أردوغان قد استثمر الكثير في هجومه بسوريا بحيث لا يمكن أن يتراجع الآن، وسيسعى إلى الانتقام العسكري المستمر"، حسب ما جاء على "بلومبرغ".
لكن في مكالمته مع ترامب، قال أردوغان إن "الرد اللازم قد تم على مرتكبي الهجوم الشنيع على جنودنا الأبطال"، وفقاً لبيان صادر عن مكتب الرئيس التركي. واتفق الرئيسان على اتخاذ "خطوات لمنع حدوث مأساة إنسانية ضخمة في إدلب دون تأخير"، كما جاء في البيان. ومع ذلك، لاتزال تركيا مصممة على إنهاء هجوم النظام السوري على إدلب، ويمكن أن يتبع ذلك المزيد من الأعمال العسكرية التركية.
وفى وقت سابق الجمعة، كان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قد مهد الأسس لموقف أردوغان اللاحق، حيث قال إن "الانتقام التركي الشديد دمر المروحيات والدبابات السورية وقتل مئات الجنود". وقد ألقى أكار بعض اللوم على روسيا، قائلاً إن الروس "كانوا على علم بمكان تواجد القوات التركية في سوريا".
وأضافت "بلومبرغ" في تقريرها أن "عزلة أردوغان هي إلى حد كبير من صنع يده. لسنوات، كان (أردوغان) يبتعد بسياسته الخارجية عن حلفاء تركيا التقليديين في الغرب. وقد تسارع هذا التغيير في الاتجاه بعد أن قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمه في ليلة الانقلاب العسكري الفاشل ضد أردوغان في عام 2016 في حين بدت العواصم الغربية غير مبالية. وقد أقام الزعيمان علاقة شخصية قوية حتى في الوقت الذي اختلفت فيه أجندتهما في الشرق الأوسط".
وذكّرت الوكالة بأن أنقرة اختارت العام الماضي شراء نظام دفاع صاروخي روسي متقدم، مفضلة الخيار الروسي على البديل الأمريكي الصنع الذي كان سيأتي مع قيود على مكان وزمان استخدامه. وأدى هذا الأمر إلى توتر العلاقة بين أنقرة وواشنطن، وطردت وزارة الدفاع الأمريكية تركيا من برنامج صناعة الطائرات المقاتلة "إف. 35".
أما في ما خص علاقة تركيا بالاتحاد الأوروبي، فتتعمق المشاكل بسبب عقود من الخلافات حول مسائل أساسية مثل جزيرة قبرص حيث توجد جمهورية تركية منفصلة منذ اجتياح تركيا شمال الجزيرة في 1974 رداً على محاولة انقلاب قام بها أنصار الاتحاد مع اليونان.
وجلبت الحرب السورية، التي تستمر منذ تسع سنوات، تحديات جديدة إلى العلاقات التركية الأوروبية. واتهم أردوغان الدول الأوروبية بعدم القيام بما فيه الكفاية لتغطية نفقات رعاية 3.6 مليون لاجئ استقروا في تركيا بسبب الصراع. وهدد مراراً وتكراراً بإرسالهم شمالاً إلى حدود الاتحاد الأوروبي.
وفي أعقاب هجوم الخميس، حذر المسؤولون الأتراك أوروبا مرة أخرى من أن تركيا "ممتلئة" باللاجئين وسيتعين عليهم استقبال جزء منهم إذا ما استمر القتال في إدلب.
من جهته، قال مراد أردوغان، الأستاذ في "الجامعة التركية الألمانية" في إسطنبول والمتخصص بملف الهجرة، إنه من غير المرجح أن تنجح هذه الخطوة.
وأضاف، "اللاجئون اليائسون قد يحاولون العبور إلى أوروبا، لكن هذا الأمر سيتوقف قريباً جداً.. ولينجح تكتيك فتح المعابر الحدودية، ينبغي أن يكون هناك معبر مفتوح على الجانب الآخر من الحدود أيضاً، لكن هذا الأمر غير مطروح".
وعند دراسة الخيارات المتاحة أمام تركيا، كان على أردوغان أيضاً أن يضع في الحسبان حالة الاقتصاد المتداعية في بلاده. وقد خرجت تركيا من الركود الاقتصادي العام الماضي ويشهد اقتصادها نمواً مرة أخرى، لكن عملتها لاتزال هشة على الرغم من التدخل القوي من قبل البنوك المملوكة للحكومة لدعمها.
كما أن مستويات التضخم والبطالة مرتفعة، واختلالات الموازين التجارية الخارجية في تزايد، مما يضع البلد على مسار انهيار آخر للعملة.
وفي هذا السياق، قالت أناستازيا ليفاشوفا، مديرة "صندوق بلاكفريرز لإدارة الأصول"، إن أي مغامرة عسكرية تركية في سوريا، في ظل غياب الدعم من حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة، قد تزيد من تداعيات السوق في تركيا.
وقد أظهرت هزائم أردوغان العام الماضي في الانتخابات البلدية بالمدن الرئيسية أن قاعدته الانتخابية، مهما كان ولاؤها له، متململة من الاقتصاد المتعثر. وهذا مؤشر مهم للزعيم التركي الذي يمكنه الترشح لإعادة انتخابه في عام 2023.
وفي هذا السياق، قال هوسين باجي، أستاذ العلاقات الدولية في "جامعة الشرق الأوسط التقنية" في أنقرة: "إن التورط بشكل أعمق في الحرب الأهلية في سوريا لن يؤجج التوترات مع روسيا ذات القوة الإقليمية فحسب، بل قد يؤثر أيضاً على الاقتصاد الضعيف"، مشيراً إلى أن هذا قد يؤثر في نهاية المطاف على صناديق الاقتراع في تركيا.