على الرغم من التحذيرات بشأن احتمال أن تضرب موجة ثانية من وباء كوفيد-19 البلاد، خصوصا ولاية نيويورك، يبدو أن العديد من الولايات الأميركية ستتخذ خطوات لفك الإغلاق وإن كان تدريجيا.

وكشفت المزيد من الولايات الأميركية في الجنوب وفي الغرب الأوسط عن خططها والاستعداد لإعادة فتح اقتصادها رغم تفشي وباء كوفيد-19، في حين يصر حاكم ولاية كاليفورنيا على الأوامر الصارمة ببقاء الناس في منازلهم وإغلاق الشركات.

وهذا التضارب في الأوامر في الولايات الخمسين يعني أن بعض الأميركيين سيظلون حبيسي منازلهم غير قادرين على العمل ولأجل غير مسمى، بينما بدأ آخرون يغامرون بالخروج للمرة الأولى منذ أسابيع.

وقال حاكم ولاية كاليفورنيا الديمقراطي غافين نيوسوم، في تصريحاته اليومية عن فيروس كورونا الجديد، لسكان الولاية الأكبر تعدادا في الولايات المتحدة "كان بودي أن أتمكن من تحديد تاريخ محدد لأن أعلن أن بوسعنا أن نغير هذا الوضع ونعود للحياة العادية".

وأضاف "حاولنا أن نوضح جليا أنه لا مجال لهذا التغيير ولا موعد يتعلق بقدرتنا على إعطاء ذلك التصريح الذي أعلم أن الكثير منكم ينشدونه ويستحقونه"، وفقا لما ذكرته رويترز.

وأوضح حاكم الولاية أن من بين الخطوات التي يحتاجها مسؤولو الصحة، قبل أن يتمكن سكان كاليفورنيا البالغ عددهم 40 مليونا من العودة إلى الوظائف والمدارس والمتاجر، تكثيف الاختبارات التشخيصية للفيروس لتصل إلى 25 ألف شخص يوميا.

وبيّن أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعهد بإرسال 100 ألف أداة اختبار في الأسبوع المقبل و250 ألفا في الأسبوع التالي.

يشار إلى أن إجمالي عدد الوفيات في الولايات المتحدة، التي ارتفع عدد الإصابات الإجمالية فيها إلى 830 ألف حالة، بلغ حتى أمس الأربعاء 47050 حالة، بزيادة نحو 1800، فيما لم تسجل بعض الولايات أي حالة وفاة بعد.

وفي الأثناء، يتزايد عدد الولايات التي تسعى إلى إنهاء خطط الإغلاق حيث بدأت بوضع خطط الانعتاق من سياسة "البقاء في المنازل" وفتح الاقتصاد.

فقد كشفت حاكمة ولاية ميشيغان، الديمقراطية غريتشن ويتمر، التي تواجه انتقادا من النشطاء المحافظين بسبب سياساتها الصارمة لإبقاء الناس في البيوت، عن نوايا بإعلان المزيد من التفاصيل بخصوص إعادة فتح اقتصاد الولاية المقرر يوم الجمعة.

وفي ولاية أوهايو، قال مسؤولون إنهم سيكشفون عاجلا عن خططهم، وكذلك فعل حكام ولايات الغرب الأوسط الذين قالوا إنهم يعملون معا لوضع خطة لإنهاء القيود.

وفي تكساس، قال حاكم الولاية غريغ أبوت إنه سيعلن بالتفصيل الأسبوع المقبل عن الاستعدادات لإعادة فتح أكبر عدد ممكن من الشركات في الأسبوع الأول من مايو.

وكانت ولايتا جورجيا وكارولينا الجنوبية، وعدة ولايات أخرى في الجنوب، قد بدأت بالفعل إعادة فتح اقتصاداتها، وتواجه انتقادا من بعض خبراء الصحة الذين يحذرون من أن الإقدام على ذلك بسرعة قد يؤدي إلى زيادة جديدة في حالات الإصابة بفيروس كورونا.

ورغم أنه يميل إلى فتح اقتصاد البلاد عموما، قال ترامب إن خطط جورجيا لفتح أعمال مثل صالونات الحلاقة والعناية بالأظافر ومراكز البولينغ هذا الأسبوع سابقة لأوانها.

ووفقا لنموذج، أعده معهد القياسات والتقييم الصحي في جامعة واشنطن ويستخدمه البيت الأبيض، فإنه ما كان ينبغي لولايتي كارولينا الجنوبية وجورجيا فتح الأعمال قبل يومي الخامس والتاسع عشر من يونيو على التوالي.

وكانت الولايات والإدارات المحلية في أميركا قد أصدرت في وقت سابق أوامر "البقاء في المنازل" مما أثر على حوالي 94 في المئة من الأميركيين، في محاولة للحد من الإصابات الجديدة بمرض كوفيد-19.

وضربت القيود الاقتصاد الأميركي بقوة عندما أصبح أكثر من 22 مليون أميركي عاطلين عن العمل بسبب الإغلاق الإلزامي للأعمال والشركات.

من جانبه، حذر حاكم نيويورك الديمقراطي أندرو كومو، الذي اجتمع مع ترامب يوم الثلاثاء، من احتمال حدوث موجة ثانية إذا تم تخفيف القيود بشكل غير مسؤول، وقال "ليس هذا وقت التصرف بغباء.. سيموت المزيد إذا لم نتحل بالذكاء".

واستطرد، رغم اعترافه بأن المسؤولين المحليين يشعرون بضغوط سياسية لإعادة فتح الشركات، قائلا "إذا اتخذنا خطوة سيئة، ستأخذنا في طريق انتكاسة"، مضيفا أن "الوباء لن ينتهي سريعا".