(بوابة العين الإخبارية): نجحت الحكومة الألمانية، خلال الأشهر الماضية، في تقصي الحقائق عن فرع منظمة الإغاثة الإسلامية بالبلاد، وتعرية ارتباطه بالإخوان الإرهابية مؤسسياً وشخصياً، ما دفع برلين لوقف مساعداتها للمنظمة في مارس الماضي.

وبحسب ما كشفته وثائق برلمانية ألمانية وتحقيق صحفي فإن "الإغاثة الإسلامية" تتولى تمويل أنشطة "الإخوان" بأموال التبرعات التي تجمع تحت غطاء إنساني.

وفي منشوراتها الجديدة، تحاول منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا، جمع التبرعات بدعوى "تطبيق إجراءات الوقاية من فيروس كورونا في سوريا"، وتوفير مستلزمات النظافة والمطهرات والملابس الواقية والأقنعة الطبية "الكمامات" في المرافق الصحية.

وتعتبر التبرعات مصدر الدخل الرئيسي لمنظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا، حيث نجحت في جمع 15.5 مليون يورو في 2018، و14.5 مليون يورو في 2017. ودائما، ما تجد غطاءً إنسانياً مثل إنقاذ المتضررين من الحرب في سوريا، لجمع الأموال.

لكن الحكومة الألمانية استطاعت خلال الأشهر الماضية كشف خيوط علاقة منظمة الإغاثة الإسلامية بالإخوان الإرهابية، وتبعيتها الكاملة لها، بل وتمويل هذه المنظمة لأنشطة ومؤتمرات الجماعة في البلاد.

ولذلك، جففت وزارة الخارجية الألمانية أحد أهم مصادر دخل منظمة الإغاثة الإسلامية، وهي المساعدات الحكومية. وقالت الوزارة في إفادة لموقع "يونجل وورلد" الإخباري الأحد إن "منظمة الإغاثة الإسلامية لم تعد تتلقى تمويلاً من برلين، سواء لمشروع دعم الرعاية الطبية في سوريا، أو غيره".

وتابعت الوزارة: "تمويل هذه المنظمة توقف في مارس الماضي"، لافتة إلى أن "المنظمة لم تعد تتلقى أي تمويل منا".

وأضافت الخارجية الألمانية أن "قرار وقف التمويل جاء بعد تولي مكتب التحقيق الفيدرالي مراجعة حسابات منظمة الإغاثة لمدة عام كامل". لكن الوزارة رفضت نشر نتائج المراجعة وقالت: "يمكن أن يكون التصريح بهذه المعلومات ضاراً بمصالح جمهورية ألمانيا الاتحادية".

كانت منظمة الإغاثة الإسلامية تلقت من وزارة الخارجية الألمانية مساعدات بلغت 1.5 مليون يورو في 2017، و2.5 مليون يورو في 2018.

ووفق الموقع ذاته، فإن حملات التبرعات التي تنظمها منظمة الإغاثة في ألمانيا، تأثرت سلبا، وكذلك تأثر دخل المنظمة في 2019 و2020، بإعلان الحكومة الألمانية بشكل رسمي في أبريل الماضي، اكتشافها صلات شخصية ومؤسسية بين المنظمة والإخوان.

وذكرت وثيقة للبرلمان الألمانية مؤرخة بـ15 أبريل 2019 أن "هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية"، ترى أن منظمات الإخوان في البلاد، ومنها منظمة الإغاثة الإسلامية، خطير للغاية".

وتابعت الوثيقة: "منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا التابعة للإخوان، ترتبط بصلات وثيقة بمنظمات أجنبية، خاصة حركة حماس الفلسطينية".

وأضافت: "كما ترتبط بالمؤسسة الأساسية للإخوان في ألمانيا، وهي منظمة المجتمع الإسلامي، وتعد منظمة الإغاثة الإسلامية الممول الأساسي لأنشطتها".

ووفق الوثيقة ذاتها، فإن الروابط بين المنظمتين ليست مؤسسية فقط، بل شخصية أيضا، فإبراهيم الزيات، عضو الهيئة العليا لمنظمة الإغاثة الإسلامية، هو أيضاً رئيس مجلس الشورى التابع لمنظمة المجتمع الإسلامي، ورئيسها سابقاً، ومحرك خيوط وأنشطة الإخوان في ألمانيا.

وأكدت الوثيقة "وفق المعلومات التي جمعتها الحكومة الألمانية، فإن منظمة الإغاثة الإسلامية ومقرها الرئيس في برمنجهام البريطانية، وفرعها في ألمانيا، على صلات شخصية ومؤسسية وثيقة بالإخوان".

وذكرت وثيقة لبرلمان ولاية شمال الراين ويستفاليا، التي تتبعها مدينة كولونيا "المقر الرئيسي لمنظمة الإغاثة الإسلامية" في يوليو/تموز 2019 إنه كان هناك استياء كبير في الأوساط السياسية من تمويل الحكومة الاتحادية لأنشطة منظمة الإغاثة".

كما نقلت الوثيقة عن النائب عن الحزب الديمقراطي الحر "يمين وسط - معارض"، أوليفر لوكسيك، قوله: "ذهاب أموال دافعي الضرائب الألمان إلى الإسلاميين، مثير للاستياء".

وتابعت: "منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا، كانت الراعي الرسمي والأساسي للاجتماع السنوي لمنظمة المجتمع الإسلامي، المنظمة الرئيسية للإخوان في الأراضي الألمانية، في 2015، كما رعت اجتماعات منظمة الشباب المسلم، إحدى مؤسسات التنظيم في البلاد أيضاً وذلك في ربيع 2016".

فيما قالت وثيقة أخرى للبرلمان الألماني مؤرخة بـ10 يناير 2017، إن فرع منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا، أُسس بشكل رسمي في 1996، وسجل في سجل الجمعيات في مدينة كولونيا غربي البلاد في 25 مارس 1997، واتخذ من مبنى في نفس المدينة مقره الرئيسي.

لكن منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا تمتلك أيضا فروعا في برلين وفرانكفورت "وسط"، وإيسن "غرب"، وهامبورغ "وسط"، وفق الوثيقة ذاتها.

وتابعت الوثيقة: "فرع منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا، يرتبط بشكل وثيق بالمنظمة الأم التي تحمل نفس الاسم وتتخذ من بريطانيا مقرا لها، ويتواجد قيادات من الهيئة العليا للمنظمة الأم في برلين".

وتملك الإخوان الإرهابية وجودا مثيرا للشبهات في ألمانيا، عبر منظمة المجتمع الإسلامي، والعديد من المنظمات الصغيرة والمساجد المنتشرة في البلاد.

وتخضع الاستخبارات الألمانية الداخلية مؤسسات الإخوان وقياداتها في البلاد لرقابتها، وتصنفها بأنها تهديد للنظام الدستوري والديمقراطي.