واشنطن - (وكالات): كشفت نتائج عملية التصويت التي شهدتها 6 ولايات أمريكية، الثلاثاء، أن السيناتور بيرني ساندرز، يقود الحملة الانتخابية الخطأ في التوقيت الخطأ ما جعل ذلك أعظم هدية يمكن للمرشح السبيعني منحها لمنافسه على تمثيل الحزب الديمقراطي في انتخابات نوفمبر الرئاسية، جو بايدن.

وفي موسم انتخابي أبلغ فيه الناخبون الديمقراطيون المرشحين وزعماء الحزب ومستطلعي الآراء، أن الشيء الوحيد الذي يهمهم هو هزيمة الرئيس دونالد ترامب في الثالث من نوفمبر، ركز ساندرز، وفق تحليل لشبكة "إن بي سي"، على مهاجمة ركائز الحزب من خلال اعتماده نوعاً من السياسة التقدمية تشيطن الديمقراطيين بنفس القدر تقريبا الذي تهاجم به الجمهوريين.

واختار ساندرز تقسيم حزب في أمسّ الحاجة للوحدة، فكانت النتيجة حصوله على الحصة الصغرى من التأييد في صناديق الاقتراع، لأن بقية الديمقراطيين انقلبوا عليه.

وقد أثبتت انتخابات "الثلاثاء الكبير الثاني" التي شهدتها كل من ميشيغن وواشنطن وميزوري وميسيسيبي وأيداهو ونورث داكوتا، أن الديمقراطيين يفضلون بايدن الذي ابتعد عن الأيديولوجية وقدم نفسه باستمرار على أنه الرد الأفضل على ترامب.

النتيجة الفورية تمثلت في تقدم بفارق واسع لبايدن في السباق لحشد المندوبين الذين يحتاجهم لتأمين ترشيح الحزب الديمقراطي، ودعوات من بعض الديمقراطيين إلى إنهاء مبكر للمنافسة الداخلية على من سيكون اسمه على البطاقة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة.

المنافسة في الولايات الست تجري على 352 مندوباً ويوجد أكبر عدد من هؤلاء وهو 125 مندوباً في ميشيغن، وبعدها 89 في واشنطن، و68 في ميزوري، و36 في ميسيسيبي، و20 في أيداهو، و14 في نورث داكوتا.

وفاز بايدن حتى كتابة هذا التقرير صباح الأربعاء، في ميشيغن وميزوري وميسيسبي وأيداهو، بينما كانت نورث داكوتا من نصيب ساندرز.

وتقلص خسارة ساندرز فرصه في تغيير مسار السباق، خصوصاً أن الولايات التي ستنظم الانتخابات التمهيدية في وقت لاحق، يبدو أنها تفضل بايدن.

النائب الديمقراطي جيم كلايبرن، وهو من أبرز داعمي بايدن، قال في تصريحات للإذاعة العامة الأمريكية "أعتقد عندما تصل هذه الليلة إلى نهايتها، جو بايدن سيكون المفضل الأكبر لنيل ترشيح الحزب، وبصراحة، إذا انتهت الليلة كما بدأت، أعتقد أن الوقت حان لكي نغلق هذه الانتخابات التمهيديةـ حان الوقت لنلغي ما تبقى من المناظرات".

ومن المقرر أن يتواجه بايدن وساندرز في مناظرة بينهما الأحد في ولاية أريزونا، وهو حدث يسعد له ساندرز الذي يرى فيه فرصة لتأكيد أنه الأفضل لمنافسة ترامب.

ورغم التقدم المتواصل لبايدن والأرقام التي تؤكد تصدره للسباق الديمقراطي وتأييد الناخبين له، إلا أن أشباح خسارة انتخابات 2016، تدفع بعض المراقبين إلى التساؤل إن كان من الحكمة إنهاء الانتخابات التمهيدية مبكراً.

وقال المؤرخ في جامعة برينستن، كفين كرووز على تويتر إن إسدال الستار على الانتخابات التمهيدية "سيكون أسوأ شيء على الإطلاق يمكن للحزب الديمقراطي القيام به".

وأردف "القول إن على ساندرز الانسحاب شيء، لكن الأمر مختلف تماما عند القول إن على الحزب التدخل وإنهاء هذه الانتخابات في منتصف الطريق"، مؤكداً أن ذلك "سيكون سيئاً للديمقراطية والديمقراطيين على حد السواء".

وفي 2016، عندما قاد ساندرز حملة انتخابية مشبعة بالآراء المناهضة للمبادئ والسياسات القائمة في حزبه والبلاد، رفضت نسبة كبيرة من أنصاره دعم المرشحة هيلاري كلينتون التي خسرت أمام ترامب.

وللفوز في الانتخابات المقبلة، سيحتاج بايدن على الأرجح، إلى دعم الغالبية العظمى من ناخبي ساندرز. وتظهر استطلاعات الرأي التي شارك فيها ناخبون بعد خروجهم من مراكز الاقتراع الثلاثاء، أن أمام بايدن الكثير من العمل للقيام به من أجل إقناع بعض منهم للانضمام إليه إذا فاز بالفعل بترشيح حزبه.

وكشف استطلاع لشبكة "إن بي سي"، أجري في الولايات الست التي شهدت انتخابات الثلاثاء الأكبر الثاني، أن 81 % ممن صوتوا لساندزر قالوا إنهم سيدعمون المرشح الذي سيفوز في الانتخابات التمهيدية بغض النظر عمن سيكون.

وتوجه بايدن أنصار ساندرز ليل الثلاثاء خلال خطاب ألقاه في فيلادلفيا، "أريد أن أشكر بيرني ساندرز ومؤيديه على طاقتهم وشغفهم اللذين لا يعرفان الكلل"، وأضاف "لدينا هدف مشترك، ومعا، سنهزم دونالد ترامب، سنهزمه سوياً".

وبينما يبدو بايدن مستعداً لقلب صفحة الانتخابات التمهيدية، يرى حلفاء ساندرز أن مناظرة الأحد قد تكون نقطة تحول في السباق على ترشيح الحزب.

وحتى الآن حصل بايدن على 846 مندونا مقابل 684، وهو عدد لا يزال بعيداً عن الـ1991 الضروري للحصول على غالبية خلال المؤتمر الوطني للحزب هذا الصيف.