العربية.نت
أعلنت مجموعة إيرانية سرية تطلق على نفسها اسم "نمور الوطن" مسؤوليتها عن التفجير الذي حدث في موقع نطنز النووي، بالقرب من مدينة أصفهان بوسط إيران، صباح اليوم الخميس.
وذكر القسم الفارسي لإذاعة "بي. بي. سي" البريطانية، أنه تلقى قبل ساعات من إعلان أول خبر عن الانفجار في نطنز بياناً عبر البريد الإلكتروني يفيد بتنفيذ "عمليات" في الساعة الثانية من فجر اليوم الخميس في منشأة نطنز وموقع نووي آخر في مدينة كاشان، في محافظة أصفهان أيضاً.
وقالت الإذاعة إن المجموعة، التي أطلقت على نفسها "نمور الوطن"، تبنت العملية حيث زعمت بأن لها عناصر يعملون داخل أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية.
وقالت المجموعة في البيان إنها اختارت "موقع كاشان النووي" و"المواقع الجديدة في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم" كأهداف لأولى عملياتها. وذكرت المجموعة أنها اختارت هذه الأهداف لأنها مرافق مهمة، كما أنها ليست مبنية "تحت الأرض"، وبالتالي فإن تدميرها أمر "لا يمكن إنكاره".
وموقع نطنز حدده محللون في الولايات المتحدة كمصنع جديد لإنتاج أجهزة الطرد المركزي الإيرانية.
وكان انفجار في منشأة نطنز للتخصيب النووي أدى إلى اندلاع حريق في وقت مبكر من اليوم.
من جهته، حاول المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمال وندي، التقليل من شأن الحريق ووصفه بأنه "حادث في موقع صناعي قيد الإنشاء وتعرض إلى بعض الأضرار"، حسب تعبيره.
ومع ذلك، توجه كل من كمال وندي ومدير منظمة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي إلى منشأة نطنز عقب الحريق.
هذا وأظهرت صورة نشرتها منظمة الطاقة الذرية مبنى على سقفه علامات حريق، وحوله حطام على الأرض بينما بدا الباب مدمراً جراء الحريق.
فرضية هجوم إسرائيلي
من جهتها، تحدثت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "إرنا" في تقرير حول حادثة منشأة نطنز النووية عن أنباء تتحدث عن احتمال ضلوع إسرائيل في الحادث. وأضافت أنه لو صحت هذه الفرضية "يجب إعادة النظر في استراتيجية المواجهة، نظراً للوضع الجديد".
وذكرت الوكالة أن "إيران حاولت حتى الآن منع تصعيد الأزمة وحدوث تطورات لا يمكن التنبؤ بها، بينما كانت تدافع عن مواقفها المبدئية ومصالحها الوطنية باستراتيجية بارعة. لكن إذا كانت هناك علامات على تجاوز الخطوط الحمراء من قبل الدول المعادية، خاصةً إسرائيل والولايات المتحدة، فيجب إعادة النظر في استراتيجية المواجهة بشكل أساسي نظراً لحدوث هذه المستجدات".
وربطت الوكالة فرضية الهجوم الإسرائيلي مع زيارة المبعوث الأميركي الخاص بإيران بريان هوك إلى إسرائيل قبل يومين وتصريحاته حول الخيار العسكري المفتوح ضد طهران، وكذلك التصريحات الإسرائيلية حول منع إيران من الحصول على سلاح نووي.
كما قالت إنه يأتي عقب القرار الأخير من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أدان إيران بسبب منعها وصول المفتشين إلى مواقع مشبوهة، بالتزامن مع التحرك الأميركي لتمديد قرار حظر الأسلحة الأممي على إيران.
موقع لأجهزة الطرد المركزي
من جهته، قال فابيان هينز، الباحث في "مركز جيمس مارتن لدراسات عدم الانتشار النووي" في "معهد ميدلبري للدراسات الدولية" في مونتيري بكاليفورنيا، لوكالة "أسوشيتد برس" إن موقع الحريق يظهر تطابقاً مع موقع إنتاج أجهزة الطرد المركزي التي تم تدشينها مؤخراً في منشأة نطنز.
وقال هينز إنه اعتمد بتحليله هذا على صور الأقمار الصناعية وبرنامج تلفزيوني حكومي لتحديد المنشأة وموقع المبنى الذي يقع في الزاوية الشمالية الغربية لنطنز.
يذكر أن منشأة نطنز في اصفهان لتخصيب اليورانيوم تقع على بعد 250 كيلومتراً جنوب العاصمة طهران وتحتوي على مرافق تحت الأرض بعمق حوالي 7.6 متر للحماية من الغارات الجوية.
وتخضع المنشأة لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 مع القوى العالمية.
وتعرضت المنشأة في يناير 2011 لهجوم فيروس "ستاکسنت" الذي، بحسب تقارير صحافية، تم عبر تعاون أمني أميركي إسرائيلي هولندي وبمساعدة مهندس إيراني جندته المخابرات الهولندية.
ومع ذلك، لم تؤكد أي دولة من الدول المذكورة مشاركها في إنتاج الفيروس وتسريبه إلى محطة نطنز من خلال قرص (USB)، لأن محطة نطنز غير مرتبطة بشبكة الإنترنت.
ولم يستبعد بعض الخبراء احتمال حدوث عمل تخريبي اليوم، نظراً لأهمية موقع نطنز، أو تعرضه لهجوم سيبراني إسرائيلي أو حتى هجوم بغارات إسرائيلية، وفق بعض التقارير غير المؤكدة.