ترجمات

منذ سنوات عدة، يشهد ساحل اليابان الشمالي ظاهرة مروعة: زوارق صيد خشبية تصل الشواطئ وعلى متنها جثث كوريين شماليين.

لكن في عام 2017 كان الرقم مذهلا، فقد وصل هذه الشواطئ أكثر من ألف قارب، بعضها مهجور والبعض الآخر فيها أشخاص فارقوا الحياة.

وفي العام الذي سبقه، 2016، جرفت مياه البحر 66 قاربا، فيما لم تتوقف الظاهرة حتى يومنا هذا.

وبحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، فإن "سفن الأشباح" ظاهرة لا يملك أحد تفسيرا لها حتى الآن.

لكن في التفسيرات غير القاطعة، يقول أحد عناصر خفر السواحل اليابانية إن الأمر يرد إلى الطقس، فيما تكهن آخرون بأن أسطول السفن القديمة في كوريا الشمالية السبب وراء هذه المآسي المتكررة، غير أن الأمر ظل لغزا يحير السلطات.

وثمة قاسم مشترك بين هذه القوارب الخشبية، هو أنها متهالكة جدا.

وسعت منظمة غير ربحية معنية بشؤون الصيد إلى تقديم تفسير جديد للظاهرة، حيث تقول دراسة أجرتها "غلوبال فيشنغ ووتش" إن الصين تقف وراء هذه الحوادث المأساوية بسبب "أساطيلها المظلمة".

واستعان الباحثون في المنظمة بتقنيات عديدة منها صور أقمار اصطناعية لتحليل حركة الملاحة البحرية في المنطقة خلال عامي 2017 و2018.

ووجد هؤلاء أن المئات من سفن الصيد الصينية كانت تبحر قبالة سواحل كوريا الشمالية بشكل غير قانوني، مما دفع الصيادين الكوريين الشماليين لقطع مسافات أبعد في عرض البحر بحثا عن الأسماك، وصولا إلى السواحل اليابانية والصينية.

وهنا تقع الكارثة، فقوارب الصيد الكورية الشمالية ليست مؤهلة ولا مجهزة لقطع مسافات كبيرة، مما جعلها صيدا سهلا لأمواج البحر عند اضطرابه، وفق الدراسة.

وقالت المنظمة الدولية إنها رصدت نحو 900 سفينة صيد صينية في 2017، و700 في عام 2018، في مياه كوريا الشمالية، رغم الحظر الدولي على صيد الأسماك هناك، أو شراء الحيوانات البحرية من بيونغ يانغ بسبب العقوبات.

وذكر الباحث الرئيسي في الدراسة جايونك بارك، أن ما ترتكبه الصين "أكبر حالة معروفة من الصيد غير المشروع التي ترتكبها السفن القادمة من دولة لتعمل في مياه دولة أخرى".