تدخل المرشد الإيراني علي خامنئي في قضية محاكمة شبكة الفساد التي كان يديرها المعاون السابق لرئيس السلطة القضائية أكبر طبري و20 مسؤولا آخرين، منزها رئيس القضاء السابق صادق آملي لاريجاني، وواصفا إياه بـ "البادئ في محاربة الفساد داخل وخارج القضاء"، على حد تعبيره.
كلام خامنئي خلال كلمة له السبت بثها التلفزيون الحكومي، مع مسؤولين قضائيين عبر الفيديو، حيث أعرب عن أسفه لدى إشارته إلى محاكمة طبري، عما وصفه بـ "الإهانة والظلم الذي تعرض له بعض كبار المسؤولين السابقين في القضاء".
هذا بينما تشير أصابع الاتهام إلى دور للاريجاني في قضية فساد معاونه السابق، أكبر طبري، الموقوف منذ عام والذي يحاكم مع أعضاء شبكته بتهم فساد ورشاوى، بعد أن اتهمته محكمة جنايات طهران، بـ "تشكيل شبكة رشوة وقيادة هذه الشبكة" و"تلقي رشاوى كبيرة بهدف التأثير في الملفات القضائية".
وتعتبر قضية القاضي الإيراني الهارب، غلام رضا منصوري، الذي وجد مقتولا في 19 يونيو الجاري، أمام فندق في العاصمة الرومانية، بوخاريست، إحدى القضايا المرتبطة بقضية شبكة طبري.
وكان منصورى قال في تسجيل بثه عبر مواقع التواصل، قبل أسابيع من مقتله، بأنه سيعود إلى إيران ويمثل أمام المحكمة وسيكشف الكثير من الحقائق والمتورطين.
كما أن إحدى قضايا الفساد الاقتصادي لأكبر طبري تتعلق بمصطفى نياز آذري، أحد أكبر المختلسين، والذي قدم له أرضا بمساحة 15 ألف متر مربع في مدينة بابلسر السياحية وثلاث فيلات بقيمة 4 مليارات ومائتي مليون تومان، وذلك مقابل إغلاق قضية فساد.
ووفقا للائحة التهم، فقد هرب مصطفى نياز آذري إلى الخارج بعد أن أطلق سراحه بتدخل من أكبر طبري.
صادق لاريجاني والمرشد خامنئي صادق لاريجاني والمرشد خامنئي
أما القضية الأخرى فتتعلق بشخص يدعى رسول دانيال زاده، الذي قام أكبر طبري بإصدار أمر يمنع ملاحقته من قضايا تتعلق بالفساد وذلك بعد ما تلقى منه رشاوى كبيرة تضمنت 3 وحدات سكنية فاخرة في مجمع "روما" و 3 وحدات في مبنى "فلورا" في طهران، وفقا للادعاء العام.
بالإضافة إلى ذلك، دفع رسول دانيال زاده 18 مليارا و300 مليون تومان على شكل رشاوى إلى أكبر طبري.
"تهم غير صحيحة"!
وكان مكتب صادق آملي لاريجاني قد أعلن في بيان في يوليو/تموز 2019 أن الرئيس السابق للسلطة القضائية حقق "بشكل مستقل" في الادعاءات ضد طبري، ورأى أن التهم "غير صحيحة".
هذا في حين قال المرشد الإيراني في كلمته السبت، أنه "لا يجب التجاوز على الأيادي النظيفة التي كانت على رأس القضاء السابق"، على حد تعبيره.
يذكر أن خامنئي كان أقال صادق لاريجاني في يناير 2018 واستبدله بإبراهيم رئيسي رئيسًا للسلطة القضائية، لكنه عيّن لاريجاني لاحقا رئيسًا لمجلس تشخيص مصلحة النظام.
20 متهما بفساد القضاء
وتضم قضية طبري أيضاً 20 متهماً آخرين كانوا متورطين بشكل رئيسي في فساد أجهزة القضاء، وتلقي رشاوى من المتهمين وإعطاء رشاوى للقضاة، وتهم مشابهة.
وأشاد خامنئي في كلمته بنشاطات رئيس السلطة القضائية الحالي إبراهيم رئيسي، قائلا إن "مكافحة الفساد بلغت ذروتها خلال هذه الفترة".
هذا في حين يرى مراقبون للشأن الإيراني أن محاكمات المتهمين بالفساد على مستوى كبار المسؤولين في الدولة يأتي في إطار تصفية حسابات بين الأجنحة المتصارعة داخل النظام الإيراني ولا تمت لمصلحة المواطنين الذين يعانون من فساد القضاء وأجهزة النظام الأخرى منذ عقود.